فى شارع 26 يوليو بوسط البلد يقف عم "كامل نصحى شنودة" ببضاعته وهى 60 أراجوز صنعها بيديه فى المنزل ويقف ليبيعها فى فترة بعد الظهر بعد أن ينتهى من عمله فى المطبعة صباحاً.
يقلد عم كامل وحده صوت الأراجوز، لكن لو اشتريت منه أى أراجوز لن يصدر نفس الصوت، بسبب خدعة يضعها عم كامل تحت لسانه وهى "زمارة" تجعله هو الوحيد الذى يستطيع تقليد صوت الأراجوز، أما إذا اكتشفت الأمر وجئت لترد الأراجوز له سيقول لك "أصله ساقط شبكة" أو "الشبكة وقعت عشان كده مش بيعمل صوت".
يقول عم كامل، لـ"اليوم السابع"، إن بيع الأراجوزات بالنسبة له هواية قبل أن يكون مهنة، فهو تعلم تصنيعها منذ فترة طويلة ويقوم بتجميع خاماتها بنفسه.
ويشير إلى أن خامات تصنيع الأراجوز تتتمثل فى بواقى الأقمشة الملونة والكون "بكرة الخيط الفارغة بعد استخدامها"، ويقوم بجلبها من بواقى مصانع النسيج، كما يشترى "الشاليموه" بالجملة من سوق باب البحر، ويسهر يومياً على تصنيع أراجوزات جديدة.
عم كامل لديه 4 بنات فى المدرسة، ولكنهن تساعده أحياناً فى صناعة الأراجوز، كمهنة لكسب العيش بعد عمله فى المطبعة صباحاً.
يشير عم كامل إلى أن الزمارة التى يضعها تحت لسانه هى وسيلة جذب و "جر رجل" الزبون، ولكنها لا توجد فى الأراجوزات التى يبيعها، وفى حالة أن يعيد الزبون الأراجوز له يقول له "أكيد ساقط شبكة".
وعن تأثير الأحداث عليه، يقول عم كامل: "الحظر خلى البيع قل والثورة كمان أثرت عليه بالسلب.. كنت زمان ببيع 80 أراجوز فى ساعتين دلوقتى بقف بـ50 طول النهار ومبيتباعوش".
ويضيف: "كل اللى عايزه أنى أروح بـ20 جنيه للعيال كل يوم، وأعيش مستور أنا وولادى ولا يهمنى ثورة ولا غيره وثورتى لقمة عيشى".
وأطرف المواقف التى شهدها عم كامل فى بيع الأراجوزات، فتاة اشترت منه "الزمارة" التى يضعها تحت لسانه ليقلد الأصوات، وتحاول أن تتعلم منه الطريقة ولكنها لا تستطيع أن تتعلمها.
