أحمد التايب يكتب: "الحشاشين" واستعادة عرش الدراما التاريخية.. الإنتاج الضخم أكد أن الفن صناعة لا تتم بعشوائية بل بهندسة واعية.. وهذه أسباب هجوم قوى الشر على صُناع العمل.. و"المتحدة" تعيد الريادة للفن المصرى

الأحد، 31 مارس 2024 10:42 م
أحمد التايب يكتب: "الحشاشين" واستعادة عرش الدراما التاريخية.. الإنتاج الضخم أكد أن الفن صناعة لا تتم بعشوائية بل بهندسة واعية.. وهذه أسباب هجوم قوى الشر على صُناع العمل.. و"المتحدة" تعيد الريادة للفن المصرى مسلسل الحشاشين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عودة الدراما التاريخية المصرية للشاشة من جديد إنجاز مهم وخطوة نحو المسار الصحيح، فمن المؤكد أن للدراما التاريخية فوائد ومكاسب متعددة، وباتت ضرورة لمساهمتها في بناء الصورة الذهنية للمجتمعات، وإنتاجها لا يكون بهدف التسلية والمتعة بقدر دورها في تحقيق وتعزيز الوعى وإثراء الحياء الثقافية للشعوب، فقولا واحدا مسلسل الحشاشين عمل إبداعى بامتياز يكفى أنه أعاد عرش الدراما التاريخية المصرية من جديد بعد قيام دول فى المنطقة باستغلال هذا الفراغ بما يُناسب أهدافهم.

الرسالة والهدف من مسلسل الحشاشين

بعيدا عن حوار اللغة والجدل الدائر حولها، أعتقد أن كارهى المسلسل ضخموا من أمر اللغة، تاركين الرسالة والهدف من وراء هذا العمل المهم، وأول هذه الأهداف - فى اعتقادى - التحذير من خطورة الاستغلال المنحرف للدين، وهو ما أكد عليه المسلسل خلال حلقاته حتى الآن  بتسليط الضوء على التفسيرات الخبيثة للتأثير على البسطاء ودفعهم لارتكاب أعمال الاغتيال والتخريب، فهل ينكر أحد أن من تسبب في بث الفرقة في العالم الإسلامي وتسبب في زيادة التقسيم والصراعات كانت تلك الجماعات التي اتخذت من الدين ستارا ونفذت أجندات خاصة، وفتحت الباب أمام القوى الأجنبية من استغلال حالة الوهن، وتدمير العالم الإسلامي في الماضى.

لذلك فإن تسليط الضوء على هذه الجماعات، وتلك الأفكار، يُحصن الجيل الجديد، ويُعزز مفاهيم الوعى لديه، ويحميه من براثن التطرف، خاصة أنه لا زالت تلك الأفكار يتم الدفع بها لتهديد حاضر ومستقبل الأجيال الجديدة.

أسباب رعب قوى الشر من مسلسل الحشاشين

ظنى، أن زيادة الهجوم على مسلسل الحشاشين، أن قوى الشر أرعبها المسلسل، لأن هناك حالة من الشبه بين جماعة الصباح وبين جماعتهم، فكلتا الجماعتين يتفقان على مبدأ العمل السرى، والاعتماد على سياسة الاغتيالات للوصول إلى الأهداف، والأخطر أنهما يتفقان على شرعنة العنف والتطرف لتحقيق الأهداف، غير التشابه في مبادئ السمع والطاعة ومفهوم التقية للتخفى.

لذلك، كان الهجوم كبيرا وضخما، ما دفعهم لاستخدام كافة الوسائل للطعن فيه والتقليل منه، فتارة يتحدثون عن اللغة العامية، وتارة يتحدثون عن تزييف الأحداث التاريخية، وتارة ثالثة يسخرون من الممثليين وأدائهم، لكن في حقيقة الأمر نجاح المسلسل ومشاهدته العالية ومتابعته من كل الأطياف هو ما أصابهم بالرعب والذعر.

بل أن أسباب الهجوم نفسها تحولت إلى أسباب للنجاح، فبعد عدة حلقات باتت اللهجة المصرية سببا رئيسيا في انتشار المسلسل ومتابعته من قبل الأجيال الجديدة وفقا للنقاد واستطلاعات الرأي..

مقومات نجاح مسلسل الحشاشين

مؤكد أن حلقة وراء أخرى بات الجميع يتحدث عن الإبداع في الإخراج والتصوير والسيناريو، وباتت النخبة المثقفة تتحدث عن عبقرية الحوار والأداء، والأهم أن نسبب المشاهدة أضحت في تصاعد وهو ما يعنى أن هناك حالة من الاقتناع بالمسلسل.

"المتحدة" ودورها فى استعادة الريادة للفن المصرى

أيا كان الأمر..  لا أحد يختلف أن إنتاج مسلسل ضخم مثل هذا يقود الدراما المصرية نحو العالمية، وهذا كله بفضل ما تفعله المتحدة للخدمات الإعلامية من خلال تقديم كوكبة من الأعمال الدرامية المتنوعة التي تنشد استعادة الريادة للفن المصرى لعهده الجميل.

وأخيرا.. أقول أن مسلسل الحشاشين أكد مما لا شك فيه، أن الفن صناعة لا تتم بعشوائية بل بهندسة واعية لبناء الوعى وتشكيله من خلال حبكة فنية بجودة عالية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة