الشركات الألمانية فى روسيا تحاول إعادة الأمور لطبيعتها رغم العقوبات

أكد وزير الاقتصاد الروسى أن "الثقة كانت وستظل أهم عنصر" فى تعامل الشركات الألمانية فى روسيا.

وأكد الوزير ألكسى أوليوكاييف خلال كلمة له أمام ملتقى لغرفة التجارة الخارجية الألمانية الروسية فى شتوتجارت أمس الأربعاء ممثلى الشركات الألمانية فى روسيا على قوة العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا وروسيا وقال: "نحن بحاجة إلى بعضنا البعض".

من غير المعتاد أن يظهر وزير الاقتصاد الروسى فى ملتقى إقليمى لغرفة الصناعة والتجارة، ولكن يبدو أن هذا الظهور ضرورى، حيث ازدادت حدة الوضع الاقتصادى فى روسيا بسبب العقوبات التى فرضها الغرب على روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية، وتراجعت قيمة اليورو أمام العملات الأجنبية ويشكو أصحاب الشركات فى روسيا من قلة الاستثمارات الأجنبية.

يتوقع البنك المركزى الروسى تعرض الاقتصاد الوطنى لركود خلال عام 2015، وفى الوقت ذاته فإن هناك تصلبا على أعلى المستويات السياسية، وليس ذلك فقط منذ تحذير الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بأن فرض عقوبات على روسيا قد تكون له آثار سلبية أيضا على ألمانيا.

وتم إلغاء لقاء كان مقررا هذا العام بين مجموعة العمل الاستراتيجية للاقتصاد والمالية المشتركة بين وزارة التنمية الاقتصادية الروسية ووزارة الاقتصاد الألمانية.

وتولت الشركات والاتحادات الاقتصادية مهمة الحديث هذا العام وذلك فى ظل التوتر الدبلوماسى بين موسكو وبرلين.

وعن ذلك قالت مونيكا هولاخر من اتحاد الشركات الألمانية المصنعة للآلات الثقيلة: "نحن نرعى على وجه الخصوص الاتصالات مع اتحاد الشركات الروسية للآلات".

وتعانى هذه الشركات فى ألمانيا بشكل خاص من العقوبات الغربية على روسيا ومن قيود التصدير المفروضة عليها ورغم ذلك فإن هناك مساعى مستمرة للعثور على شركاء فى روسيا "فليس من الضرورى أن يسير الواقع مع الإرادة السياسية جنبا إلى جنبا".

دعا الوزير الروسى أوليوكاييف الشركات صراحة إلى تجنب التوجيهات السياسية قائلا: "على الاقتصاد أن يقدم مساهمة للتأثير على السياسة".

وحاول وزير الاقتصاد الروسى الدخول فى حوار مباشر مع شركات ألمانية فى شتوتجارت حيث كان من المقرر أن يلتقى بممثلين عن شركة دايملر وبوش إلى جانب مقابلة عبر الأبواب الخلفية مع أصحاب شركات متوسطة وذلك ضمن برنامج زيارة الوزير للمدينة.

وتناولت هذه اللقاءات الحديث عن مشاريع ألمانية محتملة فى روسيا وعن صناعة السيارات حسبما ذكر الوزير دون التطرق لتفاصيل.

وأكد أوليوكاييف أن روسيا تعتزم توفير ظروف مريحة للشركات الألمانية وقال إن روسيا لن تقدم على تأميم أى استثمارات أجنبية فى بلاده مضيفا: "إن معاقبة أوزة تضع بيضا ذهبيا أمر لا يفعله إلا مجنون".

وأوضح الوزير الروسى أن روسيا مستعدة لتعديل عناصر فى سياستها الاقتصادية وإن لقاءاته مع مسئولى الشركات الألمانية تناولت كيفية العمل فى ظل العقوبات الغربية على بلاده.

تأمل موسكو أن يتمخض لقاء غرفة التجارة الخارجية الألمانية الروسية المزمع فى موسكو الربيع المقبل عن إلغاء هذه العقوبات حيث توالت الاستفسارات على هذه الغرفة بهذا الشأن.

وقال متحدث باسم الغرفة إن هناك بلبلة فى أوساط الشركات وإن الغرفة تحتاج للكثير من الجهد لتوعية أصحاب الشركات بهذا الشأن وإن معظم هذه الاستفسارات انصب على سؤال: "ما الذى لا يزال ممكنا فى روسيا فى ظل العقوبات ونحن نجيب: كثير من الأشياء لا تزال ممكنة".