مصطفى فرغلى

دروس مستفادة

الإثنين، 29 أكتوبر 2012 12:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً، إن الله يبغض الفاحش البذىّ ـ وهو الذى يتكلم بالفحش وردىء الكلام، كلمات قالها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ليحث الناس على التحلى بحسن الخلق ويحذرهم من بغض الله لهم إن لم يتحلوا به.

بدأت بخير كلام قيل من أفضل مخلوق خلقه الله وهو نبى الله محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنى وجدت معظم الناس قد تحلوا بصفات شتى ونسوا صفتى حسن الخلق والإيثار وهما صفتان لا يتحلى بهما إلا رابح ناجح، وإنه لمن الحكمة أن نعرف طبائع وصفات وعلامات الناس حتى نستطيع التعامل معهم، فنتقارب من الصالح ونبتعد عن الطالح، لأنه وللأسف أصبح معظمنا غير صالح، لا يريد إلا مصلحته الشخصية، غير عابئ بمن حوله، لاسيما وطنه وما يؤول إليه لو استمر الحال كما هو.

ولأن ما أنا بصدده وما يهمنى أن يعرفه القارئ العزيز، فسوف أركز على بعض من تلك العلامات حتى يعرفها ويلمسها من أراد أن يخلص العمل لله، فيعرف الوجوه الحقيقية بعد أن تُنزع الأقنعة من عليها، وأخطر العلامات تلك هى علامات المنافق، وكان من نصيبه ثلاث منها وهى: الكذب والخيانة وعدم الوفاء بالعهود.

وأيضا من أشد تلك العلامات خطورة من يحسب نفسه على خير وهو عنه بعيد كبعد السماء عن الأرض أو أشد بعدًا، ووُصِفَ هذا بالظالم، وكان من نصيبه أيضا ثلاث علامات، فهو يقهر من دونه بالغلبة ويقهر من فوقه بالمعصية ويعاون على الظلم.

والأدهى والأمر من السابقين كان الكسلان، وله ثلاث علامات أخرى، فهو يتوانى حتى يفرط، ويفرط حتى يضيع، ويضيع حتى يأثم، وللمتكلف ثلاث علامات، فهو يتملق إذا شُهِدَ، ويغتاب إذا غاب ويشمت بالمصيبة، وللمرائى ثلاث علامات، فهو ينشط عند الناس، ويفتر فى الوحدة، ويحب أن يُحْمَدَ بجميع الأمور.

أضف إلى ذلك ـ وقد تتفق معى ـ أنك عندما تتكلم مع معظم الناس، تجد أحدهم إما ثرثاراً أى كثير الكلام تكلفاً، وإما متشدقاً وهو من يتطاول على الناس، وإما متفيهقاً وهو الذى يتكبر عليهم.

وللأسف نسى البعض قول الله تعالى "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ"، فأصبحنا ـ مش كلناـ فى هذا العصر الذى طغت فيه المادة على القيم، ونما العقل على حساب القلب، وتعقدت أنماط الحياة وكثرت متطلباتها، واستهلك كسب الرزق معظم الوقت - منساقين وراء مصالحنا، فقد فقدنا القيم والإحساس بالغير، واعتدنا على إرضاء أنفسنا فقط ولم نترك متسعاً من الرضا لغيرنا.

وأود أن أقول، وذلك عن تجربة ـ وللأسف ـ لابد أن تكون منافقاً حتى تعجب الناس، ولابد أن تكون حاداً معهم حتى يحترموك.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة