مجلس الجامعة العربية يجدد دعمه لمصر فى مواجهة الإرهاب.. ويطالب المجتمع الدولى بالتحرك الجاد لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بالمسجد الأقصى.. ويدعو الأطراف اليمنية إلى سرعة تشكيل حكومة وطنية

الأحد، 02 نوفمبر 2014 06:06 م
مجلس الجامعة العربية يجدد دعمه لمصر فى مواجهة الإرهاب.. ويطالب المجتمع الدولى بالتحرك الجاد لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بالمسجد الأقصى.. ويدعو الأطراف اليمنية إلى سرعة تشكيل حكومة وطنية اجتماع مجلس الجامعة العربية أرشيفية
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقد مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين دورة غير عادية، اليوم الأحد، بمقر الأمانة العامة للجامعة، برئاسة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وبحضور الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربى، حيث أصدر المجلس ثلاثة بيانات خاصة بمصر وفلسطين واليمن.

وبخصوص مصر، أدان مجلس الجامعة العربية اليوم وبشدة العملية الإرهابية التى وقعت فى الرابع والعشرين من أكتوبر الماضى فى شمال سيناء بجمهورية مصر العربية، معربًا عن استيائه البالغ لهذا العدوان الجبان الذى أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والمصابين من أبناء القوات المسلحة الذين سالت دماؤهم الزكية بينما كانوا يؤدون أقدس الواجبات فى حفظ وصون أمن بلدهم.

كما تقدم المجلس بخالص تعازيه لمصر حكومة وشعبا كما يعبر عن تعاطفه مع أسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.

وجدد المجلس فى بيانه الختامى التأكيد على ما تضمنته كافة البيانات والقرارات الصادرة عن مجلس جامعة الدول العربية على كافة المستويات بشأن مكافحة الإرهاب وضرورة التصدى لهذه الآفة المدمرة، ومن أهمها القرار رقم 7804 الصادر عن مجلس الجامعة على المستوى الوزارى فى دور انعقاده العادى 142 والخاص بـ"صيانة الأمن القومى العربى ومكافحة الجماعات الإرهابية المتطرفة".

وشدد المجلس على وقوف الجامعة بكل قوة إلى جانب مصر فى حربها ضد الإرهاب، وتأييدها الكامل لجميع الإجراءات والتدابير التى تتخذها لمحاصرة هذه الظاهرة الخطيرة للقضاء عليها، والتى تعد ظاهرة عالمية تتطلب تضافر الجهود لمواجهتها إقليميا ودوليا.

وأكد المجلس التزام كافة الدول العربية بالعمل على التعاون المشترك لقطع التمويل عن التنظيمات الإرهابية وتقديم كافة أشكال الدعم لمصر والتضامن معها فى هذه الحرب التى تخوضها ضد الإرهاب، مع الأخذ فى الاعتبار أن عدم تقديم الدعم يصب فى مصلحة دعم الإرهاب.

كما أكد التزام الدول الأعضاء بالتعاون المشترك للقضاء على هذه الظاهرة ومسبباتها، وخاصة فى مجال تبادل المعلومات والخبرات وتعزيز وبناء القدرات واتخاذ ما يلزم من تدابير لصون الأمن القومى العربى على جميع المستويات السياسية والأمنية والدفاعية والقضائية والإعلامية، والعمل على تجفيف منابع الإرهاب الفكرية ومصادر تمويله، ومعالجة الأسباب والظروف التى أدت إلى تفشى هذه الظاهرة الإرهابية المتطرفة.

وأكد مجلس جامعة الدول العربية أنه فى إطار ما سبق فإن هناك ضرورة للإسراع بتنفيذ قرارات مجلس الجامعة التى رحبت بالمبادرة التى أطلقتها مصر فى قمة الكويت 2014 بعقد اجتماع مشترك لوزراء الداخلية والعدل العرب لبحث سبل تفعيل الاتفاقيات الأمنية والقضائية.

وطالب المجلس، المجتمع الدولى بدعم الجهود المصرية لمكافحة الإرهاب الذى استفحل فى أنحاء عدة من الوطن العربى ما يهدد الأمن العربى بكافة أبعاده السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، والذى أصبح يشكل خطرًا داهمًا على السلم والأمن الإقليميين والدوليين. وحذر المجلس مجددا من الرابطة القوية التى تجمع بين التنظيمات الإرهابية المختلفة فى المنطقة والتى تتبنى نفس الأيديولوجية المتطرفة وتتعاون فيما بينها عملياتها، الأمر الذى يفرض على المجتمع الدولى التعامل مع هذه التنظيمات بذات الاهتمام وعدم الاقتصار على تنظيم بعينه وإغفال بقية التنظيمات الإرهابية.

وبخصوص فلسطين، طالب مجلس جامعة الدول العربية المجتمع الدولى بالتحرك الجاد والمسئول لوقف الانتهاكات الإسرائيلية فورا وبشكل نهائى مشددا على عروبة القدس ومطالبته .

وحمل المجلس فى بيانه الختامى الحكومة الإسرائيلية المسئولية الكاملة إزاء هذه التداعيات الخطيرة وآثار اعتداءاتها المستمرة على المدينة المقدسة وانتهاكاتها السافرة لحرمة المسجد الأقصى، وتبعات ذلك على مسار عملية السلام برمتها وعلى الأمن والاستقرار فى المنطقة التى تواجه تحديات واضطرابات كبيرة تتحمل إسرائيل مسئولياتها وعن أى سلوك من شأنه أن يزيد من التوتر فيها وفى تهديد السلم والأمن الدوليين.

وجدد المجلس شكره وتقديره ومساندته للجهود المكثفة التى تقوم بها المملكة الأردنية الهاشمية فى إطار الرعاية والوصاية الهاشمية للمقدسات فى القدس الشريف التى يتولاها ملك الأردن لوقف الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وعن رفض كل المحاولات التى تمارسها إسرائيل للمساس بهذه الرعاية والوصاية الهاشمية .

ورحب المجلس بالمذكرة التى تقدمت بها كل من المملكة الأردنية الهاشمية ودولة فلسطين بدعم عربى وإسلامى بمتابعة ومراقبة دولة الاحتلال ورصد الانتهاكات اليومية فى القدس الشرقية ويؤكد المجلس على أهمية ارسال بعثة مراقبة من خلال اليونسكو على القدس للإطلاع على انتهاكات الاحتلال .

وثمن المجلس جهود منظمة التعاون الإسلامى الرامية إلى التصدى للإجراءات الإسرائيلية المستهدفة للقدس الشريف وبالخصوص لجنة القدس برئاسة ملك المغرب، ودعا المجلس المنظمة لمواصلة هذه الجهود المقدرة وبشكل خاص عبر لجنة القدس .

وجدد مجلس الجامعة الشكر للدول العربية التى أوفت بكامل التزاماتها ومساهمتها كليا أو جزئيا فى دعم موارد صندوقى الأقصى وانتفاضة القدس وفقا لقرارات قمة القاهرة غير العادية لعام 2000 وفى تقديم الدعم الإضافى للصندوقين وفق مقررات قمة بيروت فى دورتها العادية لعام 2002 وتفعيل قرارات سرت فى دورتها العادية عام بدعم القدس ودعوة الدول العربية التى لم تف بالتزاماتها تجاه الدعم الإضافى سرعة الوفاء بهذه الالتزامات .

وأكد المجلس على القرار الصادر عن مجلس الجامعة العربية فى 7 سبتمبر الماضى بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولى المسئول عن حفظ السلام والأمن الدوليين لاستصدار قرار يحدد سقفا زمنيا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى ولتحقيق استقلال فلسطين على حدود خط الرابع من يونيو 1967 ضمن تطبيق مبدأ حل الدولتين.

وثمن المجلس جهود الأمين العام المتمثلة فى توجيه رسائل عاجلة للإدارة الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة والرباعية الدولية والاتحاد الأوروبى لشرح خطورة ما تعرض له المسجد الأقصى المبارك من تهديدات تنذر باشتعال حرب دينية فى المنطقة.

من جهة أخرى دعا مجلس جامعة الدول العربية جميع الأطراف اليمنية إلى الالتزام ببنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية والإسراع فى تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك فى إطار متابعة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطنى وما نصت عليه مبادرة مجلس التعاون الخليجى وآلياتها التنفيذية فى هذا الشأن.

وأكد المجلس فى بيان له فى ختام الاجتماع الذى عقد اليوم بالجامعة العربية، على اعتبار الدولة اليمنية وأجهزتها الدستورية هى المعنية بحماية اليمن ووحدته واستقراره وتوجيه الدعوة لجماعة أنصار الله إلى وقف أنشطتهم العسكرية والانسحاب من المناطق التى سيطروا عليها وتسليم المعدات والأسلحة التى استولوا عليها إلى سلطات الدولة اليمنية واعتبار ما قام به أنصار الله من إزالة بعض المخيمات الخاصة من صنعاء ومحيطها بمثابة خطوة إيجابية فى الاتجاه الصحيح. وثمن المجلس الجهود التى يبذلها فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادى من أجل استكمال المرحلة الانتقالية والعملية السياسية بما يحفظ وحدة وأمن واستقرار اليمن.

وجدد المجلس إدانته للأنشطة الإرهابية لتنظيم القاعدة والإعراب عن القلق من المخاطر الناجمة عن المصادمات بينهم وبين جماعة أنصار الله على مستقبل العملية السياسية وأمن واستقرار اليمن.

فى غضون ذلك أعلن السفير أحمد بن حلى، نائب الأمين العام للجامعة العربية، أن هناك تحركا عربيا لتفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب ووضع آليات لمحاربة هذه الآفة الخطيرة التى تهدد استقرار المنطقة والعديد من دولها، مؤكدا أهمية القرارات التى صدرت عن الاجتماع غير العادى لمجلس الجامعة العربية اليوم فى هذا الإطار، حيث من المقرر أن تعقد اجتماعات لوزراء العدل والداخلية العرب خلال الأسابيع المقبلة يسبقها اجتماعات للخبراء وكبار المسئولين العرب لبحث الآليات المطلوبة لمواجهة ظاهرة الإرهاب التى تمس دول المنطقة .

ونوه السفير بن حلى فى مؤتمر صحفى مشترك له ومندوب موريتانيا الدائم لدى الجامعة العربية "رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة" ودادى ولد سيدى هيبة فى ختام الاجتماع غير العادى للمندوبين الدائمين بقرار مجلس الجامعة التضامن مع مصر قيادة وحكومة وشعبا فى مواجهة الإرهاب وإدانة الحادث الإرهابى الخسيس الذى وقع فى شمال سيناء، موضحا أن الدول العربية أكدت ضرورة المضى قدما فى مواجهة الإرهاب وقطع الطريق أمام ممولى هذه العمليات وتبادل المعلومات لمحاربة هذه التنظيمات الإرهابية وإرهابها الذى يعوق التنمية والاستقرار فى المنطقة.

وعلى صعيد القضية الفلسطينية ندد بن حلى بالتصعيد الإسرائيلى الخطير فى القدس والمسجد الأقصى، مجددا التأكيد على أن القدس خط أحمر والمساس بها سيؤدى إلى عواقب وخيمة .

وقال بن حلى إن إسرائيل دولة احتلال وعليها التزامات قانونية لابد أن تلتزم بها، منوها باعتراف السويد بالدولة الفلسطينية وأهمية تلك الخطوة لإقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.

وأكد مواصلة الجامعة لجهودها ودعم القيادة الفلسطينية فى مجلس الأمن من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال وفق جدول زمنى.

كما أكد بن حلى مجددا الدعم العربى لليمن من أجل تحقيق الاستقرار والخروج من الأزمة الراهنة التى تهدد استقرارها، موضحا أن مجلس الجامعة أكد مساندته للعملية السياسية فى اليمن وتفعيل مخرجات الحوار الوطنى.

وفى رده على سؤال حول المتغيرات الخطيرة التى تواجهها المنطقة وتعامل الجامعة العربية معها قال بن حلى إن هناك موجة تغيير فى المنطقة تتطلب إصلاحا حقيقيا، ورغم الإفرازات السلبية التى نتجت إبان هذه الموجة من التغيير، منوها بالتطور الذى شهدته تونس مؤخرا وإجراء الانتخابات التشريعية، معتبرا أنها تعطى أملا وطمأنينة نحو التغيير وتحقيق الديمقراطية التى ينشدها الشعب .

وعلى صعيد الأزمة فى سوريا دعا بن حلى الشعب السورى إلى أخذ زمام المبادرة للحفاظ على بلادهم التى تتعرض للدمار، مشددا على أهمية الحل السياسى للأزمة السورية .

من جهته أكد سفير موريتانيا أهمية هذا الاجتماع منوها بالقرارات الصادرة عنه لمواجهة الإرهاب ودعم استقرار دول المنطقة.


أخبار متعلقة
أحمد بن حلى : هناك تحرك عربى لتفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب

بن حلى: اجتماع لوزراء العدل والداخلية العرب قريبًا لبحث مواجهة الإرهاب










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة