الحج من أهم الفرائض وأعظمها في الإسلام، بل هي أحد أركانه الخمس، التي يحرص المسلمون على أدائها - قدر استطاعتهم - بل إن بعضهم يحلم بتلك الفرصة التي سيتمكن فيها من زيارة بيت الله الحرام، ومدينة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والوقوف على عرفات والدعاء للأهل والأحباب.. لذا تحرص بعض الدول الإسلامية، على إرسال بعثات الحج والعمرة، فالحكومة المصرية مثلاً تنظم مسابقات للحج والعمرة؛ تسهيلاً منها على المواطنين، وإتاحة فرصة أداء الفريضتين للجميع.
ولكن السؤال هنا: هل يقتصر الأمر على عامة الشعب فقط؟
في الحقيقة فإن أداء فريضتي الحج والعمرة، لا يقتصر على المواطنين من عامة الشعب فحسب، فالرؤساء وأصحاب السلطة أيضًا، يحرصون على أداء الفريضتين؛ تعبُّدًا لله عزَّ وجَلّ، وليكونوا قدوة لرعيتهم في حرصهم على طاعة الله، حيث يؤدي الرئيس عبد الفتاح السيسي فريضة الحج هذا العام، حيث سافر إلى المملكة العربية السعودية في الـ13 من يونيو عام 2024، وقد حرص على زيارة المدينة المنورة، والصلاة في المسجد النبوي، وزيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وذلك قبل انتقاله إلى مشعر مِنى في اليوم التالي.
وأول رئيس أدى فريضة الحج، كان اللواء محمد نجيب، ففي شهر أغسطس عام 1953، وبعد توليه لمنصب رئيس الجمهورية، سافر محمد نجيب إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، مصطحبًا معه بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة، ليستقبلهم الأمير سعود بن عبد العزيز ولِيّ العهد.
وقد أدى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فريضة الحج عام 1954، التي كانت بدعوة من الملك سعود بن عبد العزيز، وذلك عقِب توقيع اتفاقية جلاء القوات البريطانية عن مصر، واصطحب في رحلته زكريا محيي الدين ومحمد أنور السادات، حيث استقبالهم في مطار جدة، الأمير فيصل بن عبد العزيز ولي العهد والبك باشي حسين الشافعي رئيس بعثة الحج آنذاك.
أما الرئيس محمد أنور السادات، فقد أدى فريضة الحج للمرة الثانية عام 1971، عقِب توليه منصب رئيس الجمهورية، وبسبب ظهوره أمام الناس بمظهر المتدين التقِيّ، أُطلِق عليه لقب الرئيس المؤمن.
في حين أدى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك فريضة الحج 7 مرات خلال فترة حكمه كما جاء في مذكرات السيدة سوزان ثابت.
