هدير نبيل تكتب:تعظيم سلام

الخميس، 06 نوفمبر 2014 02:06 ص
هدير نبيل تكتب:تعظيم سلام شهداء أحداث سيناء الأخيرة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى حلقة يوم الاثنين الماضى من برنامج آخر النهار نقل الإعلامى خالد صلاح رسالة من أحد قادة الجيش الذى التقاه بفعاليات المناورة بدر يطلب منه أن يوجه تحية ليس فقط لأرواح الشهداء التى روت دمائهم الطاهرة أرض هذا الوطن لتطرح لنا حياة هانئة ننعم بها بالأمن والرخاء، لتطل علينا حينها أرواحهم من السماء فتضاعف سعادتهم أولا لما نالوه بإذن الله من نعيم لقاء ربهم وهم شهداء، وثانيا لما رأؤوه من ثمار ما زرعته دماؤهم من رخاء وسلام لشعبهم وأهلهم، ولكنه أراد أيضا أن يوجه تحية لكل أب وأم يموتون باليوم ألف مرة من القلق والخوف على ابنهم الذى لا يزال يؤدى خدمته وهو يعلم أنه ربما لا يعود.

كل ما يطمئنهم عليه هو الثانية التى تمر عليهم دون أن يتلقوا خبر استشهاده فتخيل كيف تعيش هذه الأسر وتواصل حياتها وقلوبها تنخلع كل لحظة من الخوف من أن تصيب رصاصة غادرة جسد ابنهم فتحترق قلوبهم وهى تراه إما مصابا على الفراش أو ملفوفا بالكفن ويواريه التراب، تخيل شعورهم مع كل حادثة إرهابية تقع فيكون كل ما يستطيعون فعله هو البحث على المواقع والقنوات وهم يدعون ربهم بألا يكون اسم ابنهم بين الشهداء أو المصابين.

سأحكى لكم قصة أب استشهد ابنه بالحادث الإرهابى الأخير بسيناء، هذا الرجل هو أحد أصدقاء أبى كان ابنه قد تخرج من الكلية ليذهب مباشرة لتأدية خدمته العسكرية بالإسماعلية، ولكن شاءت الأقدار أن يتم نقله لسيناء وكان أمامه فقط 35 يوما لينهى خدمته، فلم يخبر أحدا إلا والده وطلب منه ألا تعلم والدته بهذا الأمر لكى لا تقلق عليه، وبالفعل ظل والده يحمل وحده هذا القلق الذى كان يمزع قلبه فى كل لحظة، ولكنه كان لا يشعر أحد بهذا.

ثم وقع الحادث الإرهابى فانخلع قلب الوالد وما كان منه إلا أن يبحث عن اسم ابنه بين أسماء الضحايا التى أعلنت بوسائل الإعلام وكل هذا دون أن يشعر أحد حوله بما يفعله أو يشعر به، فلم يجد الاسم فحمد ربه وتخيل أنه سيرى ابنه مرة ثانية، وأن المتبقى فقط هو 35 يوما ثم يعود له بابتسامته الدافئة ونام مطمئنا، ولكنه لم يتخيل أن باليوم الثانى سيأتى له رجال من الجيش لتخبره بأن ابنه قد استشهد وأن صندوق الجثمان ينتظره ليتسلمه، فقد حرم حتى من إلقاء نظرة الوداع على ابنه وبدلا من أن يزفه إلى فرحه، زفه إلى السماء ليترك له آلام الفراق الذى لا يخففها إلا الفخر بأن ابنه ضحى بروحه من أجل أن يبقى هذا الوطن، فتحية وتعظيم سلام لكل من يضحى من أجل مصر.













مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة