فى يوم ميلاد الكينج.. محمد منير وجه بوصلة الغناء إلى النوبة وجعل الملايين تغنى "نيجرى بيه" و"سيا سيا".. شقيقه الأكبر ساهم فى نجاحه.. وعجوز على كرسى متحرك فى حفلاته يكشف سر مشواره الفنى

الثلاثاء، 07 أكتوبر 2014 10:16 ص
فى يوم ميلاد الكينج.. محمد منير وجه بوصلة الغناء إلى النوبة وجعل الملايين تغنى "نيجرى بيه" و"سيا سيا".. شقيقه الأكبر ساهم فى نجاحه.. وعجوز على كرسى متحرك فى حفلاته يكشف سر مشواره الفنى الكينج.. محمد منير
كتب- محمود ترك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الفنان أن ينتقى أغنياته من الناس ولا ينفصل عن واقعهم، لأنهم الملهم والمتلقى الأول والأخير له.. هذه هى النصيحة التى وجهها من قبل النجم محمد منير لعدد من الأصوات الشابة الجديدة فى أحد برامج اكتشاف المواهب، وهى النصيحة ذاتها التى جعلت من محمد منير «ملكا» على عرش الغناء أو كما يطلق عليه جمهوره «الكينج»، فهو دائما يضع الجمهور أمامه يستلهم منهم أفكار أغنياته وينتظر رد الفعل.

نصيحة منير التى قالها للمواهب الشابة، تكشف الكثير من منهجه الخاص الذى اتبعه طوال مشواره الفنى، فهو يستلهم فنه من الواقع، ولا يتعامل مع الغناء على أنه مجرد «تعبئة» أغان فى ألبوم، فالتفاعل مع الناس والتأثر بهم وإعادة ذلك التأثر فى شكل عمل فنى هو المسار الذى اتخذه ليصعد إلى عرش النجومية، وهو ما وضحه بنفسه فى حوار له مع صحيفة الأهرام منذ حوالى 8 سنوات حيث قال: «المطرب حفلة وليس فى غنائه المعلب، لأن الغناء المباشر فيه متعة وحياة ووجود وملامسة لمشاعر الناس».

قناعات منير الخاصة ومنهجه ورؤيته الفنية، جعلت من حفلاته علامة مميزة لا تتكرر، وربما يفسر ذلك سر المشهد الذى كانت «اليوم السابع» حاضرة وشاهده عليه بإحدى حفلاته بدار الأوبرا المصرية، فوسط الشباب «المجنون» بمنير، كان هناك كبار السن الذين قطعوا عدة كيلو مترات من المحافظات المختلفة لكى يشاهدوا منير ويعودوا مرة أخرى إلى منازلهم فى نفس اليوم، وليس ذلك فحسب بل إن مشهدا لعجوز جاءت على كرسى متحرك تقف آخر الحفل تستمع لأغانى منير ليس بالأمر الغريب فى حفلاته بل يتكرر أكثر من مرة.

فى أسوان تلك المدينة المصرية ذات الطابع الخاص ولد النجم منير يوم 10 أكتوبر عام 1954 لأسرة مكونة من 6 أشقاء، وكما تحمل أسوان مواصفات جمالية خاصة ليست موجودة فى أى من محافظات مصر تشكل وجدان منير، حيث عاش هناك فترة طفولته وبداية المراهقة، لينتقل إلى القاهرة للدراسة فى كلية الفنون التطبيقية قسم التصوير، ومعه شقيقه الأكبر فاروق الذى رحل عن عالمنا منذ سنوات وساعد موهبة مصر السمراء محمد منير وكان سنده الذى يدعمه دائما حتى أصبح منير نجما مشهورا، حيث يعد هو بمثابة البوصلة التى وجهت منير فى بداياته الفنية وعرفه على الشاعر عبدالرحيم منصور والملحن أحمد منيب، ليلتقى الثلاثى على حلم فنى واحد، هو التمرد على الشكل التقليدى للأغنية، والانتصار لأغان قادمة من خارج القاهرة، لا لكى تسحب البساط من الأغانى القاهرية بل لكى يقفا معا معبرين عن الوطن بأكمله وليس جزءا واحدا منه فقط، فليس من المنطقى أن يكون الغناء فى مصر لا يغادر الشكل التقليدى للمطرب ذى البدلة والابتسامة الذى يقف خلف الميكروفون ثابتا ليقدم أغانيه للجمهور.

إطلالة منير الأولى على الجمهور كانت من خلال ألبوم «علمونى عينكى» عام 1977 الذى تصادف أن يكون نفس عام رحيل المطرب عبدالحليم حافظ، وتعاون فيه مع أصدقائه أحمد منيب وعبدالرحيم منصور وهانى شنودة، ورسموا معا أحلاما حول المستقبل وما يحمله لهم، خصوصا أن صناعة الموسيقى وقتئذ كانت تشهد ثورة تكنولوجية حديثة وهى ظهور شرائط الكاسيت الأسهل فى التداول من الأسطوانات التقليدية، كما أن الجمهور كان مستعدا لاستقبال تجارب وأصوات جديدة، إضافة إلى أن الألبوم يحمل موسيقى وكلمات مغايرة، ويناقش قضية الهجرة التى بدأت تظهر فى فترة السبعينيات من القرن الماضى ويظهر ذلك من خلال أغانى «علمونى عينيكى» و«أمانة يا بحر» و«قول للغريب» و«فى عينيكى» و«دنيا رايحة»، ليظهر الحس والهم الوطنى فى أغانى منير مع ألبومه الأول، واهتمامه أيضا بمشاكل جيله من الشباب الذين يجدون فى الغربة طموحاتهم رغم قسوتها.

لكن كل تلك الآمال لم تجد لها صدى على أرض الواقع، فالجمهور استغرب إلى حد ما من الهزة التى أحدثها منير فى شكل الأغنية، فهم تربوا على أغانى عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش ومطربو فرق الموسيقى العربية، والشكل التقليدى للأغنية، ومن المفارقات أن هذه الأغانى التى قدمها منير ولم تلقى النجاح المرجو مازالت حاضرة بيننا حتى الآن وتعد واحدة من أبرز الأعمال الفنية التى حققت ثورة فى الموسيقي، كما أن مجهود الألبوم الأول لم يذهب هباء، بل مهد الطريق لكى يعرف الجمهور أن هناك مطربا جديدا يقدم اغانى مختلفة حتى جاء موعد الظهور الثانى بألبوم «بنتولد» الذى كان نصيبه من النجاح أكبر من ألبومه الأول، وضم أغانى مميزة منها «يا عروسة النيل» و»بنتولد» و»غريبة»، لكن الانطلاقة الحقيقية لمنير كانت من خلال البوم «شبابيك» عام 1981 والذى ضم أغنيات «أشكى لمين» و»الليلة يا سمرا» و»شبابيك» و»شتا» و»شجر اللمون» و»الكون بيدور» وجميعها أغانى مازال يحرص على غنائها فى حفلاته التى يحيها ويتجاوب معها الشباب بشدة حتى الذين لم يتربوا على أغانى منير.

واستمر «الكينج» فى طريق النجاح بألبومات متلاحقة تعبر عن الهم المصرى والعربى وأيضا تنقل تراث النوبة وأسوان ليكون خير ممثل لها، ليضعها وسط بؤرة الضوء رافضا أن تكون مجرد هامشا فى لوحة الفن المصرية والعربية، بل أن منير استطاع وحده كمطرب أن يجعل الملايين من محبى الغناء فى العالم يستمعون إلى أغانى وتراث النوبة فلم ينس منير الأغانى والفولكلور النوبى الذى نسجته فى ذاكرته الحفلات وجلسات السمر بمدينته أسوان وقت طفولته وشبابه، وجعل جمهوره يرددون ورائه أغانى منها «سيا سيا» و»نيجرى بيه» و»شمندورة» و»أشري» ونالت نجاحا ملفتا للنظر لدرجة دفعت العديد من محبى منير للبحث عن معنى كلمات هذه الأغاني.

ويحتفل محمد منير بعيد ميلاده يوم 10 أكتوبر الجارى الذى يدفع ثمن شهرة ونجاح مطربهم المفضل، حيث أن شعبيته وصلت إلى درجة أنه تم إلغاء حفله الأخير نظرا لحجم الحضور المتوقع.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة