شهود عيان من حجاج بيت الله الحرام: الشيخ خالد الجندى لم يرفض الدعوة من أجل مصر لكنه دعا إلى العمل أولاً وليس الاكتفاء بالدعاء وقدّم الدليل على أهمية العمل من تفسير سورة مريم

الأحد، 13 نوفمبر 2011 02:48 م
شهود عيان من حجاج بيت الله الحرام: الشيخ خالد الجندى لم يرفض الدعوة من أجل مصر لكنه دعا إلى العمل أولاً وليس الاكتفاء بالدعاء وقدّم الدليل على أهمية العمل من تفسير سورة مريم خالد الجندى
مكة المكرمة ـ عبد الفتاح عبد المنعم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال شهود عيان، من حجاج بيت الله الحرام، الذين أدّوا المناسك هذا العام، داخل المعسكر الذى قاده الشيخ خالد الجندى فى "عرفات" و"منى"، إن الشيخ خالد أكد فى دروسه الدينية المتعددة على ضرورة التفكير فى العمل الإيجابى من أجل مصر، والتخطيط لمستقبلها، والوقوف بحسم وحزم ضد كل من يتربص بها، فى الداخل والخارج، وعدم الاكتفاء بالدعاء فقط فى الأراضى المقدسة.

وشدد الجندى على أن الله، سبحانه وتعالى، لم يكن ليقبل الدعاء من رجال لا يقومون بما يتوجب عليهم من عمل من أجل بلادهم، وقدّم أمثلة على ذلك من سيرة النبى، صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن رسول الله، صلوات الله عليه، كان يحرص على الأخذ بالأسباب فى كل عمل من أعمال الدعوة أو من أعمال بناء الدولة فى المدينة المنورة، ومنها الجهود التى بذلها فى التآخى بين المهاجرين والأنصار، والخطط الحربية المتعددة التى حمى بها النبى (ص) الدولة الجديدة، بدءاً من غزوة بدر وحتى فتح مكة.

وكان الجندى قد حرص على تأكيد ضرورة العمل من أجل مصر فى كل دروسه الدينية فى المشاعر المقدسة، مشدداً على أن الدعاء وحده لا يكفى، ومستنداً إلى القاعدة القرآنية، بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأن تجمع المصريين فى الحج يمثل فرصة مناسبة للتأكيد على ضرورة أن يبدأ كل رجل وامرأة من المصريين بأنفسهم فى التفكير والتخطيط والعمل من أجل مصر، ولا يعتبر أن تضرعه بالدعاء وحده هو السبيل للنهضة.

وقال الجندى فى دروسه المتعددة، إن الصحابة، رضوان الله عليهم، كانوا يأخذون بالأسباب أولاً، وإن القرآن علمنا عدم التواكل والارتكان لمعجزة من السماء تغير الأوضاع السياسية فى بلادنا، وقال إن التغيير للأفضل وتحقيق التقدم هو بين أيدينا نحن أولاً، حين نفكر كيف يمكن أن يساهم كل منا فى تقدم البلاد، وتحقيق استقرارها، بالوقوف ضد البلطجة، والمساهمة الإيجابية فى الانتخابات، والنهى عن الفوضى، والتساند من أجل خير البلد.

يأتى ذلك وسط أجواء من المزايدات المبالغ فيها ضد الشيخ خالد الجندى، والذى اتهمته بعض الأصوات بأنه رفض الدعاء لمصر فى الأماكن المقدسة، الأمر الذى لا ينسجم مع المنطق، وقال شهود عيان، من الحجاج الذين رافقوا الجندى فى مخيم شركة الهانوف فى منى، إن الجندى رفض أن يكون الدعاء سبيلاً للمزايدة على مشاعر الناس، رغم أنه حرص شخصياً على أن يدعو لكل المسلمين قاطبة فى أقطار الأرض، خاصة أن المخيم الذى قاده الجندى كان يضم عدداً من الجنسيات العربية والأفريقية المختلفة، من تونس ونيجيريا وغيرها من البلدان، الأمر الذى دعا الجندى إلى الدعاء لكل هذه البلدان مجتمعة، وتخصيص دعاء خاص لمصر، غير أن دعاء الجندى لم يكن عاطفياً، على حد وصف شهود العيان من الحجاج، لكنه كان دعاءً عملياً، بأن يمن الله على المصريين بالقدرة على العمل والتغيير والإنجاز، اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

وضرب الجندى مثلاً قرآنياً بارزاً من سورة مريم، عند قول الله تعالى إلى السيدة مريم "وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا"، وقال فى شرح السورة، إن السيدة مريم كانت لا تزال فى حالة النفاس، حين أمرها الله أن تهز بجذع النخلة، رغم أن الله كان يستطيع أن يسقط عليها ثمار النخل، دون أن يدعوها إلى أن تهز بنفسها هذه النخلة، والمعنى هنا هو التأكيد على الأخذ بالأسباب فى كل شىء، وليس فقط تخليص الذمم بالدعاء والابتهال دون عمل حقيقى وواقعى على الأرض.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة