زينب عبداللاه تكتب: وينفلت من بين إيدينا الزمان.. وداعا صلاح سعدنا.. لماذا ابتعد عمدة الدراما بعد مسلسل القاصرات؟..والسعدنى لـ «اليوم السابع» قبل رحيله: مستمتع بحياتى الهادئة مع أحفادى بعيدا عن الضجيج والأضواء

الأحد، 21 أبريل 2024 04:34 م
زينب عبداللاه تكتب: وينفلت من بين إيدينا الزمان.. وداعا صلاح سعدنا.. لماذا ابتعد عمدة الدراما بعد مسلسل القاصرات؟..والسعدنى لـ «اليوم السابع» قبل رحيله: مستمتع بحياتى الهادئة مع أحفادى بعيدا عن الضجيج والأضواء الفنان الكبير الراحل صلاح السعدنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
  • كيف قضى العمدة الفترة الأخيرة من حياته؟

  • إنعام سالوسة تخرج عن صمتها وتكشف أسرار وصيفة وسليمان غانم : أنا مدينة للعمدة بأشياء كثيرة وتعلمت منه رغم  إنى أكبر منه

  • أصيب باكتئاب بعد وفاة نور الشريف ومحمد وفيق ومحمود عبدالعزيز وكره التصوير والزحام والأضواء

غادرنا صانع جزء من أجمل ذكرياتنا، قطعة من مصرنا الجميلة، رحل عمدة الدراما الفنان الكبير صلاح السعدنى، وبرحيله لم نفقد فقط فنانا كبيرا ورمزا من رموز الفن المصرى، ولكننا فقدنا مصدرا من مصادر السعادة والبهجة والمحبة والألفة، شعر كل بيت فى مصر والعالم العربى بأنه فقد عزيزا من أهله يسكن القلوب ويتربع فيها، فلم تكن علاقة الجمهور بالسعدنى مجرد إعجاب بفنان، فمع كل طلة له على الشاشة تصحبه هالة من المحبة والشعبية والألفة، نشعر بالسعادة وكأن كلا منا عاد إلى أجمل مناطق ذكرياته، نرى فى وجهه وابتسامته جمالا ومحبة أولاد البلد وبساطتهم، مصر الحلوة بشوارعها وحواريها وأزقتها، نشعر بدفء بيوتها وبلكونات شقق مناطقها الشعبية، وأصوات رواد مقاهيها، ورائحة دكاكين عطارتها، تشعر وكأنك عدت إلى الحى الذى يقع فيه بيت جدك وإلى شريط ذكريات جميلة وسعادة مصدرها وسببها طلة السعدنى وصدقه ومحبته، وفجأة تفيق على صدمة وفاته، وأخبار جنازته فتشعر بفداحة الخسارة وحجم الحزن، فلا يواسيك إلا أن الجسد يرحل وتبقى الأعمال والإبداعات.

 

حضور رغم الغياب

تواسى نفسك بأن عمدة الدراما لم يغب رغم عزلته وابتعاده عن الأضواء لسنوات طويلة قبل وفاته، ظل حاضرا بأعماله، يشبهنا ونشبهه يسكننا بشخوصه التى نسجها فى وجداننا للأبد، فترى حسن أرابيسك ابن البلد الجدع وأنت تمشى فى الأحياء الشعبية، وتأسرك محبة الجنوبى نصر وهدان القط إذا زرت إحدى مدن الصعيد أو تعاملت مع أبنائه الطيبين، تتذكر خفة ظل العمدة سليمان غانم، وقوة الحاج عبدالقادر عوف فى كفر عسكر، وأنت تتعامل مع أى من أبناء الريف، وتتجسد أمامك صورة عزيز محفوظ فى مسلسل الأصدقاء، إذا صادفك أحد العلماء أو أساتذة الجامعة، وغيرها عشرات الشخصيات المتنوعة التى عاشها وجسدها الفنان الكبير صلاح السعدنى ببراعة وصدق وإتقان يجعلك لا تتخيل غيره يؤديها بمثل هذه البراعة، المراكبى البسيط والعمدة وتاجر المخدرات والفلاح وابن البلد والعالم وأستاذ الجامعة، وغيرها حتى تلك الأدوار التى جسدها فى بداياته وقبل أن يصل إلى قمة نجوميته، فيكفى أن ترى مشاهده وهو يجسد شخصية علوانى فى فيلم الأرض فى بداياته، والجندى مسعد فى فيلم أغنية على الممر، وظل هذا العطاء والإبداع الممتد حتى آخر أعماله وهو مسلسل القاصرات عام 2013، وبعدها ابتعد عمدة الدراما عن الأضواء واختار العزلة وعدم الظهور لأسباب متعددة حتى رحل عن عالمنا.


آخر تصريح للعمدة

لم يكن الفنان الكبير صلاح السعدنى خلال سنوات غيابه يشارك فى أى مناسبات أو لقاءات، وكان يرفض الظهور الإعلامى، ولا يرد على تليفونه، فكنت أتواصل مع زوجته الفاضلة السيدة منى التى جمعتنى بها علاقة طيبة للاطمئنان على صحته بين حين وآخر، حتى سمحت الظروف عام 2019 وبالتزامن مع عيد ميلاده وفى مكالمة كان لزوجته الفضل الكبير فيها، تواصلت مع الفنان الكبير، الذى بدا صوته واهنا، قائلا: «أنا بخير الحمد لله وصحتى مستقرة، ومستمتع بحياتى الهادئة بعيدا عن الضجيج والأضواء بين أحفادى وأبنائى».. فكانت هذه الكلمات القليلة هى آخر تصريح صحفى لعمدة الدراما.

اختار العمدة صلاح السعدنى العزلة والبعد عن الأضواء، لأن الزمن لم يعد هو الزمن، والصحة لم تعد كما كانت، خاصة بعدما فقد أصدقاء عمره المقربين نور الشريف ومحمد وفيق ومحمود عبدالعزيز، ورفاق إبداعه أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ ومحمد صفاء عامر.

صلاح السعدنى المولود عام 1943 المثقف خفيف الظل المبدع المحترف الذى يمتلك قدرات خاصة، ويحمل الكثير من صفات حسن أرابيسك ومهاراته، وربما حظه أيضا، يهتم بإتقان قطعه الفنية التى لا يمكن تكرارها أو تقليدها، يعشقها ويندمج فيها ويمنحها من روحه، وحين لا يجد قطعة فنية يمكنها أن تحمل نفس الصفات، يبتعد رغم عشقه لفنه، لا يعنيه الكم، ويكفية أن يصنع قطعة نادرة لا يستطيع غيره صنعها، فتخلد اسمه فى سجل التاريخ وفى ذاكرة جمهوره وعشاق فنه، لذلك جسد شخصيات رسخت فى ذاكرة الملايين وأصبحت علامات فى تاريخ الدراما.

شرب عمدة الفن ذو الأصول الريفية حب الثقافة والأدب من شقيقه الأكبر الكاتب الساخر محمود السعدنى، الذى كان يصطحبه إلى قهوة محمد عبدالله بميدان الجيزة، وكانت بمثابة صالون ثقافى يجمع أهل الأدب والشعر، مثل عبدالرحمن الخميسى، ونعمان عاشور، وزكريا الحجاوى، ويوسف إدريس، فاكتسب صلاح الكثير من الخبرات الحياتية والفنية والثقافية.

 

رحلة إبداع السعدنى

بدأت موهبة السعدنى تظهر منذ أن كان طالبا بالمدرسة السعيدية ثم التحق بكلية الزراعة، وخلال هذه الفترة تعرف على أصدقاء عمره، عادل إمام وسعيد صالح ونور الشريف وبدأت نجوميتهم فى مسرح الجامعة، وانتقل نشاطهم إلى السينما، وشاركوا فى عدد من الأعمال.

بدأ السعدنى حياته الفنية فى الستينيات، حيث شارك فى مسلسلى الرحيل والضحية، وفى السبعينيات شارك فى عدد من الأعمال السينمائية المهمة، واستطاع منذ بداياته أن يجد له مكانا بين عمالقة الفن، عندما قدم شخصية علوانى فى فيلم الأرض، كما شارك فى أفلام «الرصاصة لا تزال فى جيبى، مدرستى الحسناء، أغنية على الممر »، وغيرها.

ورغم قلة أعماله السينمائية مقارنة بما قدمه للشاشة الصغيرة من أعمال درامية، فإن السعدنى شارك فى عدد من الأفلام المهمة ومنها «الموظفون فى الأرض، قضية عم أحمد، ملف فى الآداب، شحاتين ونبلاء، زمن حاتم زهران، فوزية البرجوازية، المراكبى »، وغيرها، كما قدم عددا من الأعمال المسرحية ومنها «الناصر صلاح الدين، ثورة الموتى، الملك هو الملك، باللو باللو».

وفى الثمانينيات والتسعينيات قدّم السعدنى أهم أعماله، وازداد تألق العمدة فى روائع الأعمال الدرامية التى صنعها عمالقة الدراما، أمثال أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ ومحمد صفاء عامر، وكان آخر أعماله مسلسل القاصرات عام 2013.

عاش العمدة حالة من العزلة بعد وعكة صحية أصابته، وساءت حالته النفسية بعد وفاة أعز أصدقائه الفنان نور الشريف، الذى زاره قبل وفاته بشهر وقضى معه يوما كاملا، وارتبطا معا بأجمل ذكريات الصبا والشباب، وزاد حزنه بعد وفاة محمود عبدالعزيز ومحمد وفيق، ورحيل شركاء إبداعه أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ، ومحمد صفاء عامر الذين قال عنهم إنهم يمثلون جزءا مهما من عمره وتاريخه.

عانى الفنان الكبير من بعض الأمراض المزمنة، ومنها الضغط والسكر وكان يقضى أغلب أوقاته مع أحفاده، ويتابع المباريات والبرامج الرياضية وبعض الأعمال الفنية، ويقرأ القرآن ويرفض الخروج من بيته، وأصبح يكره الزحام، كما قالت زوجته التى لم تكن تفارقه أبدا، مؤكدة أنه يتابع أعمال صديقه الزعيم عادل إمام.

كانت أحدث صور لعمدة الدراما، الذى أصبح يكره الأضواء والتصوير والضوضاء، تلك التى التقطها ابنه الفنان أحمد السعدنى ونشرها عام 2018 عبر حسابه الشخصى على موقع تبادل الصور والفيديوهات، إنستجرام، معلقا: «أبويا من كتر ما اتصور فى حياته مبقاش يكره أد التصوير، بس أنا صورته بالعافية، قلت له انت واحش ناس كتير عايزين يتطمنوا عليك، صحيح أنا اللى دفعت التمن بقفا معتبر بس كله بيعدى.. صباح الفل».

قالت السيدة منى، زوجة الفنان الكبير صلاح السعدنى، فى تصريحات خاصة لـ «اليوم السابع » قبل رحيله:  «صلاح اكتفى بما قدمه من أعمال وتاريخ فنى يفخر به، ويفضل الحياة فى هدوء بعيدا عن الأضواء، وهو الآن يقضى أغلب أوقاته مع أحفاده الذين أخرجوه من حالة الاكتئاب بعد وفاة أعز أصدقائه، ويتابع الأعمال الدرامية ويشعر بسعادة كبيرة وهو يتابع أعماله التى تتم إعادتها، كما يتابع ما ينشر عنه فى وسائل الإعلام».

وأشارت زوجة الفنان الكبير إلى أن الزعيم عادل إمام يتواصل مع العمدة تليفونيا من وقت لآخر، وكذلك الفنانة هالة صدقى والفنان نبيل الحلفاوى، وعدد من الفنانين الذين شاركوه بعض الأعمال، قائلة:  «علاقته كانت جيدة جدا بكل من عملوا معه سواء فنانين كبار أو شباب، وكلهم بيحبوه لأنه مكانش بيعمل أى مشكلة مع حد أثناء العمل، وكان بيحب الكل وعمره ما اتكلم فى أجر ولا اسم على التتر، وكان بيساعد الكل».

كما كشفت زوجة عمدة الدراما أن ابنه الفنان أحمد السعدنى حاول أكثر من مرة إقناعه بالعودة للفن، لأنه كان يتمنى أن يجمعهما عملا فنيا، ولكن الفنان الكبير صلاح السعدنى رفض مكتفيا بما قدمه خلال مشواره وتاريخه الفنى.

أوضحت زوجة صلاح السعدنى أن ابنها الفنان أحمد السعدنى شارك والده فى عمل واحد وهو صغير، ولكنه بعد ذلك كان يتحرج من مشاركة والده أى عمل فنى حتى لا يقال إنه تمت مجاملته من أجل والده.

 

وصيفة تتحدث عن العمدة

وبالرغم من تجنبها الإدلاء بأى تصريحات صحفية، فإن الفنانة الكبيرة إنعام سالوسة خرجت عن صمتها وعما اعتادت عليه حين سألناها عن الفنان الكبير صلاح السعدنى فى عيد ميلاده قبل عام، وتحدثت بحب ومودة وعرفان عنه، وهو الذى شاركها النجاح فى مسلسل ليالى الحلمية، وقدما معا ثنائى وصيفة والعمدة سليمان غانم عبر 5 أجزاء من أشهر مسلسلات الدراما المصرية وأكثرها نجاحا وجماهيرية.

قالت «سالوسة» فى تصريحات خاصة لـ «اليوم السابع»:  «أنا مدينة لصلاح السعدنى بأشياء كثيرة، فعلى الرغم من أنى أكبر منه لكنى تعلمت منه الكثير، فهو شاطر جدا أمام الكاميرا ويعرف زواياها جيدا ويحرص على مساعدة زملائه دائما، وكان يوجهنى ناحية الإضاءة وزوايا الكاميرا، ويقول لى ملاحظاته حتى تخرج مشاهدى بأحسن صورة ممكنة، فهو خبير فى فنون التصوير والإضاءة والكاميرات، فضلا عن موهبته الجبارة».

وأوضحت الفنانة الكبيرة: «كان حرصى دائما على الإمساك بالشخصية والاندماج فيها، وأن أمثل جيدا، وأحيانا كان يفوتنى بعض التفاصيل الخاصة بالاتجاه للكاميرا والإضاءة والزوايا الصحيحة، فكان يرشدنى بلطف، وكانت مشاهدنا معا كلها ضحك ولذلك كان المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ يجعل هذه المشاهد فى آخر التصوير».

استكملت وصيفة حديثها عن العمدة سليمان غانم:  «اشتغلنا مع بعض 5 أجزاء فى ليالى الحلمية، ومسلسل آخر، كنت أقوم فيه بدور أخته، وكنت ألمس كم كانت أخلاق الفنان السعدنى كريمة وراقية وطيبته مع الجميع سواء من الزملاء أو العاملين، لم أره غاضبا مهما حدث ولم يشتبك مع أحد أو يكون طرفا فى أى مشكلة، إنسان مثالى ومهذب وفنان راق ومثقف وذهنه حاضر».

وأضافت: «هذا الجيل مثقف وقارئ ولديه فكرة وثقافة عن كل شىء، وهذا رأيته فى السعدنى والزعيم عادل إمام، يقرآن دائما ويبحثان عن المعلومة فى الكتب، ولهذا استمرا وأبدعا».

 

الفنان الكبير صلاح السعدنى
الفنان الكبير صلاح السعدنى

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة