حازم حسين

قاتل مبتسم فى سرادق عزاء.. واشنطن من الانكشاف مع نتنياهو إلى ارتداء قناع جانتس

الثلاثاء، 05 مارس 2024 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طار عضو كابينت الحرب بينى جانتس إلى واشنطن، بالتزامن مع إعلانها عن إسقاط مُساعدات إنسانية من الجو على غزَّة. والمُشترك بين الصورتين أن نتنياهو صار عُقدةً للبيت الأبيض، بأكثر ممَّا هو لتل أبيب أو فلسطين. إنها اللحظة التى يتوحَّش فيها الجرو ليقضُمَ أصابع أصدقائه قبل أن ينبح على خصومه؛ لا لشىءٍ إلَّا أن توقيت الصراع لم يكن مضبوطًا على موجةٍ مُناسبة، فالمُقاومة قرأت السياق وتعاطت معه بخفَّةٍ، تغافلت كثيرًا من توازنات الداخل وتعقيدات الخارج، وبايدن أظهر رخاوةً تُغذِّيها صهيونيّته المُعلنة ومخاوفه الانتخابية المُضمَرة، وفيما بينهما استشعر الائتلافُ اليمينى فى إسرائيل فرصةً مُواتية لوَضع العربة أمام الحصان، وإرباك حسابات كلِّ الأطراف. والنتيجةُ؛ أنَّ إيقاف النار حارقٌ كاستمرارها؛ لأنَّ زعيم الليكود فرض شروطه على اللعبة كما أراد، ولا فارقَ بين بقائه وإزاحته، إذ الخيارات الصفرية سيّدةُ الموقف، والقضية عادت لنقطةٍ أسبق من أوسلو فى أحسن الظروف، وأقرب للنكبة فى أسوأها، أو بالأحرى أكثرها منطقيّة.
 
يُحدِّد اللحنَ مَن يدفعُ أجرَ العازف، وبحسبة العقل والواقع يُمكن للأمريكيين أن يُلزموا حليفَهم بما يرونه استراتيجيًّا وضامنًا لمصالحهم؛ لكن الثغرة نشأت عن استلابهم لصالح السردية الإسرائيلية بعد «طوفان الأقصى»، والاندفاع المحموم فى إسناد الحرب وباقة أهدافها غير العقلانية. هكذا صار الرجوعُ الجذرى مُستحيلاً، مثلما يتعذَّر استكمال المسار المجنون بعدما انفلتت المقتلة، وبات الخطر يطوِّق الإدارةَ الديمقراطية من نواحٍ عدّة: التصعيد مع المحور الشيعى، وضغوط الحوثيِّين عند فَم البحر الأحمر، ومخاطر انفلات الجبهة اللبنانية، وتضرُّر العلاقات الأمريكية العربية، وأخيرًا إطلاق النفير والأضواء الحمراء فى السباق الرئاسى، إزاء تقدُّم ترامب بهوامش واضحة، وضِيق الليبراليين والتقدُّميين المُنعكس على اقتراع ميتشجان التمهيدى بنحو 100 ألفٍ صوَّتوا بخيار «غير مُلتزم»؛ اعتراضًا على الانحياز الصارخ ضد الغزِّيين العُزّل، وصحيح أنهم لم يصلوا عتبة 15 % اللازمة لإرسال مندوبين يُمثّلون الورقة البيضاء؛ إلا أنهم كانوا كافين جدًّا لدَقّ ناقوس الخطر.
 
أجندة «جانتس» فى الزيارة تتضمَّن لقاء كمالا هاريس نائبة الرئيس، ونوَّاب عن الحزبين، ومجموعات من لوبى «أيباك» الذى يراهن عليه رئيس حكومته فى ترويض بايدن. وإن كان نتنياهو أبدى ضيقًا واضحًا من الرحلة، واستبقها بتعليقه أن لإسرائيل قائدًا واحدًا؛ فالواقع أنّ الورقة الأمريكية لا تتجاوز إغاظة «بيبى» واستفزازه بمُقاربةٍ عديمة المعنى، على أمل تعديل رهاناته. لا سيّما أن منافسه المُتصدِّر ليمين الوسط، وصاحب الحظوظ العالية فى استطلاعات الرأى، لا يختلف عنه كثيرًا فى العناوين التى تُشكِّل عصب الأزمة، وكان شريكًا فى المحرقة منذ أُولى شراراتها، كما لا يمكنه تقديم بديلٍ حاضر عنه حتى لو قرَّر الانسحاب من مجلسه الوزارى المُصغّر، إذ بإمكان الليكود وحُلفائه التوراتيين تعويض الغياب مُؤقتًا، أو استثماره فى استنفار الشارع الغاضب وإعادة توجيه مشاعره، وطَرح الأمر على صورة الخيانة الوطنية وخذلان الجنود فى الميدان، بينما الفورةُ اليمينية تسمحُ بإعادة إنتاج حالة التضليل التى ظلَّت فعَّالة منذ 7 أكتوبر إلى وقتٍ قريب، وقد أشارت الاستطلاعات لانحيازٍ طاغٍ إلى الحلول الصفرية؛ حتى أن الأغلبية يُؤيّدون إشعال الجبهة الشمالية؛ رغم مخاطر توسعة الحرب بما يتعدَّى لبنان إلى مُواجهةٍ إقليمية شاملة.
 
قبل أسبوعين، طرح رئيس الحكومة مُقترَحًا برفض اعتراف العالم بدولة فلسطينية، وأقرَّه ائتلافا السياسة والحرب بالإجماع، ثم مرَّره الكنيست بأغلبية غير مسبوقة فى كل نزواته التشريعية المعروفة. وفى الحالين كان اليمين مُتصدِّرًا بكل أطيافه، من تطرُّف ليبرمان ونفتالى بينيت إلى وسطية جانتس ولابيد. بعدها جاءت ورقته عن «اليوم التالى» بتصوُّرٍ شديد الكاريكاتورية والبؤس، سواء لناحية الاحتلال الدائم بصيغة السيطرة الأمنية، أو إعادة إنتاج تجربة روابط القُرى بالحديث عن إدارة عشائرية لغزّة، وأخيرًا تفكيك أونروا وتغيير منظومة التعليم والمناهج، وصولاً لكتابة خطبة الجمعة لأئمة القطاع. وبدا العاقلون الذين تُراهن عليهم واشنطن مُنسجمين مع الأفكار المخبولة، أو غير قادرين على تخليق بدائل أكثر واقعيّة وتسويقها للطبقة السياسية أو بين القاعدة الشعبية. لقد التقى الجميع على أرضيّة نتنياهو، مُختارين أو مُضطرّين، وهُم اليوم فى حاجة لتبرير حضورهم المُشين فى اللعبة المُشوَّهة، قبل أن يُفكّروا فى مُغادرة الملعب أو افتتاح جولة مُغايرة.
 
يُقدّم القائدُ الفاشل وَعدًا بتعقيم القطاع واستعادة الهيبة والردع، وهو بعيدٌ عن أىٍّ منهما أكثر ممَّا كان فى أوّل الحرب. لكنّ شركاءه غير الناجحين، أو الذين لم يُختبَروا بشكلٍ مُستقل، ليسوا بعيدين عن مسؤولية بَيع الأوهام طوال الشهور الماضية، كما لا يطرحون بديلاً عمليًّا يُعيد أسراهم من الأنفاق، ويردّ المُستوطنين النازحين لبيوتهم، ويضمنُ فى الوقت نفسه ألَّا يتكرَّر الطوفان أو تنزلق إسرائيل رغمًا عنها إلى «حلّ الدولتين»، وقد استماتت طويلاً بكلِّ أطيافها كى لا تغرق فيه، ولعلَّها نقطة الإجماع الوحيدة بين كلِّ التيّارات، حتى بقايا اليسار من ورثة «رابين» وحزب العمل وأطلال أوسلو. وإذا كان واضحًا أن لا أحدَ من الأحزاب الإسرائيلية يقبلُ اقتسامَ الأرض من النهر للبحر مع الفلسطينيين، والأمريكيون يعون ذلك بالضرورة؛ فالمعنى أنهم يُناورون لتطويع نتنياهو مُؤقّتًا، أو استبداله لصالح رؤيتهم لأهميّة تقطيع الوقت وتدوير البضاعة الكاسدة. وهنا لا يصبح «جانتس» أو غيره بديلاً عن راديكالية يمينية ترفضُ الحلَّ السياسى، بقدر ما هو قناع مرحلىّ لتمرير اللحظة وعبور نُقطة الانسداد، ثم يعود المشهد إلى بدايته بتشدُّدٍ أقلّ: ساسة لا يستدعون التوراة للميدان لكنهم يقتلون بنكهةٍ قومية أو علمانية، ولا يقولون إنهم ضد التسوية السياسية؛ إنما لا يفعلون ما يُرجِّح الضدّية أو يدفع لتفكيك «ستاتيكو» الواقع المُرتبك والخيال المأزوم.
 
لنكُن أكثرَ وضوحًا. التطرّفُ صار السلعةَ الأكثر رواجًا فى أرض فلسطين التاريخية، ولا يتّفق العرب والصهاينة فى شىءٍ من جغرافيا الصراع إلَّا تمسُّكهم بالأُصوليّة وخطاباتها الجارحة. التوراتيّون المُتغلّبون بالسيف يدفعون نبوءة إشعياء وأُمثولات داود وجالوت أمام جنازير الدبابات، والإسلاميون يستهلكون شعارات الوقف الإسلامى والحقوق العقائدية، وحتى السلطة التى بُنِيت على ركائز تقدُّمية دمجت السلاح بالسياسة، مع نزوعٍ قومى أكثر رُشدًا وديناميكية، آلت إلى حالةٍ متحفيّة جعلت من أوراق «فتح ومنظمة التحرير» عقيدةً فى ذاتها، حتى ذبُلت القضية وحلمُ الدولة الوطنية، لصالح أن تزدهر المقاطعةُ وشبكة فاعليها، بالهالة التاريخية التى حلَّت بديلاً عن الأُوتوقراطيات القديمة وحُكم نبلاء العصور الوسطى. والتركيبُ القائم لا يترك مُتّسعًا للتغيير الفعَّال بإحلال الوجوه والرايات، إذ لا فارقَ بين نتنياهو والسنوار وعباس عن أيّة بدائل يُمكن تصعيدها لوراثتهم؛ طالما أن الذهنية الحاكمة لفكرة الحقّ وتكييف طبيعة الصراع على حالها. بل إنّ الماكينة الحالية قادرةٌ على تطويع كلِّ الرؤى والقيادات بما يُلائم منطقَها؛ فكأنّ الأطراف جميعًا أعداءٌ فى ظاهر الأمر وحُلفاء فى جوهره.
 
اعتاد اليمينُ الصعودَ على رُكام اليسار وخسائره، كما جرى بعد حرب أكتوبر 1973 بإزاحة حزب العمل لصالح الليكود. فى المُقابل بدأ النضال الفلسطينى بطابعه المُؤسِّسى من بيئةٍ إسلامية بعثية، بالنظر لتركيبة مُؤسِّسى المُنظّمة، ثم صفا خطابُها واكتسب طابعًا وطنيًّا بتكرار الهزائم والانكسارات. كانت إسرائيل تنزلق إلى المحافظة، بينما تتخلَّص فلسطين من رواسبها الضاغطة على عصب القضية بشعارات الاعتقاد والقومية، واللحظة التى لمعت فيها شرارة «حماس» فى شُعلة الانتفاضة الأولى؛ كانت نقطة التوازن شديد الخطورة للجانبين: المُحتل وجد ضالّتَه فى خلق مُعادلٍ مُكافئ ومُحفّز لذئابه اليمينية، وصاحبُ الأرض سُحِب إلى هويّةٍ بدائية كان قد تجاوزها بعدما صاغ أجندته على مُرتكزٍ وطنى وإنسانى. وإن كانت ورقة أوسلو قد وُلِدت مُشوَّهةً، وما أفسحَ لها الصهاينةُ المتطرفون مساحةً للتنفس وإنضاج نفسها بالتجربة الجدلية؛ فإن الإسلاميين قدَّموا لهم هديّة مجانية بالعمليات الانتحارية وهجمات العمق، فصار بإمكان الراغبين فى التحلُّل من التزاماتهم أن يفعلوا ذلك ويُحمّلوه للضحايا؛ بل أن يستثمروا فى الخصوم بمنطق «العامل الحفَّاز» الذى يُنشِّط التفاعلات ونتائجها ويُرشِّد الطاقة المُهدَرة دون أن يتعرَّض لتغيُّرٍ كيميائىّ دائمٍ أو يخرج رابحًا من المُعادلة.
 
لم يعُد سرًّا أن نتنياهو بالتحديد استثمر فى حماس، ومناخ الانقسام، وفى ضعف السلطة وهشاشة أبنيتها.. وربما رأت الفصائلُ الإسلامية فى غريمها الصهيونى استثمارًا مُغريًا أيضًا؛ لأنّ خطابه الإلغائى الجامح، على قاعدةٍ توراتيّة مُتشدِّدة فى الاستيطان والتهويد ودولة القومية الواحدة، تُبرِّر لها تديينَ القضية وإلباسَها عمامة الإخوان قديمًا أو المحور الشيعى حديثًا. حالةُ الضعف السياسى فى الضفّة تُلقى ضوءًا كاشفًا على القوة المُسلّحة فى غزّة، ومن الحالين يهرب زعيم الليكود من طاولة التفاوض ويُسوِّق الذهاب لساحة الحرب. وعلى هذا المعنى، يُمكن الجَزم بأنه لا يُريد إفناء «حماس» كما يُردِّد منذ الطوفان، لأن فى غيابها عن المشهد تصفيةً للخيارات، حصرًا فى الدبلوماسية واستحقاقات الاعتراف بمُنظّمة التحرير، وتعريةً لآلية المُماطلة بعدما ينسحب عنها غطاء المُواجهات العنيفة، فضلاً على تقوية موقف السلطة وشرعيتها بالداخل والخارج. ربما يُريد إيذاء الحركة أو تقليص قدراتها؛ لكنّ فلسفته تعيش على بقائها فى الصورة، وخلاصَه منها أقربُ إلى إطلاقه النار على نفسه. والفكرةُ نفسها تنسحب على «حزب الله» فى جنوب لبنان؛ إذ الدولة العبرية فى احتياجٍ وجودىٍّ لعدوٍّ دائم، وتُجيد التعامل مع أزمنة الصراع؛ لكنها لم تختبر الحياة فى أوقات السلم، وقد لا تُحسن التكيُّفَ مع تكاليفها وارتداداتها.
 
بالمثل؛ فإنها لا تُريد إغراقَ السلطة أو تعويمها. سرديّة غياب الشريك جوهرها سياق الانقسام ونزاعات الإرادة والولاءات بين مكونات الساحة الفلسطينية. لو غابت ورقة رام الله فإنَّ حماس ستتقدَّم لتحتكر المشهد، وربما تضطرُّها المسؤوليةُ المُباشرة لتطوير خطابها وطبيعة عملها؛ فتكتسب وجهًا سياسيًّا سرعان ما يُجدِّد المحنةَ القائمة مع مُفاوضى المُنظّمة. فالغرض أن تبقى السياسة ضعيفةً مع شرعيّتها، والمقاومةُ قويةً فى الحدود غير الضارة مع استبعادها ووَصْمها بالإرهاب. هكذا يستحيلُ الحسمُ بالقانون أو السلاح، ومن هنا تنبعُ أهمية جولات التوافق التى افتتحتها القاهرة ورعتها لنحو عقدين، وكانت أحدث جولاتها فى موسكو قبل أيام؛ إذ تُؤسِّس عنوانًا نضاليًّا لا يُسقط الإرثَ القديم، ولا يتعالى على التمايزات الجديدة، والأهمّ أنه يحمل جوهرَ القضية كاملاً ولا يُشبه أيّة صيغة جرَّبها نتنياهو وعصابته من قبل؛ فكأنهم يخوضون صراعًا مع بيئةٍ مُستحدثة؛ بمعنى تخلُّصها من رواسب الماضى، وراسخةٍ بمعنى أنها تجمع الذاكرة العريقة بالتكتيكات العصرية، وفى هذا من الليونة ما يمنع تصفيةَ المُقاومة بالتشويه، ومن الصلابة ما ينسف تغييبَ السياسة بالغطرسة والإنكار.
 
إنَّ ما نراه إحراجًا محمولاً على الهزيمة؛ يُحبّه العدو ويسند به سرديته الهشَّة، فى بيئته اللصيقة على الأقل.. ربّما تفكَّكَ الظهيرُ الأنجلوساكسونى بأثر الهولوكوست المفتوح على غزّة؛ لكن اليمين ما زال مُهيمنًا على تل أبيب، مع نتنياهو أو من دونه، والحال أنهم يستغلون شعارات البأس والصمود وخطابية «أبو عبيدة» ورفاقه فى تبرير المقتلةِ وتمدُّدها، بينما كان الأوقع أن تتواضع الفصائل أمام نكبة جمهورها، وتستثمر فى المظلمة وسرديّة الضعف؛ لأن فى ذلك ما يُسرِّع تحوُّلات الغرب والعالم، ويُؤلِّب شارع الصهيونية على قائده؛ حتى لو سلّمنا بأن الواقع القاسى قد لا يتغيَّر كثيرًا إنْ استُبدِل بيبى ببيبى آخر، أى بنيامين جانتس ببنيامين نتنياهو. الجميع بائسون: القاتل لأنه يُراكم الجماجم دون نصرٍ أو أُفق معلوم، والفصائل لأنها قصَّت شريطَ المغامرة ولم تتحسَّب لِمَا بعدها، والمدنيّون الأبرياء لأنهم لم يُستَشاروا فى النضال الطائش أو العدوان الباطش. أمَّا الأكثر بُؤسًا فإنها إدارة بايدن؛ إذ تُمسك العصا من خاصرتها وترقص رقصةَ المُهرّجين لإرضاء الجميع: تُسلِّح الاحتلال لاستعادة وقاره الضائع، وتُعطِّل مجلسَ الأمن لإرضاء مافيا الصهيونية محليًّا وخارجيًّا، وتزور مجلسَ الحرب لإرضاء نتنياهو، وتستدعى غريمَه لإغاظته أو التلويح بإطاحته، وتتفادى القذائف التى تحمل بصمتَها؛ لتُلقى وجبات الإنسانية الرخيصة وغير المُكلِّفة على الجائعين من سماء مُشبّعةٍ برائحة البارود. وسواء أُنجِزت الهُدنة قبل رمضان أو تأخَّرت، وتغيَّرت حكومةُ الرايخ الصهيونى أو بقيت على حالها، وأُزِيحت المقاومةُ أو سترتها الأنفاق؛ فإنَّ الصراع سيتجدَّد طالما ظلَّ الميزان مُختلاًّ والجنون سيّد الموقف، والنظر مُنصرفًا إلى فروع الأزمة لا جذورها، وطالما ظلَّت الولايات المُتّحدة مُتمسّكةً بتناقضها الفجّ، وتفانيها فى أن تكون مُهرِّجًا عجوزًا على حبل مُرخَىً، وقاتلاً مُبتسمًا فى سرادق عزاء.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة