أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد ثروت

المصريون وأوباما

السبت، 06 يونيو 2009 07:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يحظ رئيس أمريكى بكل هذه الشعبية والاستقبال من الشعب المصرى، مثلما حظى الرئيس باراك أوباما. الذين انتظروا فى طرقات وشوارع القاهرة أو غيروا مسار سياراتهم لم يغضبوا بل كانوا فخورين لزيارة أوباما لبلادهم. امرأة وقفت مع ابنها الصغير على مقربة من منطقة بين السرايات، وهى تنتظر أن تلمح أوباما أو تشير له باليد، وهى لا تعرف عنه إلا كونه "رئيس أكبر بلد فى العالم"، بينما استقبل المصريون نيكسون بهتافات مصنوعة صورها الشيخ إمام فى أغنية شهيرة له.

سمعت به قبل انتخابه وبسحر أفكاره وشخصيته وكفاحه التى يعتز به ويفاخر بها قائلا: اسمى باراك حسين أوباما من أصل أفريقى مسلم، لكن ليس من رأى كمن سمع، وقد رأيت أوباما وجهاً لوجه، كاريزما جمعت صورة من شعبية أبراهام لنكولن وداويت إيزنهاور ومارتن لوثر كنج ومصطفى كامل وجمال عبد الناصر.

زعامة تاريخية حفرت لنفسها مكاناً جديداً فى صفحات الرجال المؤثرين فى تاريخ بلادهم والإنسانية جمعاء.

رجال لا يجود بهم الزمان إلا قليلاً، كما قال عبد الرحمن الكواكبى. حركات يده ونظراته للجماهير المنتظرين فى قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة وإيماءاته وتلوين صوته واعتدال خطابه وتحية الجماهير وبلاغة الصمت واتساق الكلام عن أشياء متناقضة، يجعل من كلامه رحيقاً وبلسماً للشعوب التى ذاقت مرارة الظلم وللشباب المحبط فى أن يحقق حلمه وطموحه جواداً طائراً على بساط الريح، سره الصبر والكفاح وعدالة المطالب وعدم الغوغائية، استحق أن يصل لما هو فيه من مجد فتحيا "الأوبامية"، والمجد للذين ينشدون علياءه ويسيرون على دربه.

أخبرنى رجل مراسم مخضرم سابقاً أن هذه أول مرة يقام فيها احتفاء بالخيول ويتم عمل تشريفة، وينتظر الرئيس على سلالم قصر القبة ولم يكن ذلك ممكناً لأى ضيف مهما كانت مكانته، لولا أنه أوباما فقط.

لأول مرة يتساوى الجميع وزراء ومسئولون ومواطنون، وهم ينصتون ويصفقون أو يهللون لخطاب سياسى أياً كانت أهميته ومكانته.

رجل يوازن بين الأمور ويتحدث عن وعود قال إنه مطالب بتنفيذها وليست وعوداً فى الهواء، كلام مدروس ومنظم وآمال ندعو الله أن تتحقق، وحما الله أوباما من كل سوء.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة