أكرم القصاص - علا الشافعي

صالح المسعودى يكتب: عفركوش

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014 10:18 م
صالح المسعودى يكتب: عفركوش ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شبيك لبيك (عبدك بين يديك) تطلب إيه/ تحب تقرأ كلام موزون مفهوم معلوم، ولا تحب تقرأ كلام ظريف خفيف (زى إيه) حب مثلا أم غرام وهيام ووئام ولا نتحول للكلام فى الهلس والجنس، كل شىء موجود فقط أنت تطلب إيه (عندنا كل ما ترغب) و(على كل لون يا...).

يا ترى عجبك العنوان فدخلت لتقرأ المقال؟ أم أنك مللت القراءة الرتيبة وأردت أن تجرب نوعا جديدا من (الهلفطة) التى تقضى بها وقتا قد يكون ميتا بالنسبة لك؟ أم أنك من النوع صاحب المواقف الجادة لأنك عندما شاهدت العنوان (دمك فار) وانتويت أن تكيل السباب لهذا الكاتب المستهتر؟

من أنت فى كل ما ذكرت فأنا ابحث فيك عنك ابحث فيك عن وطنيتك وذوقك الذى يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة، ابحث فيك عن تاريخك المشرف الذى تتشدق به فقط دون الإسهام فى بقائه أو التأثير فيه أو تبحث لك عن دور ربما يذكره لك التاريخ، ابحث فيك عن ثقافتك التى تهدرها يوما بعد يوم.

عفوا عزيزى القارئ فأنا لا أقصدك بهذا الانفعال الذى أفقدنى صوابى وجعلنى أزأر فى وجه أصدقائى كأسد جريح على استعداد أن يطيح بكل شىء أمامه لأنه أحس أن حياته تقارب على الانتهاء، فقد جمعنى لقاء بأصدقائى الذى يتمتع أكثرهم بثقافة متوازنة وسلوك قريب من الحضارى، ولكن راعنى ما رأيت منهم.

فقد فوجئت بهم يتحاورون حول برامج (التوك شو) وهالنى ما سمعت من تعليقات لم أكن أتوقعها من طبقة قد تكون واعية ومثقفة ففوجئت بأحدهم يقول: "حول المؤشر على (كذاب الزفة)"، فيرد الآخر (لا لا خليه نحلى بيه ويبقى نضحك قبل ما ننام)، ثم ينادى ثالث بقوله نسمع (اللى بيسلط الضيوف على بعض شويه).

يا للهول على رأى الفنان الكبير يوسف وهبى، هل وصل بنا الأمر لهذا العبث؟ وهل انسقنا خلف كل ناعق يحاول أن يتسلى بعقولنا التى أبهرنا بها العالم حيث سبقناه معظم فترات التاريخ؟

لا أكاد أصدق كل هذا (الضحك على الذقون) الذى يحدث على الساحة الإعلامية وهذا الانفلات الذى أصبح يشوه الصورة الجميلة للإعلام المحترم، فالبعض من تلك المنظومة التى يجب أن تكون محترمة على استعداد أن يصنع أى شىء لجذب المشاهد حتى لو عمل (عجين الفلاحة) فكل ما يهمه هو عدد المشاهدين لبرنامج سيادته لأنه المقياس الوحيد لعدد الإعلانات التى تتخلل البرنامج والتى أيضا يشارك منها بمبالغ طائلة تصل للملايين.

من أجل ذلك أردت أن أختبرك عزيزى القارئ النبيل الغيور حتى لا تنجرف خلف تلك الفقاعات المدروسة من قبل البعض بحثا عن كميات الأموال دون النظر لمصلحة هذا الوطن الجريح والذى يبحث عن طوق النجاة للتعافى مما أصابه.

عزيزى القارئ المحترم الواعى يجب ألا تغرك تلك البرامج التى تبحث عن الربحية حتى لو كانت وصلات ردح بين اثنين أو حديث يخدش الحياء أو غير ذلك من المهاترات الدنيئة، فأنت بذوقك وثقافتك يمكنك مقاطعتها والتوجه لكل ما هو هادف يبحث فى إصلاح المجتمع (مع قلته) لكنه فى كل الأحوال أفضل من تلك السفاهات الإعلامية المقززة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة