وأوضح معتز لـ"اليوم السابع" "أن نص "جلسة مغلقة" عبر عن حالته الفكرية والفنية التى عبر عنها فى عروضه المبكرة حتى قبل أن يتعرف على الوجودية كمدرسة فلسفية وفنية، مشيرا إلى أن معظم الأعمال التى قدمها للمسرح سواء كتابة أو أخراج كلها وجودية كلها تهتم بالإنسان ووجوده وشكله وكيف يراه الناس وكيف يرى هو نفسه، مشيرا إلى أن "جلسة مغلقة"، مسرحية وجودية كتبها الفيلسوف الفرنسى جان بول سارتر فى عام ١٩٤٤ وعرضت لأول مرة فى العام ذاته قبل تحرير فرنسا من الاحتلال النازى لها فى الحرب العالمية الثانية.
أضاف المعتز بالله أن المستوى الأول من الصراع بين الشخصيات هو أنهم سيظلون فى مواجهة بعضهم البعض إلى الأبد وبلا أى انقطاع أو راحة ولو مؤقتة.
وأوضح أن كل واحد من الشخصيات لديه مشكلته الخاصة وتاريخه المؤسف، لكن كل منهم يتفاعل مع هذا التاريخ بشكل مختلف بداية من إنكاره مرورا بتبريره وحتى الاعتراف الشجاع به على قبحه والاستعداد لتحمل تبعاته وربما تكون شخصية المرأة فى النص هى الأقرب لفلسفة سارتر الذى يقول: "أنت حياتك فأنت لا شىء سوى اختياراتك".
تبدأ المسرحية بالخادم يدخل رجل إلى الغرفة التى تعبر عن الجحيم فى المسرحية. وهى غرفة لا تحتوى على نوافذ ولا مرايات وبها باب واحد، وبعد مده ينضم إلى الرجل سيدتان، بعد دخولهم ينصرف الخادم ويغلق الباب بإحكام، ثلاثتهم يتوقعون أن يعذبوا، ولكن العذاب لا يأتى، بالمقابل، يدركون أنهم هم الذين سيعذبون بعضهم البعض،ويفعلوا ذلك بطريقة مؤثرة، عن طريق التحقيق فى ذنوب كل واحد منهم ورغباته وذكرياته المؤلمة. مدركين فى النهاية العبارة الأكثر تعبيرا والتى هى رسالة العرض التى رآها صانعوا المسرحية أنسب تعبير عن الوجود المعاصر وهى عبارة "الجحيم هو الآخرون".
وأضاف معتز "استخدمت خامات الديكور الباردة لتلاءم الحالة المربكة المسيطرة على الشخصيات وتجنبت الخامات الصديقة للإنسان كالخشب والقماش".
