شوقى عبد القادر

شجاعة ساندرا نشأت

الأحد، 21 نوفمبر 2010 11:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدون مقدمات، وجدت المخرجة ساندرا نشأت نفسها فى مفترق طرق، إما أن تعترض على ما لا يرضاه ضميرها الفنى، وإما أن تركب الموجة لتقف أمام فلاشات الكاميرات وأضواء ليلة الختام لمهرجان دمشق السينمائى الـ 18 الذى انتهت فعالياته الأسبوع الماضى، تحت شعار يجب ألا تخرج السينما السورية من مهرجانها خاوية الوفاض، حتى وإن حدث ذلك على حساب القيمة الفنية للعمل، وهو الأمر الذى دفع ساندرا للامتناع عن توقيع بيان جوائز المهرجان احتجاجا على أسلوب المخرج الروسى فلاديمير مينشوف، رئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، بفرض رأيه على أعضاء لجنة التحكيم، لمجاملة أصحاب المهرجان بمنح الفليم السورى "مطر أيلول" الجائزة البرونزية، بالرغم أن أول المعترضين على منح هذا الفيلم تلك الجائزة كان المخرج السورى نجدت أنزور، باعتباره عضوا فى لجنة التحكيم، التى ضمت معه ساندرا نشأت و9 أعضاء آخرين فضلوا التزام الصمت أمام رغبات رئيس اللجنة فى توجيه جوائز المهرجان لدول بعينها.

ويبدوا أن المخرج الروسى نسى ما فعله الدب بصاحبه عندما أراد أن يطرد الذبابة من على وجه صاحبه فقتله! إذ يكفى هنا ما ورد فى التغطية الإعلامية لوكالة الأنباء الفرنسية عن جوائز المهرجان حيث قالت "جزائرى، وإيرانى، وسورى يحصدون جوائز مهرجان دمشق السينمائى، فى ظل اعتراضات أعضاء لجنة التحكيم وخصت بالذكر ساندرا ونجدت.

بالنسبة لى على المستوى الشخصى فيما حدث فى مهرجان دمشق السينمائى، لا أرى أن المشكلة كانت قاصرة فقط على استبعاد ترشيح مصطفى شعبان أو غادة عادل أبطال فيلم "الوتر" للمخرج مجدى الهوارى من الحصول على أى من جوائز المهرجان، فى حال إذا ما كانوا يستحقون الفوز وحرموا منه، لرغبة فى نفس يعقوب، فقيمة الأعمال، مهما كان نوعها، لا تخضع لمعايير الزمن أو وجهات نظر الأشخاص، وإنما يكفى أن تكون مصنوعة بإخلاص، وقد يكون هذا هو المعنى الذى قصده القطب الصوفى ابن عطاء الله السكندرى فى كتابة الحكم العطائية، "إن الأعمال صور قائمة سر بقائها روح الإخلاص فيها"، وإنما القضية الأهم التى تناسها القائمون الإخوة فى دمشق، ما قيمة أن تفوز فى مهرجان تحددت نتائجه؟ - لا أريد أن أقول قبل أن يبدأ– أو أثناء مشاهدة أعضاء لجنة التحكيم للأفلام المشاركة بالمسابقة، ولكن ما صرح به نجدت أنزور وساندرا عن أسباب انسحابهما من عضوية لجنة التحكيم، وعدم توقيعهما على بيان جوائز المهرجان، لا يحمل سوى هذا المعنى، مع اختلاف وجهات النظر والدوافع بالنسبة لكليهما، فالبيان المطول الذى أصدره نجدت عن أسباب اعتراضه على ما حدث فى كواليس المهرجان حمل فى جوانبه كثيرا من التوازنات بين كونه مواطنا سوريا وفنانا يحرص على أن تظهر صورة بلاده بالشكل اللائق.

أما فيما يتعلق بموقف ساندرا نشأت، فأعتقد أنه نابع من كونها مخرجة مؤمنة بأن الفن رسالة وقيمة أكبر من أن نحاصرها فى الحدود، ويكفى أنها اتخذت قرارها وحزمت حقائبها دون الدخول فى مهاترات مع فلاديمير مينشوف أو محمد الأحمد مدير المهرجان الذى علق على موقف المحتجين بأنه لا يتدخل فى عمل لجان التحكيم على طريقة يكاد المريب.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة