جابر القرموطى

عندما تحدث العَلمَ؟!

الثلاثاء، 19 فبراير 2008 06:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
162 مليون جنيه هى حصيلة ما جمعه مروجو بيع الأعلام أثناء دورة كأس الأمم الأفريقية، وذلك فى إحصاء اعتبره بعض المسئولين فى الغرف التجارية باباً جديداً للاستثمار ينبغى العمل على التوسع فيه بأساليب جديدة ورؤية مختلفة عما كان فى الماضى، مما يعنى أن الانتصار الكروى الأخير للفريق القومى خلق نوعاً من الرواج الاقتصادى يضاف، بالتأكيد، إلى الرواج المعنوى والقومى الذى شعر به المصريون على اختلاف انتماءاتهم خلال الأسبوعين الماضيين. إذن الشعور القومى والحب الجارف من المصريين لبلدهم تحقق رياضياً، وعلينا كوطن ومواطنين.. راعين ورعاة.. كباراً وصغاراً، أن ننمى هذا الشعور فى مختلف القطاعات، خاصة السياسى والاجتماعى، فلا يعقل أن ينتظر المصريون انتصاراً رياضياً كل فترة ليشعروا بهذا الانتماء، وترفع الأعلام تأكيداً على أننا نعبر بأنفسنا إلى مرحلة الذوبان فى كيان الوطن.. ومن هنا نتساءل: أين السياسة فى حياتنا، وأين حسن شحاتة "السياسى" الذى بدوره يقود كتيبة سياسية تُنقح عقولنا من هفوات خارجية وداخلية قد تعصف بهذا الوطن لولا عناية الله؟. وأين حسن شحاتة "الاقتصادى" الذى بدوره ينأى بنا عن براثن العشوائية فى التفكير ويدخل بنا إلى منهج علمى سليم يحدد ملامح مرحلة جديدة نحن فى أمس الحاجة إليها؟ ولو تم ذلك بجدية، كما كان الحال فى كأس الأمم الأفريقية الأخيرة، لحققنا بالفعل نموذجاً مدخله الرياضة ومضمونه الإخلاص للوطن. كثير من الزملاء كتبوا فى الانتماء اللحظى فى الأسبوعين الماضيين، لكن للأسف أخفق هؤلاء فى عرض "روشتة" مهنية يستفيد منها القارئ لإثبات انتمائه فى المستقبل.. وأعتقد من وجهة نظرى المتواضعة أن إخفاقنا جميعاً فى عرض "روشتة" المستقبل يرجع إلى إفلاسنا فى العثور على الملهم كشخص والملهم كحدث فى تأكيد مصريتنا، وأننا سنرفع مرات ومرات العلم الوطنى ذو الثلاثة ألوان "الأحمر - الأبيض ـ الأسود" فالأحمر هو رمز التضحية، والأبيض رمز الصفاء، والأسود رمز المعاناة.. ولكن يبدو أن التضحية راح زمنها، والصفاء بات مستحيلاً، أما المعاناة ففى السابق كانت من غيرنا، أما الآن فمن أنفسنا. زملائى.. رجاء لى ولكم أن نعيد بأقلامنا - إن استطعنا- الروح التى افتقدناها كثيراً واستعدناها فى أيام قليلة مضت.. روح السياسة والاقتصاد والفن.. روح المصرى الذى عانى كثيراً، ويتمنى إنهاء تلك المعاناة أو على الأقل التخفيف منها.. روح أكتوبر 73 التى عاشها جيل واحد وحاولت أجيال التأقلم معها، لكن يبدو أنها اختفت رغم أهميتها الكبيرة فى زحام النسيان. فليهنأ العلم المصرى الحالى الذى تم تصميمه أو تعديله عام 1984، لأنه لم يشهد منذ تعديله إقبالاً من المصريين كما شهد فى عامى2006و2008 بسبب مناسبتين رياضيتين قد تكونان فألاً طيباً لمناسبات قادمة فى كل المجالات، وليترقب المصريون ماذا سيفعلون من أجل علمهم، وهل يمكن أن تصل مبيعات العلم إلى مليار جنيه مثلاً فى مناسبة ما؟! لو حدث ذلك ستكون المرة الأولى التى يحسب انتماء المصريين إلى بلادهم بمدى إنفاقهم على سلعة ما، فما بالك وإن كانت هى "العلم".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة