خريطة جديدة لقاع المحيطات تكشف تفاصيل أغوار مذهلة للأرض

استخدم العلماء البيانات التى جمعتها الأقمار الصناعية لوضع خريطة جديدة لتضاريس قاع المحيطات، كشفت عن آلاف من الجبال التى لم ترصد من قبل فى عدد من أعمق البقاع وأبعدها فى محيطات الأرض.

وقال الباحثون أمس الخميس، إنهم استخدموا قياسات الجاذبية الأرضية فى قاع المحيطات التى جمعها رادار القمر الصناعى كريوسات-2 التابع لوكالة الفضاء الأوروبية وأيضا القمر الصناعى جيسون-1 التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) لوضع السمات الجيولويجية لقاع المحيطات بشكل تفصيلى غير مسبوق.

وقال الخبير الجيولوجى ديفد ساندويل فى معهد علم المحيطات بجامعة كاليفورنيا فى ساندييجو الذى قاد البحث "شدة الجاذبية تعكس الرسم الدقيق للمسطحات والتكتونيات التى تغير شكل قشرة الأرض فى قاع المحيطات."

وقال ديتمار مولر الخبير الجيولوجى المشارك فى الدراسة وهو من جامعة سيدنى، إن المياه تغطى نحو 71 فى المئة من سطح الأرض وإن نحو 90 فى المئة من قاع المحيطات لم تضع له خرائط سفن الاستكشافات التى تستخدم أشعة صوتية لقياس عمق المحيطات.

وقال مولر "نحن نعرف مسطحات كوكب المريخ أفضل من معرفتنا بقاع المحيطات.. اختفاء طائرة الركاب الماليزية فى الرحلة إم.اتش 370 فى وقت سابق من العام زاد من إدراك العالم بقلة المعلومات عن قاع المحيطات."

وكشفت الخريطة الجديدة عن وجود ما يسمى بأعراف منتصف المحيط أو حيود منتصف المحيط وهى سلسلة جبال مرتفعة فى قاع المحيط أسفل خليج المكسيك ومجموعة أخرى فى قاع المحيط الجنوبى إلى الغرب من انجولا بامتداد 800 كيلومتر تشكلت بعد انفصال قارة أمريكا الجنوبية عن أفريقيا.

ويقول باحثون إن تلك التلال تشكلت حين تحركت الصفائح التكتونية للأرض مبتعدة عن بعضها البعض، وسدت هذا الفراغ مادة مصهورة تعرف باسم ماجما.

وقال مولر "معرفتنا بأين ومتى تشكلت تلك التلال ضرورى لمعرفة الماضى الجيولوجى لكوكب الأرض."