د. عماد إبراهيم عبد الرازق يكتب: وأمرهم شورى

الأحد، 12 أكتوبر 2014 04:09 ص
د. عماد إبراهيم عبد الرازق يكتب: وأمرهم شورى مجلس الشعب - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشورى من المبادئ الإسلامية الهامة، وهى مصطلح إسلامى استمده بعض فقهاء وعلماء المسلمين من بعض آيات القران الكريم مثل (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم) سورة الشورى (38)، والدليل على أهمية هذا المبدأ أن هناك سورة فى القرآن تسمى سورة الشورى، وعلى الرغم من اختلاف الفقهاء حول آليات تنفيذ هذا المبدأ من ناحية الاختيار أو الوجوب والإلزام، لكنهم مجمعون على ضرورة تحققها بين المسلمين مصداقا لقوله تعالى (وشاورهم فى الأمر). وتعرف الشورى بأنها طلب الرأى ممن هو أهل له، أو هى استطلاع رأى الأمة أو من ينوب عنها فى الأمور المتعلقة بها.

ولقد اتخذ المسلمون الشورى أصلًا وقاعدة من أصول الحكم، وعليها قام ترشيح العدول من المسلمين لمن يرونه أهلا للقوة والإمامة لتولى أمرهم. وتعتبر الشورى أصلا من الأصول الأولى للنظام السياسى والإسلامى للمسلمين، بل امتدت لتشمل كل أمور المسلمين وتأسيسا على ذلك فإن الدولة الإسلامية تكون قد سبقت النظم الديمقراطية الحديثة فى ضرورة موافقة الجماعة على اختيار من يقوم بولاية أمورها.

وهناك اتفاق بأن الشورى فى الإسلام منوطة بفئة من المسلمين يطلق عليه أهل الحل والعقد، لذا كانت الشورى من الأمور الضرورية الملحة التى يفرضها الإسلام على ولاة الأمور، ويمكن القول إنها من المظاهر الحضارية التى أسهم المسلمون فى إيجادها، وتأثر بها الآخرون خاصة فى أوروبا فى القرن الثالث عشر، ولذلك كانت الشورى نوعا من التعبير عن الإرادة الإلهية استنادا إلى قول الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم (لا تجتمع أمتى على ضلالة) ولقد ورد لفظ الشورى فى القرآن ثلاث مرات، وسمى الله سورة بأكملها فى القران باسم الشورى دليل على أهميتها ومنزلتها. وللشورى مكانة كبيرة فى السنة المطهرة عن عبد الله بن عباس قال لما نزلت (وشاورهم فى الأمر) قال رسول الله "أما أن الله ورسوله لغنيان عنها، و لكن جعلها الله رحمة لأمتى، فمن استشار منهم لم يعدم رشدا، ومن تركها لم يعدم غيا".

والشورى مبدأ إسلامى عام لا يختص بالمجال السياسى فقط بل يمتد إلى الحياة الأسرية و الاجتماعية. ويجب أن نشير إلى أن الشورى تكون فى الأمور التى ليس فيها نص شرعى من عند الله، ولابد من توافر صفات فى أهل الشورى منها: الأمانة والعلم، وتقدير المسئولية والخبرة فيما يستشارون فيه.

وللشورى فى حياة رسولنا الكريم مكانة سامية، ومنزلة رفيعة، رغم علو منزلته صلى الله عليه وسلم عند ربه وبين أصحابه، نجده يستشير أصحابه ويرسخ هذا المبدأ. ففى أمور الحرب نجده يستشير أصحابه كما فى غزوة بدر ونزوله على رأى الحباب بن المنذر فى المكان الذى أشار إليه الحباب، أيضا نزوله على رأى سلمان الفارسى فى حفر الخندق فى غزوة الأحزاب، وغيرها من المواقف التى تدل على ترسيخ مبدأ الشورى، وأهميته فى حياة المسلمين. ولاشك أن الشورى التى حثنا عليها النبى بقوله وبفعله يتحقق من ورائها أهداف عظيمة وغايات نبيلة، فهى تعمل على نشر الألفة بين أفراد المجتمع، كما أنه وسيلة للكشف عن أصحاب الرأى السديد مما يفتح الباب لترسيخ هذا المبدأ العظيم، لذا المجتمع الذى يتمسك بالشورى ويسير على دربها سيحوز الأمن والأمان.

وما أحوجنا فى ظل الظروف التى تمر بها أمتنا العربية والإسلامية أن نتمسك بالشورى، وأن نعزز هذا المبدأ الإسلامى الأصيل، ونعمل على نشره بين أفراد المجتمع، حتى يتحقق الأمن والأمان، لأنه لا خاب من استشار ولا ندم من استخار. فالشورى نحتاجها فى حياتنا فى كل لحظة حتى نصل لتحقيق الآمال المرجوة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة