منتصر الزيات

حسن شحاتة وأولاده.. شكراً

الأربعاء، 15 يونيو 2011 05:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن مهمة حسن شحاتة وجهازه الفنى سهلة أبدًا منذ تم تكليفهم بالمهمة قبيل المونديال الأفريقى 2006، ونظرة سريعة إلى الوراء نسترجع خلالها السكاكين التى نهشت فى سمعة الرجل وخبراته الكروية، وعدم أهليته للمهمة، رغم أن اختياره لم يكن وليد مجاملة، فقد كان لاعبًا فذًا حصل على أحسن لاعب فى القارتين الأفريقية والآسيوية، وإنما جاء نتيجة فحص ملفات ورصيد إنجازات، فقد كان قد حصل لتوه وقتها على بطولة الكأس لناديه المقاولون العرب، وهو فى الدرجة الثانية، وصعد به إلى الدورى الممتاز، وحقق أيضًا بطولة كأس السوبر، وكان قبلها أيضًا قد حقق نتائج مبهرة مع منتخب الشباب فى مسابقات دولية وأفريقية، ورغم أن الله أسبغ عليه نعمه وحصل المنتخب الوطنى على بطولة أفريقيا وقتها، قال أعداء النجاح: «خدها بدعاء الوالدين»!! وقال آخرون: «البطولة كانت فى القاهرة إزاى ما يخدهاش»، ونسى هؤلاء وأولئك أن نهائيات كثيرة جرت على ذات الملعب وفشل منتخبنا الوطنى فى تحقيق ذات النتيجة.

تحمل شحاتة رذالات أعداء النجاح حتى حصل على البطولة الثانية من غانا وعاد بالكأس من العاصمة أكرا، وكانت الثالثة من أنجولا 2010.

لم ينعم شحاتة بكلمة إنصاف من أقرانه أو رياضيين اشتغلوا بالنقد الرياضى أو شغلوا عضوية مجلس اتحاد كرة القدم، بالعكس تمامًا كان هؤلاء أبرز من قادوا الحملة ضده.

قالوا، بعدما سمعته الدنيا يردد يومًا «سيدى يا رسول الله»، إنه بركاوى، يعتمد على رجال الدين أو «المشعوذين»، يؤمن بالتفاؤل والتشاؤم!! وبلغت أحقاد بعض كارهيه إلى اتهامه بالتعصب، واستدلوا على هذا بخلو المنتخب الوطنى من لاعب «مسيحى»، وساء آخرون أن يُنعت فريقنا القومى بـ«منتخب الساجدين»، فما دخل الرياضة بالتدين؟!.. ألا ساء ما يزرون.

كنت من الذين ناشدوا «شحاتة» الاعتزال أو الراحة من تدريب المنتخب الوطنى إثر البطولة الأفريقية الثالثة من أنجولا، غير أن الرجل استمر وحصل ما توقعناه، فقد تردد هو فى عملية الإحلال والتبديل مع أبرز نجوم فريقه وفاءً منه لهم، وجاءت اختياراته مضطربة متثاقلة، فلما اتخذ القرار كان قد بلغ السعى مبلغه، وقُضى الأمر الذى فيه نستفتى.

طبيعى جدًا أن يحدث لشحاتة وأولاده هذا الإخفاق، فهى كما أشرنا سُنة الله فى كونه، لكن غير الطبيعى تَنكر فئة النقاد الرياضيين لهذا الجيل من اللاعبين، لقد أسعدونا فى أوقات كنا نهرب بهم من النكد ومن الفشل، اعتقد أن شحاتة كان يؤدى أداءً فاترًا منذ انفجرت الثورة المصرية فى 25 يناير، وكان حضوره تجمعًا لفلول النظام البائد فى ميدان مصطفى محمود سقطة أورطته، فماله هو ولاعبوه بالسياسة ودهاليزها ومقالبها؟ لكنهم، كما أشرت، كانوا يُستَخدمون دون أن تتوافر لهم الخبرة الكافية بالعمل السياسى.

ليس المجال السياسى هو الذى علينا أن نقيّم من خلاله حسن شحاتة وأولاده لاعبى المنتخب الوطنى لكرة القدم، فلم يكن أحدهم سياسيًا يومًا ما، ولم يكونوا حتى أعضاء فى الحزب الوطنى المنحل، لكن تقييمهم ينبغى أن يكون داخل المستطيل الأخضر الذى برعوا خلاله أداءً ولياقةً بدنية وسلوكًا أخلاقيًا متميزًا ورمزيةً فى لفت انتباه الدنيا لقضية شعب محاصَر فى غزة، كما فعلها أبوتريكة، أو إعادة الناس وهم فى حال الترفيه إلى السماء بسجودهم امتنانًا لله وفضله فى تحقيق النصر.

عزيزى القارئ: المشهد السياسى محتقن ويفتقر إلى متغيرات جديدة بعد، فوجدت الأمر يستحق التفاتة كروية حتى حين.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة