الكتـــــابة فنٌ خاص من فنونِ مــــــواساةِ النفس وتسليتها، عندها تجد النفوس ملاذها، فما أجملُ بلاغتها حين تبثُ أملا أو تنزعُ ألما! لا تدري
حين تقع النحلة على حب ومداعبة الزهرة، لم يكن بوسعها تركها مالم ترتشف رحيقها بعد. الوقت هو النهاية
فى عُمق الحياة الإنسانية التي يعيشها المرء بين الجراح والألم، ليحيا عليه أن يموت مرات، مرة تلو الأخرى. قد يأخذ دور غيره، غير ناظر لعاقبة أمره..
يضطر الغريق أن يتعلق بأضعف الأشياء - أسباب واهنة - عله ينجو، غير ناظرٍ ما الشيء، وما قيمتهُ! فقط يتشبث كي لا يغرق، فكأن هذا الشىء طوق نجاة في موقف الضيق.
بَينما نَتعللُ بِخُطانا فى الظل المرجو من أُمنياتِنـا الصَافية -على شُحوب جَمالها بمرور الوقتِ فى نفق خَفى – نَلتمس النور من بعيد، رغمَ اِتصالنا، لكننا لن نَصل.
على هامش الحياة هِضاب وسُهول ومُرتفعات ومنخفضات، لا شيء يبدو مستوٍ أبدًا؛ فَمن كل دربٍ نَسلُكهُ، ومُرتفعٍ نَصعدهُ، ومُنخفضٍ نَهبطهُ، نصنع طريقاً مُماثلاً للاِستواء، لكنه غير مستوٍ.
لما تحدث الله عن الرحمة في كتابهِ قال: "نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ". وهذه صفة ذات. ثم لم يقل وأني أنا المُعذب المؤلم، وإنما قال: "وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ". وهذه صفة فعل. كذلك في قوله:
على قدرِ صُنع التوازن بين العُقول المتفتحة والقلوب الواعية، غالبًا ما تَرجح إحدى الكفتين على الأخرى مُعلنةً حربًا ضَرُوسًا، فكونكَ تُحب وتَكره، تَحزن وتفرح
بجوانبها وفى سيرنا نَحوها، تَنْتَشِلُنا الحياة المستعصية، بَحثًا عن زمام نَمتطى بِدايتها. شُحوب و تَعثر فى زحامها، فنحن لا نعطى أنفُسنا حَق الراحة المرجوة فى خضم السير المُجهِد
الوهلة الأولى حينَ لقائكَ بالأشخاصِ تلتزم الحُدود، لكن يُثيركَ الفُضول، وتختلطُ عليك الأسئلة، وتزدحمُ عليكَ المداخل، يَصير كُل ذلك بعد حينٍ، كل ما بِوسعكَ أن تقول بلا ترددٍ؛
من يفهم أن الصمت لم يكن تجاهلاً، بل كان معاناة من الألم، والحزن! فالإنسان يشعر ويتنفس الهواء ويشرب الماء، فإن لديه انفعالات داخلية تعصف بكل أركانه؟!
بَيْنَما أنا فى طُفولتي، فى سنِ الخامسة من عُمري، وبى كأن شيء جــــميل يسكننى بكــــل ما تحمله مشاعــــــــر الفرح، متلهفاً إليه
فى حياة الغُربة يتوجب على المرء منا السفر لمسافات بعيدة، يهُون الُبعد بقدرِ ما يرتجيه وينويهِ، يهُون كل شىء إذا ما أدرك وأحس قدره ومكانته فى قُلوبِ من يُحبوه،
كم أهديتُ لكِ الصبار لأُخبرك بكربي! وأنتِ لم تهدنى زهرة استر واحدة لتشاركينى مشاعري.
الحبُّ علاقةٌ سامية صافية مُتعددة المعانى، على شاطئهِ يَقف المُحبون مُفعمون بجميل ما يحملونَ من رقةٍ المشاعر وحنان الألفة.
ينشدُ القلبُ أجملَ ما فيه من ترانيم وتراتيل، إذ يَنعكسُ على قَسماتِ الوجُــوهِ نسيمهُ، على الآذانِ عُذُبة صوتهِ، على الـعُيـــــون وضُوح رؤيتهِ، وعلى العقل اِتساع نبضــــاته.
إن الانتقال من بلدٍ لآخر لهو اِنتقال للنفس من حال إلى حالٍ أفضل، لا سيَّما إن كانت تلك البلاد مرسى ربيع يستوقف المرء منا لأخذ جرعات من الراحةِ المسلوبة من أنفاسه.
رِثَاء مُودِّع رَبِّ استودعتكَ قلبها الذى أزهر رقيق المشاعر وجماله الأَخْضَرُ
جميعنا لنا آراء واتجاهات وميول ورغبات، وهى بمثابة نَتَاج لمبادئنا وقيمنا، بمقياس أولوياتنا، يختلف فيها الفرد عن الفرد، لكن لا نجعل مثل هذه الفروع تقلل من وُدنا أو أنها تخلق تَعارض فيما بيننا.