عبدالرحمن حبيب

طريق المدرسة

الجمعة، 26 أبريل 2024 05:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يقول هاينريش بول إنه تعلم من الطريق المؤدي إلى المدرسة أكثر مما تعلم في المدرسة وهو ما يثير التساؤلات حول الأجيال الجديدة التى هي بلا طريق مؤدى إلى المدرسة.

تخيل كم المتع التي افتقدوها، كنت في طريقك إلى المدرسة تقابل الأصدقاء والزملاء وتلعب البلي والنيشان وتشتري من المحلات واليوم يركب كل أطفال المدن الباص إلى المدرسة وهى نقطة التحول الأساسية في الخريطة الذهنية للأجيال الجديدة فمنذ ذلك الوقت الذي بات فيه الأطفال بلا طريق يؤدى إلى المدرسة تغير كل شيء في هذا العالم.

تذكر كم الغذاء البصري الرهيب الذي غذى حواسك يوميا في الطريق إلى المدرسة، يوميا كنت تشاهد الكرنفالات الرهيبة في الشوارع والباعة والعربات وعلاقات البيع والشراء والصراع والمحبة وقد كانت مضاعفة أضعافا كثيرة لأنك كنت صغير والعالم أكبر من أن تحكم عليه بحواسك.

وكما تتمتع الأجيال الجديدة بتفوق في طرق التعليم الرقمي فإنها تفتقد إلى طرق التعلم الفطرية القديمة ما سيغير ثقافة البشر وطبيعة تفاعلاتهم مع الحياة خلال السنوات القادمة.

والحقيقة أن سبل التعلم الفطرية التى كانت متاحة أكثر فى الماضى تتناقص اليوم بطريقة واضحة فلم يعد التفاعل مباشرا مع الواقع بل صار فى أغلب الأوقات خصوصا مع الأطفال تفاعلا غير مباشر ينقل العالم باعتباره صورة تتحرك أو مجموعة من العناصر التى تقدمها شاشة فلم يعد الأهل يزورن بأطفالهم حدائق الحيوان ولا السيرك ولا الحدائق الخضراء بل صار الأمر مقصورا على الاستمتاع بالألعاب المصورة والكارتون وفيديوهات مواقع التواصل وهو أمر يجب الانتباه إليه من قبل الأهل.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة