إسرائيل على فوهة بركان.. تحالف حزبى "العمل" و"الحركة" لانتخابات الكنيست المقبلة لإسقاط نتنياهو للأبد.. و"كحلون" الليبى الأصل ينافس الجميع بحزبه الجديد "كولانو".. و"الليكود" يغازل ليبرمان للانضمام إليه

الخميس، 11 ديسمبر 2014 04:24 م
إسرائيل على فوهة بركان.. تحالف حزبى "العمل" و"الحركة" لانتخابات الكنيست المقبلة لإسقاط نتنياهو للأبد.. و"كحلون" الليبى الأصل ينافس الجميع بحزبه الجديد "كولانو".. و"الليكود" يغازل ليبرمان للانضمام إليه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى
كتب محمود محيى وهاشم الفخرانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبح من المؤكد أن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، سيواجه منافسة شرسة وقوية فى انتخابات الكنيست المقبل فى الـ17 من مارس المقبل، قد تطيح بمستقبله السياسى للأبد، وذلك بعد أن قرر حزب "العمل"، برئاسة زعيم المعارضة يتسحاق هرتسوج، وحزب "الحركة" برئاسة وزيرة القضاء السابقة، تسيبى ليفنى، التحالف فى كتلة مشتركة لخوض انتخابات الكنيست.

وقالت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الخميس، إن رئيس حزب العمل يتسحاق هرتسوج، ورئيسة حزب الحركة، تسيبى ليفنى، أعلنا خلال مؤتمر صحفى مشترك، عقداه مساء أمس، قرارهما خوض الانتخابات البرلمانية فى قائمة مشتركة، وأنه سيتم بموجب الاتفاق تخصيص المكان الثانى فى القائمة لليفنى.

ويأتى هذا التحالف كمحاولة لتشكيل كتلة "وسط – يسار" كبيرة لإسقاط نتنياهو فى انتخابات مارس 2015، فوفقا للاتفاق، سوف يتشارك الاثنان منصب رئاسة الوزراء بالتبادل، حيث إن هيرتسوج سوف يتولى الرئاسة أول عامين، وليفنى العامين الآخيرين، فى حال فوزهما فى الانتخابات القادمة.

وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل": إنه كانت قد انتشرت شائعات حول الاتحاد فى الأيام الأخيرة، ولكن قرار تبادل الرئاسة فى حال فوزهما كان خطوة مفاجئة جدا، حيث إن حزب "العمل" أقوى بكثير من حزب ليفنى فى الاستطلاعات، ولديه تاريخ طويل بقيادة إسرائيل لعقود، ومن ناحية الأرقام، ليفنى منتفعة كثيرا من قرار تبادل الحكم، ولكن هرتسوج أكد أن جميع الإسرائيليين سوف ينتفعون من هذا عن طريق تعزيز إمكانية هزيمة نتنياهو، مضيفا: "إن هذا نموذج مختلف للقيادة، نموذج عمل مشترك، العمل سويا فى سبيل نجاح الدولة وازدهار مواطنيها، وليكن وضع الغرور جانبا”، فيما قالت ليفنى: "هذا يمكنه توحيد كامل الكتلة الصهيونية، وإنهاء حكم اليمين المتطرف".

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن هناك سوابق لتبادل منصب رئاسة الوزراء فى إسرائيل، لافتة إلى أن شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلى السابق من حزب "العمل" ويتسحاك شامير كان من "الليكود" وقادا إسرائيل بهذه الطريقة بين عام 1984 و1988.

ويسعى هرتسوج وليفنى لتعزيز تحالفهما بضم حزب "كاديما"، برئاسة شاؤول موفاز، الى التحالف الذى أطلق عليه، مؤقتا، اسم "المعسكر الصهيونى"، لكن موفاز لم يقرر فى هذا الشأن بعد، ذلك أنه على خلاف سياسى عميق مع ليفنى وسيستصعب الانضمام الى حكومة ستصبح رئيسة لها فى المستقبل.

وقال هرتسوج خلال مؤتمر صحفى عقده مساء أمس لإعلان التحالف الجديد، "آن أوان التغيير، وهناك طريق أخرى، طريق توحيد الصفوف ومضى المعسكر الصهيونى معا لصالح الدولة"، مضيفا: "كان من الواضح أننا سنحقق التغيير المنشود معا، والدمج بين العمل والحركة، وأولئك الذين سينضمون لاحقا، سيولد الأمل الجديد والحقيقى وسنعمل بلا كلل لتحسين الأمن الاقتصادي، وسنحافظ على الطابع اليهودى والديمقراطى للدولة ونعزز سلطة القانون، نحن معا، ومعا سننتصر".

فيما قالت ليفنى إنها انضمت إلى هرتسوج فى سبيل خلق القوة المضاعفة التى ستستبدل السلطة فى إسرائيل، مضيفة: "أؤمن أنه يمكن لهرتسوج، ويجب أن يقود الحكومة القادمة لإسرائيل، إنه يستحق ذلك، ويتمتع بالموهبة والقيم وسيكون رئيس حكومة ممتازًا، هذا الإيمان هو القاعدة، التى تقوم عليها هذه الشراكة التى يمكنها توحيد المعسكر الصهيونى كله، الذى يئس من سلطة اليمين المتطرف".

وأضافت ليفنى: "إن المتطرفين استولوا على كل جزء جيد من حزب الليكود الذى كان ذات مرة بيتى، وهؤلاء يحولون الدولة إلى دولة معزولة، منغلقة ومنفرة، هذه الانتخابات تشكل فرصة تاريخية لاستعادة الدولة، نحن نخلق وسطا للخارطة السياسية أمام اليمين المتطرف".

وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إنه، فى الوقت الذى رحب فيه حزب "الحركة" بالتحالف، فقد أصيب الكثير من أعضاء حزب العمل بالصدمة، خاصة أنهم لم يسمعوا عن مسألة التناوب على رئاسة الحكومة إلا قبل ساعات قليلة من إعلانه، مضيفة أن القرار أحدث ردود فعل مختلطة، وأنه من المنتظر عقد مؤتمر لحزب العمل فى مطلع الأسبوع المقبل، للمصادقة على الاتفاق.

ولم يعلن حزب "يوجد مستقبل" برئاسة يائير لابيد، وزير المالية السابق، موقفه الرسمى من تشكيل القائمة المشتركة بين "الحركة" و"العمل" حتى الآن، والتى يمكنها أن تؤثر على مكانته فى الانتخابات المقبلة.

وقال مصدر فى الحزب: "إن هرتسوج حاول التخفى كحزب وسط، من الواضح أنه يسرق الأصوات بشكل خاص من لبيد، ولا يحصل على نواب على حساب اليمين"، فيما قال عدد من أعضاء حزب الليكود: "من الواضح أن الانتخابات ستجرى هذه المرة بين معسكر اليسار برئاسة هرتسوج وليفنى وبين نتنياهو والليكود، برئاسة المعسكر القومى".

وعلى الجانب الآخر، حظى نتنياهو، أمس، بانتصار فى مؤتمر مركز حزبه "الليكود"، الذى صادق بغالبية 65% على تبكير موعد انتخابات رئاسة الحزب وانتخاب المرشحين للكنيست، وستجرى الانتخابات الداخلية فى الـ 31 من الشهر الجارى.

وقالت "هاآرتس": إن تبكير موعد انتخابات رئيس الحزب حقق لنتنياهو 3 انتصارات، أولها أنه سيعرقل استعدادات وزير الداخلية السابق جدعون ساعر لمنافسة نتنياهو على رئاسة الحزب، أما الهدف الثانى، والذى سيحققه من خلال الربط بين إجراء الانتخابات لرئاسة الحزب وقائمة المرشحين، فهو ضمان مشاركة عدد كبير من أعضاء الحزب فى التصويت، الأمر الذى يصب فى صالحه أمام منافسيه، كما أن هذا القرار يمنح نتنياهو إنجازا معنويا ملموسا، يثبت أنه يمكنه تجنيد آلاف الأعضاء إلى يمينه قبل الانتخابات.


فيما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اليوم، الخميس، أن نتنياهو قدم قبل حل الكنيست عروضا مغرية لحركة "شاس" الدينية المتشددة، ولحزب "يسرائيل بيتنا" لقبول المشاركة فى حكومة بديلة.

فيما قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: إنه بعد أيام من حل الكنيست يتضح أن نتنياهو قام بخطوات يائسة لتجنب التوجه للانتخابات، حيث عرض على رئيس حزب "شاس" أرييه درعى، حقيبة وزارة المالية، وعرض على رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيجادور ليبرمان، تناوبا على رئاسة الحكومة.

وأضافت الصحيفة العبرية أن نتنياهو أرسل مبعوثا لليبرمان يحمل رسالة بأن نتنياهو على استعداد لإخلاء المنصب له فى العام الأخير، وحاول المبعوث إقناع ليبرمان بأنه إذا تولى رئاسة الحكومة فى العام الأخير فإنه بذلك يؤهل نفسه لتولى المنصب بعد الانتخابات.

لكن ليبرمان رفض العرض، وأصدر حينها بيانا أوضح فيه أن أية حكومة بديلة لن يكون بمقدورها أن تصمد، وأوضح أن معارضته لتشكيل حكومة بديلة نابعة من كونها تؤخر النهاية لا أكثر.

وعلى صعيد آخر، ذكرت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى، أن وزير "الليكود" السابق موشيه كحلون سيطلق على حزبه الجديد اسم "كولانو" ومعناها بالعربية "كلنا" لينافس به الجميع، مضيفة أن السياسى اليمينى ذا الشعبية العالية سينافس فى الانتخابات المقبلة بـ10 مقاعد أو أكثر وفق استطلاعات الرأى السابقة لانتخابات مارس المقبلة.

وأوضحت القناة العبرية أن شعار "كولانو" يضمن صورة عصا مع جملة الحزب الترويجية، التى تعنى "جميعنا لكحلون"، مشيرة إلى أنه منذ حل رئيس الوزراء الإسرائيلى ائتلافه يوم الثلاثاء الماضى، أظهرت استطلاعات الرأى أن حزب كحلون قد يفوز من 10 إلى 13 مقعدا فى انتخابات 17 مارس 2015.

ولفتت القناة الثانية إلى أن شائعات تدور حاليا حول انضمام أبرز خبراء الاقتصاد، وقادة الشرطة السابقين وغيرهم إلى كحلون، فيما لم يعلن كحلون بعد عن أى عضو آخر فى حزبه.

وكان قد صرح كحلون أنه لا يعارض التنازل عن أراض محتلة إذا كان ذلك سيقود إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، ووصف نفسه بأنه يتبع "للمركز السياسى" ويميل قليلا لليمين"، وفى الماضى عارض إقامة دولة فلسطينية، وتفكيك المستوطنات.

جدير بالذكر أن كحلون (54 عاما) ابن لمهاجرين ليبيين، نشأ وترعرع فى حى صعب فى مدينة "الخضيرة" كواحد من بين سبعة أطفال، واشتهر لعمله على فتح قطاع الاتصالات للمنافسة عندما كان وزيرا للاتصالات عام 2009، وانتخب أول مرة للكنيست فى عام 2003، عندما شغل منصب نائب رئيس مجلس النواب، وأصبح وزيرا للاتصالات فى عام 2009، وحل مكان يتسحاك هرتسوج من حزب "العمل" فى يناير 2011 لرئاسة رعاية وزارة الخدمات الاجتماعية، حيث واصل حملته لصالح المستهلك، وحارب البنوك لخفض تعريفاتها لزبائنها، وفى عام 2012، فاجأ كحلون المؤسسة السياسية، عندما أعلن أنه لن يترشح للانتخابات الوطنية فى عام 2013، لا كجزء من "الليكود" ولا بجانب أى حزب آخر، بهدف أخذ استراحة من السياسة.

جانب من تقرير الصحف العبرية عن الانتخابات المقبلة
جانب من تقرير الصحف العبرية عن الانتخابات المقبلة












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة