يستمر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في إثبات أنه يفرض سيطرته على الحزب الجمهوري رغم مشكلاته القانونية التي لا نهاية لها، فرغم التهم الفيدرالية المعلقة ضده بالتآمر لإلغاء نتيجة انتخابات عام 2020 والحكم الأخير الذي صدر ضده بالإدانة في محاكمة الممثلة الإباحية استطاع ترامب تطهير الحزب الجمهوري من منتقديه وإسكات المتشككين وجذب المشرعين الذين كانوا ضده الى صفه والانضمام لحملته "MAGA" -لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى-.
ظهرت دلائل ولاء الجمهوريين لترامب واضحة خلال زيارة الأخير لواشنطن قبل يوم من عيد ميلاده حيث احتفل به الجمهوريون وغنوا "عيد ميلاد سعيد" وقدموا له كعكة وهدايا، ووصفت أسوشيتد برس المشهد بأنه كان عرض للولاء لرئيس سابق تجنبه العديد من المشرعين أنفسهم بعد أعمال الشغب التي وقعت في الكابيتول في 6 يناير 2021 المعروفة بأحداث اقتحام الكونجرس
وقدم أعضاء مجلس الشيوخ لاحقًا كعكة العلم الأمريكي مع شمعة رقم "45" ــ ثم رقم 47" ــ في إشارة إلى الرئاسة المقبلة وتفاخر ترامب بأن حتى تجمعاته الهاتفية للمشرعين يمكن أن تكون قادرة على جذب حشودًا أكبر من نجمة البوب الضخمة تايلور سويفت، التي لم تقدم أي تأييد بعد.
قالت اسوشيتد برس انه بعد أسابيع من كونه أول رئيس سابق يدان بارتكاب جناية، شدد ترامب قبضته على الكثير من قاعدة حزبه والمسؤولين المنتخبين ومن المقرر الشهر المقبل أن يقبل ترشيح حزبه للرئاسة للمرة الثالثة.
وكان ترامب في واشنطن الخميس للقاء الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ في أول زيارة له إلى الكابيتول هيل منذ أعمال اقتحام الكونجرس التي نفذها أنصار ترامب سعيا لإلغاء خسارته عام 2020 أمام بايدن.
وكان من بين أعضاء مجلس الشيوخ الذين حضروا التجمع الزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل من ولاية كنتاكي، الذي أيد ترامب في وقت سابق من هذا العام على الرغم من عدم التحدث منذ عام 2020. وقال باراسو للصحفيين إن ترامب وماكونيل تحدثا وتبادلا السلام بقبضة اليد وقال السيناتور الجمهوري توم كوتون لشبكة Fox News، إن اللقاء ناقش ما يمكن للجمهوريين في الكونجرس عمله للمساعدة على انتخاب ترامب هذا الخريف، والتأكد من الحصول على أغلبية جمهورية في الكونجرس
وقالت متحدثة باسم حملة ترامب الانتخابية إن الاجتماعات ركزت على تأمين الحدود الجنوبية وخفض الضرائب على الأسر الكادحة من أجل إعادة الاقتصاد المزدهر منذ الولاية الأولى للرئيس ترامب.
وقال النائب توم ايمير : "أي شخص كان يعتقد أن هذا الرئيس -في إشارة الى ترامب- سوف يسقط بعد المحاكمة الصورية فهو مخطئ إن ذلك يمنحه المزيد من الطاقة .. دونالد ترامب يسحق هذه الانتخابات."
اشارت اسوشيتد برس الى ان اجتماعات ترامب الخاصة مع الجمهوريين في مجلس النواب ومجلس الشيوخ القريبة جدًا من مبنى الكابيتول كانت مشبعة برمزية عودته كرئيس للولايات المتحدة ما يهدد التقليد الأمريكي المتمثل في الانتقال السلمي للسلطة.
على الجانب الاخر، القت حملة بايدن – الذي كان خارج البلاد لحضور قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى - الانتخابية باللوم على ترامب في تهديد الديمقراطية الامريكية .
ومن خلال جعل احداث اقتحام الكونجرس حجر الزاوية في حملة إعادة انتخابه، يحتفل ترامب بأولئك الذين اقتحموا مبنى الكابيتول ووصفهم بـ "المحاربين" و"الوطنيين"، وتعهد بالعفو عن أي عدد من الأشخاص الذين يزيد عددهم عن 1200 شخص المتهمين بارتكاب جرائم تنتهك الديمقراطية الأمريكية.
وتعهد ترامب بالسعي للانتقام من خلال إقالة المسؤولين في وزارة العدل الأمريكية، التي تحاكمه في لائحة اتهام من أربع تهم لإلغاء الانتخابات قبل هجوم 6 يناير، وقضية أخرى تتعلق بتخزين وثائق سرية في منزله..
ووفقا للتقرير، يتبع الجمهوريون خطا ترامب بقوة، وخاصة في مجلس النواب ولكن بشكل متزايد في مجلس الشيوخ، ويشكون من نظام العدالة غير العادل. ويبدو ان الامر حققت نتائج ملحوظة فقد سجلت أذرع الحملة الانتخابية للحزب الجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ بعضًا من أعلى فترات جمع التبرعات حتى الآن بعد أن أدانته هيئة المحلفين في قضية الممثلة الإباحية في نيويورك
تقول حملة ترامب واللجنة الوطنية للحزب الجمهوري إنهما جمعا 141 مليون دولار في شهر مايو، وهو مبلغ ضخم لجمع التبرعات يشمل عشرات الملايين من الدولارات تم جمعها في أعقاب الحكم بإدانته في محاكمته الجنائية المتعلقة بأموال الصمت.
