أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد ثروت

هل يفاجئ مبارك القادة العرب ويذهب لقمة الدوحة؟

الجمعة، 27 مارس 2009 09:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى تؤكد فيه جميع المؤشرات أن الرئيس مبارك سيغيب عن القمة العربية بالدوحة، بسبب الخلافات المصرية القطرية، خصوصا مع تأخر وصول الوفد المصرى، أو عدم الإعلان عن حجم تمثيله بسبب الخلافات القائمة بين البلدين، والتى أسهم التلاسن الإعلامى والمواقف القطرية فى تصعيدها.

وبرغم الأزمة المشتعلة بين الرئيس السودانى عمر البشير والمحكمة الجنائية الدولية، والتى تهدد الأمن القومى المصرى، خصوصا بعدما تردد عن قيام الطائرات الإسرائيلية بغطاء أمريكى بقصف شاحنات سودانية بزعم قيامها بتهريب الأسلحة إلى غزة. كل ذلك جعل البعض يتوقع ذهاب الرئيس مبارك لحضور القمة. تأكيدا لحرص الإدارة المصرية على المصالحة العربية، وتنفيذا لما جاء فى مقررات قمة الكويت الاقتصادية وقمة الرياض المصغرة من ضرورة إنهاء الخلافات العربية العربية، ودعم المصالحة بين الأشقاء. خصوصا بعد مجئ اليمين الإسرائيلى المتطرف للسلطة.

والمعروف أن غياب مبارك عن القمم العربية كانت له أسباب معلنة وأخرى سرية داخل كواليس الغرف المغلقة. فقد سبق لمبارك الغياب عن حضور قمة بيروت 2002، بسبب الخلافات العربية حول مبادرة الملك السعودى عبد الله المسماة بالمبادرة العربية للسلام وكذلك عدم دعوة الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات للقمة. كما غاب مبارك عن قمة تونس 2004 والتى غاب عنها 10 قادة، بسبب الخلافات المصرية التونسية وقت ذاك، حول بعض الملفات الخاصة بالقضية الفلسطينية.

وكذلك غياب مبارك عن قمة الخرطوم 2006، لأسباب أمنية. خاصة بعد أن سبق أن تعرض مبارك لمحاولة اغتياله من قبل عناصر سودانية متطرفة، عندما كان الدكتور حسن الترابى متحالفا مع نظام الرئيس البشير. وكان التمثيل المصرى غالبا يكون على مستوى رئيس الوزراء أو وزير دولة كممثل للرئيس مثل الدكتور مفيد شهاب الذى غالبا ما يوفده مبارك ليمثله فى القمم أو المؤتمرات العربية.

وكان غياب مبارك عن قمة دمشق 2008 بسبب الخلافات بين النظامين المصرى والسورى وبرود العلاقات بين البلدين ونشأة ما يسمى بمعسكرى الاعتدال والممانعة. لا أحد ينكر مبررات الرئاسة المصرية لغياب الرئيس مبارك. وأن قطر لا تزال تصر على مواقفها المتعارضة والمجابهة للجهود المصرية فى الملفات الإقليمية سواء فى القضية الفلسطينية أو قضية دارفور. ولكن التحديات والمسئوليات أكبر من الخلافات.. مصر هى الشقيقة الكبرى للدول العربية، والقاهرة حاضرة العروبة، وهو أمر استراتيجى أكثر منه شعارات وأناشيد. كانت تتردد منذ المرحلة الناصرية.

الدور المصرى أمر تفرضه حقيقة مصر ونفوذها وثقلها، الذى قد يتهمه البعض بالخفوت والتراجع ولكنه يظل واقعيا. ضرورة وواجبا لا مفر منه. الشقيقة الكبرى تغفر وتسامح وتسمو على كل الصغائر والخلافات. والرئيس مبارك خاض تجربة المقاتل فى أعتى الحروب، وهو السياسى المحنك الذى اقترب من داهية العرب المرحوم أنور السادات وتدرب على يد الضباط الأحرار فى مصنع الرجال، فاكتسب مناعة الصبر وقوة التحمل ومسئولية لا تلتفت لرد الفعل والانفعالات السريعة.

الموقف المصرى من قمة الدوحة، يتعارض مع التحديات التى تواجهها الإدارة المصرية وما يدور بشأن الدور الإقليمى للقاهرة. وأرى أن حضور مصر القوى سيكون له أثره فى احتواء أى خلاف. وسوف يصب بلا شك فى مصلحة الأمة. فهل يفاجئ الرئيس مبارك القادة العرب ويذهب للدوحة؟ هذا ما ستكشف عنه الساعات القادمة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة