بعد 19 شهرا من الفراغ الرئاسى فى لبنان.. كيف ينعكس وضع المنطقة الملتهب على الاستحقاق الرئاسى؟.. الحرب الدائرة بالجنوب تفرض تحديات جديدة.. انتخابات الرئاسة رهينة التجاذبات الإقليمية.. الراعى: الوضع يحتم الانتخاب

الثلاثاء، 14 مايو 2024 01:00 ص
بعد 19 شهرا من الفراغ الرئاسى فى لبنان.. كيف ينعكس وضع المنطقة الملتهب على الاستحقاق الرئاسى؟.. الحرب الدائرة بالجنوب تفرض تحديات جديدة.. انتخابات الرئاسة رهينة التجاذبات الإقليمية.. الراعى: الوضع يحتم الانتخاب رئيس لبنان السابق العماد ميشال عون
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مضى ما يربو على الـ19 شهرا منذ أن غادر رئيس لبنان السابق العماد ميشال عون قصر الحكم فى بعبدا، ليصبح القصر بلا ساكن حتى اللحظة، دون أفق تبشر بقرب الانفراجة فى ظل صراعات وتوازنات سياسية داخلية زاد من تعقيداتها التجاذبات الإقليمية التى تدخل على خط انتخابات الرئاسة فى لبنان.

 

فرضت أيضًا حرب غزة الدائرة رحاها منذ الـ7 من أكتوبر الماضى، عراقيل إضافية وتحديات جديدة أمام إجراء الانتخابات الرئاسية فى لبنان، كما فرضت حرب غزة تجميد بعض المبادرات الخارجية لحل أزمة الفراغ الرئاسى فى لبنان؛ نظراً لانشغال الدول بمحاولات وقف تلك الحرب الأكثر ضراوة بالمنطقة، وفرض هذا على القوى السياسية فى الداخل اللبنانى انتظار انتهاء الحرب قبل البت مجدداً بمصير الرئاسة ومعها الكثير من الاستحقاقات الأخرى المجمدة.


كما أن الأجواء المشتعلة فى غزة امتد لهيبها لبلاد الأرز وتحديدا فى الجنوب منها، على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بين جيش العدوان وحزب الله، لتسجل تلك الاشتباكات أكثر من 300 قتيل حتى الآن، فيما تمتد ظلالها السياسية إلى ما هو أبعد من ذلك.


إضافة إلى أن الهجوم الذي شنته طهران على إسرائيل الشهر الماضى، ردًا على استهداف القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية قبل أسبوعين، واغتيال عدد من قيادات الحرس الثوري الإيراني، وما أعقبه من رد إسرائيلى أعطى أبعادا جديدة لاختيار ساكن قصر بعبدا، فاصبح الجميع يعلم أن لبنان جزء أصيل من معادلات إقليمية كبرى وحتما الوضع الإقليمى الملتهب يؤثر عليه.

 

لا حسم قريبا

ويرى كثير من المراقبين للوضع السياسى فى لبنان، أن لا حسم رئاسيًا فى المرحلة المقبلة، فى انتظار أن تتبلور الصورة فى الإقليم، مع إدراك أن أى تصاعد للتطورات سيكون له انعكاساته المباشرة على الساحة اللبنانية، حيث أضحت الرئاسة رهينة التجاذبات الإقليمية.

 

فيما أكد البطريرك المارونى بلبنان ماربشارة الراعى، أن الأوضاع المقلقة بالمنطقة تحتم سرعة انتخاب رئيس للبلاد، مؤكدا أن الذين يعرقلون انتخاب رئيس فى لبنان لا يريدون رئيسا لأنهم يستفيدون من غيابه، والوضع فى المنطقة يستدعى وجود رئيس وحل ملف النازحين السوريين، مبدئيا أسفه لعدم تعاون الدول الأوروبية من أجل عودة النازحين إلى بلدانهم الآمنة فيحملون لبنان هذا العبء الثقيل.


وأكد أن عدم انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية "جريمة"، مشددا على ضرورة الحوار بتجرد وطرح حاجات البلاد داخليا وخارجيا، مضيفًا أن تفكيك أوصال الدولة ومؤسساتها الدستورية جريمة وإهمال وهدر مداخيل الدولة فى الإدارات والمرافئ البحرية والمطار وأبواب التهريب.

 

ودعا الراعى إلى التوصل إلى مصالحة سياسية فى لبنان وصولا إلى استعادة هويته الطبيعية وحياده وتحييده عن الصراعات والنزاعات والحروب الخارجية لكى يكون مكان التلاقى وحوار الأديان والحضارات.

الوساطات الدولية

وبالمقابل، تتواصل الوساطات الدولية فى مقدمتها مصر وفرنسا، واجتماعات اللجنة الخماسية فى محاولة لإنهاء الفراغ الرئاسى، حيث أكد سفير مصر ببيروت علاء موسى، أن القاهرة تسعى بالتعاون مع أعضاء اللجنة الخماسية إلى سرعة إنهاء الفراغ الرئاسى فى لبنان، واستكمال المؤسسات الدستورية والمساعدة فى تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية.
بأن مصر حريصة للغاية على ضمان أن تكون جهود اللجنة الخماسية داعمة لسيادة لبنان واستقلالية قراره الوطنى وعدم التدخل فى شئونه الداخلية.


وأضاف السفير موسى، أن الدول أعضاء اللجنة الخماسية الشقيقة والصديقة للبنان تنطلق من واقع علاقتها ومسئوليتها التاريخية تجاه الشعب اللبنانى للمساعدة فى توفير المناخ الإيجابى والثقة بين مختلف الأطراف اللبنانية لانتخاب رئيس جديد للبنان فى أقرب وقت.


وشهد لبنان أيضا أكثر من مبادرة فرنسية لحل الأزمة من بينها تلك التى اقترحت انتخاب سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية، وسفير لبنان السابق فى الأمم المتحدة نواف سلام رئيسًا للحكومة.


وكذلك مبادرة للبطريرك المارونى بشارة الراعى ومبادرة لنواب التغيير. وتم مؤخرًا تجميد مبادرة فرنسية جديدة يقودها منذ فترة موفد باريس جان إيف لودريان، وكذلك مبادرة قطرية وهما تروجان لمرشح ثالث بديل عن فرنجية وأزعور.

جلسات الانتخاب النيابية

إن انتخاب رئيس للجمهورية فى لبنان يحتاج إلى حضور ثلثى أعضاء البرلمان جلسة انتخابه، أى 86 نائبًا من أصل 128، كما يحتاج انتخابه دستوريًا فى الدورة الأولى إلى أكثرية ثلثى أعضاء المجلس، ويتم الاكتفاء بالغالبية المطلقة فى دورات الاقتراع التى تلي. ويستطيع 43 نائبًا أن يعطلوا نصاب جلسة الانتخاب.


وقد عقد نبيه برى رئيس البرلمان أكثر من 12 جلسة انتخاب الرئيس ولكنها باءت بالفشل، كما قد شهدت الجلسة رقم 12، والتى تنافس فيها مرشح الثنائى الشيعى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مع مرشح تقاطع قوى المعارضة والتيار الوطنى الحر الوزير السابق جهاد أزعور، فحاز الأول 51 صوتًا، والثانى 59 صوتًا، ثم فقدت الجلسة نصابها.


وهناك مرحلتان أساسيتان مر بهما الاستحقاق الرئاسى منذ سبتمبر 2022، المرحلة الأولى كانت فيها المواجهة بين مرشح المعارضة حينها رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض والورقة البيضاء، على اعتبار أن عددًا كبيرًا من النواب وأبرزهم نواب "الثنائى الشيعي" و"التيار الوطنى الحر" كانوا يصوتون بورقة بيضاء.


وتخللت هذه المرحلة 11 جلسة انتخاب لم تصل لنتيجة؛ لأن الثنائى الشيعى كان يعمد لإفقاد الجلسات النصاب فى الدورة الثانية. وفى مارس 2023 خرج الثنائى ليعلن رسميًا ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. لكن لم تتم الدعوة لأى جلسة انتخاب تنافس فيها فرنجية ومعوض.

أما المرحلة الثانية التى بدأت فى يونيو 2023، فأعلن مع انطلاقتها معوض انسحابه لمصلحة أزعور. وشهدت جلسة انتخاب واحدة لم تؤد إلى نتيجة، ومنذ ذلك الوقت قرر برى عدم الدعوة لأى جلسة حتى تتبلور معطيات جديدة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة