عبادة ورحمة ومودة.. عادات وتقاليد رمضان فى البلاد العربية.. فى فلسطين يتزاحمون من أجل صلاة لو ركعة واحدة بالقدس.. الإفطار فى اليمن على مرتين.. عصير الحلو مر الأشهر فى السودان.. وهذه أبرز الأكلات اللبنانية

الأربعاء، 27 مارس 2024 05:51 م
عبادة ورحمة ومودة.. عادات وتقاليد رمضان فى البلاد العربية.. فى فلسطين يتزاحمون من أجل صلاة لو ركعة واحدة بالقدس.. الإفطار فى اليمن على مرتين.. عصير الحلو مر الأشهر فى السودان.. وهذه أبرز الأكلات اللبنانية رمضان فى البلاد العربية
كتبت - منة الله حمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

«الحلو مر» أهم العصائر على الصينية الرمضانية فى السودان.. «الديوان» لا يخلو من الزوار فى فلسطين.. «الكبسة» أهم عادات السوريين.. ولبنان تستعد لشهر الخيرات بـ«السيبانة»

يأتى شهر رمضان بالعديد من الطقوس الروحانية والعادات التى تختلف من بلد لآخر، حسب البيئة وتقاليد الشعوب، إلا أنها جميعا مرتبطة بالرحمة والخير والود وإدخال الفرحة فى قلوب المسلمين.

هنا نرصد تلك العادات من فلسطين إلى سوريا ومنها إلى السودان ثم إلى لبنان واليمن.

رمضان فى فلسطين

فى ظل ما تمر به فلسطين وغزة تحديدا من آلام، نجد أن هذا الشعب الصابر يصر على أن يسعد نفسه ومن حوله، التقينا مع رائد قديح شاعر فلسطينى، يعيش فى مصر من قبل الحرب الأخيرة، تذكر رمضان فى فلسطين وحكى لـ«اليوم السابع»: رمضان فى فلسطين له طعم ونكهة مختلفة، يتميز بالتراحم والود والمحبة وصلة الرحم، فبالإضافة للشعائر والعبادات، هناك الاهتمام أكثر بعائلات الشهداء وعائلات الجرحى والأسرى الأرامل المطلقات والأيتام.

قال «قديح»: «نستعد لرمضان قبل رؤية الهلال ببضع أيام، تتزين المساجد والبيوت وتنظف الشوارع وتنصب الشوادر فى الأسواق لبيع ياميش رمضان والتمور والأكلات الخاصة به، وتستعد الجمعيات الخيرية بشراء مستلزماتها، التى توزعها على أهالى الشهداء والمعتقلين والفقراء والبسطاء».

وأضاف «قديح»: ليلة رؤية الهلال لها احتفالها الخاص، تجد كل الشوارع خالية تنتظر سماع إعلان الرؤية وبعدها تسمع المآذن تصدح بالقرءان الكريم فى كل مكان، ونستعد لصلاة التراويح فتفرش الحصائر وتضاء المصابيح، وتجد الأطفال فى الشوارع تلعب بالألعاب النارية حتى يمر المسحراتى بطبلته الصغيرة فينادى على الجميع بأسمائهم، فتتعالى الأصوات بالفرحة، هذه الطقوس تشبه طقوس مصر الرمضانية، لذا أشعر هنا إلى حد كبير كأنى فى بلدى تقريبا.

الإفطار داخل الديوان العائلى

وأوضح «قديح»: رمضان بالتحديد يعتبر شهر الاحتفالات، الاهتمام يكون دائما بتجمع العائلات والأسر فى الأحياء وإقامة الولائم الكبيرة التى يتجاوز عددها 200 شخص يوميا.

يقوم الأهالى بتوزيع وجبات الطعام والحلوى على الجيران فى البيوت. ويحن «قديح» إلى عادة من أجمل العادات فى فلسطين، ويقول: من عاداتنا التجمع داخل الديوان، وهو يشبه المضيفة فى بيوت الريف المصرى، يتجمع فيه كبار العائلة ساعة الإفطار كل منهم يأتى بصينيته عليها ما لذ وطاب، ويتبادلون الطعام كى ينتشر الود والرحمة بينهم، وهذه عادة لدينا منذ الأزل.

توزيع التمور والقطائف على الأبواب طول الشهر

وذكر «قديح»: وللشهر حلاوة ومذاق حلو كالتمور التى توزع فيه، سواء فى المساجد أو الشوارع على المارة أو فى الأطباق والصوانى فى البيوت، ولأهل فلسطين عادة جميلة لا توجد فى أى دولة أخرى، حيث تجد أطباق الحلوى والقطائف والتمور فى صوانى تضعها الأمهات وربات الأسر على مناضد خارج أبواب البيوت والمنازل ليتناولها ويتذوقها المارة، فتجد الشوارع ممتلئة بصوانى القطائف المغطاه بالشاش الأبيض، وبهذا الجميع يطيب فمه بما لذ وطاب فى الشهر الكريم بعد صيامه.

القدس

ويصف «قديح» أجواء القدس فى رمضان قائلا: يأتى إليها الفلسطينيون من جميع أنحاء البلد للصلاة فى القدس ولو ركعة واحدة فى رمضان، ويتزاحمون بالآلاف، ويتسابقون على الصلاة فيها، نجدها تضج بالناس فى ساحات المسجد، وساعة الإفطار والسحور تجد الزحام وأصوات الباعة والولائم وأعمال الخير فى كل مكان فى مدينة القدس كاملة.

مدينة الخليل

أما مدينة سيدنا إبراهيم عليه السلام «الخليل»، التى يقال إنها لا يبيت فيها جائع عبر التاريخ، يوجد فيها تكية الخليل وهى منذ أزل بعيد، وهذه التكية تطعم من هم فى الخليل، وتطعم الذين يأتون من خارج الخليل بشكل يومى، وفى شهر رمضان الكريم تتضاعف الوجبات.

الأكلات الفلسطينية

وعن الأكلات الفلسطينية التى لا تخلو منها المائدة الرمضانية قال رائد قديح: نتجمع منتظرين الأذان على طاولة الطعام المحملة بما لذ وطاب، ومن الأطعمة الأساسية على المائدة طعمية الحمص الساخنة، ومسبحة الحمص، والمخلل وهريسة الفلفل الأحمر بالليمون والخل، والزعتر وزيت الزيتوت، والزيتون الأسود والسلطة الخضراء، هذه المقبلات التى لا تخلو مائدة فلسطينية من صنف واحد منها أو اثنين على الأقل، أما عن الأطباق الرئيسية فتأتى شوربة الخضار، المقلوبة، المسخن، الكسكسى الحادق، المنسف، الملخية الورق المحمرة فى الزيت ومسقية فى الشوربة، أو الملوخية بالطريقة المصرية، واللحوم والدجاج.

العصائر والحلويات

أما عن العصائر فقال «قديح»: الخروب هو المشروب الأول لدينا على المائدة الرمضانية، يليه قمر الدين ثم التمر هندى والعرق سوس، أما ياميش رمضان والجوز واللوز والحلوى الشرقية ومنها العوامة، والكنافة النابلسية، والقطائف بالجبنة والمكسرات، وعن السحور لا تخلو المائدة من الزعتر وزيت الزيتون والخبيز الفلسطينى.

اليمن

تبدأ الأسر اليمنية فى الاستعداد لشهر رمضان قبل رؤية الهلال بأيام لشراء مستلزمات الشهر الكريم، ويمكن شراؤها بأعداد كبيرة حتى لا تضطر الأسرة مرة أخرى للنزول إلى الأسواق فى نهار رمضان أثناء الصيام، كما يحرص كبار السن وأصحاب الأعمال الشاقة على الحصول على إجازة أثناء صيامهم.. هذه العادات اليمنية والكثير من تقاليدهم حدثنا عنها عزالدين الزهيرى الذى يعيش فى مصر، ويعمل فى مجال التجارة.

يقول «الزهيرى»: عند التأكد من رؤية هلال رمضان نجد الأولاد يحتفلون ويزينون المساجد والحارات وأبواب المنازل، والأطفال يلعبون بالفوانيس فى الحارات، ونسهر طوال الليل حتى السحور والأذان لصلاة الفجر، فمن عاداتنا النوم فى نهار رمضان أثناء الصيام والاستيقاظ بعد أذان الظهر والسهر ليلا، فبعد أداء صلاة الظهر نظل فى المسجد لقراءة القرآن الكريم وحلقاته التى لا تنتهى طوال شهر رمضان، العبادات فى اليمن كمصر لا فارق بينهما، فما يميز الشهر الكريم سماع صوت الشيخ الحليلى قبل الأذان.

الإفطار مرتان

ويستطرد «عز»: ينقسم الإفطار فى اليمن إلى جزأين فبعد صلاة المغرب يكون الفطور تمر، عصير، مياه، السمبوسك، الشفوت «يصنع بالبن»، اللحوح «الخبز اليمنى»، السحاوق «الطماطم والفلفل الحار»، ثم الذهاب إلى المسجد لصلاة العشاء ثم العودة للمنزل، لنجد صينية العشاء عليها ما لذ وطاب من الأطباق اليمنية الشهية ومنها «السلته» مرقة لحم وحبلة خضراء ويمكن باللحم، الأرز، عصيد، مرق حامض باللحم، وهذه الصوانى نفترش بها الحارات للمارة والكل يتبادل الطعام.

وأما عن الحلوى اليمنية فهى الحلوى الشرقية المعتادة، ولكن أشهرها بنات الصحن، وهى فطائر بالسكر تشبة الفطير المشلتت هنا فى مصر، أما فى السحور نكتفى بالتمور.

لبنان

وفى لبنان تتزين البيوت والشوارع لاستقبال رمضان، ومن القاهرة تحدث معنا مازن البطل من لبنان، يعيش فى مصر ويعمل فى مجال التجميل، قال: «رمضان فى مصر حاجة تانية، أعادنى إلى طفولتى، شممت رائحة البخور فى مساجد لبنان وأنا هنا فى مصر، سمعت صوت المسحراتى ينادينى حينما كنت طفلا صغيرا، ويرن فى أذنى «إصحى يا مازن»، ورأيته بطبلته الصغيرة وعصاه الرفيعة يدق عليها، مصر لا مثيل لها فى كل شىء ناسها وأهلها والدفء الذى يملأ أركانها، رمضان فى مصر يشبه لبنان إلى حد كبير، فقبل قدومه بأسبوع نبدأ فى شراء كل ما يلزم البيت والمطبخ، ونصطحب معنا الأطفال لأنها أجواء مفرحة للغاية، نسمع الأغانى الرمضانية الجميلة ونشعر بحنين إليه قبل قدومه.

«سيبانة رمضان» عادة آخر يوم فى شعبان

يصف «البطل» أهل لبنان فى الشهر الكريم بالهدوء والمسالمة والود، وانتشار الرحمة بينهم، فيوزعون أكياس المؤن على الفقراء والبسطاء من الأهل والجيران، ويقول: هناك عادة معروفة فى لبنان «سيبانة رمضان» وهى شائعة أكثر فى بيروت، خلالها يقوم أهل لبنان بالاحتفال على شاطئ المدينة فى آخر يوم من شهر شعبان، حيث يتناولون العديد من الأطعمة والحلويات الشهية، استعدادا للصوم.

وأول يوم فى الشهر الكريم تكون اللمة والعيلة فى بيت الجد والجدة كبراء العائلة، تكون الفرحة كبيرة وقبل المغرب النساء ينشغلن بإعداد الطعام، والأطفال يلعبون، والرجال ما بين الحديث وقراءة القرآن، اليوم الأول له رائحة وطعم لا يمكن أن ينسى، ثم نتبادل العزائم مع الأصدقاء.

واستطرد «البطل»: فى رمضان قبل الأذان نسمع أصوات الذكر والقرآن الكريم، وتشم الأنوف رائحة ما لذ وطاب من الأطعمة اللبنانية الشهية، وبعد الإفطار تجد الأطفال يمرحون بالفوانيس هنا وهناك، رمضان له روح جميله نتمنى أن تظل العام بأكمله.

أشهى الأكلات اللبنانية فى رمضان

وعن أشهى الأكلات التى لا تخلو منها المائدة اللبنانية فى رمضان قال «مازن»: لا تخلو المائدة من التمور بأنواعها المختلفة والعصائر، خاصة الجلاب «عرق السوس»، ثم الشوربة والسمبوسك، والمحاشى والكبة باللبن، والكوية باللبن، ومربة اللبن «الأرز المعمر باللحم والمكسرات فى الفرن»، التبولة، الفتوش، والحمص، وفطاير السبانخ والفتة، والدجاج واللحم.

الحلويات الرمضانية

من الحلويات اللبنانية الشهية، الجلاش بالقشطة، البسبوسة، الكنافة النابلسية، البصمة وهى «السميدية عليها قشطة».

أما عن مائدة السحور فهى، مناقيش وزعتر، ومشطاح بحبة البركة ولبنة والجبنة والعسل.

السودان

السودان بلاد النيل، وعادات رمضان قد تختلف عن غيرها قليلا، حيث تبدأ السيدات بـ«القصير» وهو الاستعداد لرمضان من بدايات شهر شعبان، وإعداد العصير الأول الذى لا يخلو بيت سوانى منه، فقيرا أو ميسور الحال، الـ«حلو مر» أو«الإبرى»، حيث يصنع هذا العصير من دقيق الذرة الأحمر مضاف إليه مجموعة من التوابل منها القرفة والحبهان، والكزبرة، بالإضافة إلى الكركديه، والتمر الهندى، والكمون، ثم تعجن هذه المكونات وتعمل على شكل رقائق ويخزن حتى يأتى شهر رمضان، حين يعلنون بدء ظهور هلال رمضان تبدأ الاحتفالات بالشهر الكريم، حيث تزين المآذن وترتفع أصواتها بالذكر والقرآن الكريم، وتضاء الشوارع وتنير زينتها وتعلق الفوانيس.

الحقيبة الرمضانية فى السودان

فاطمة على من الخرطوم تعيش فى مصر أتت بعد الحرب، قالت: أجمل ما فى السودان هو التكافل الاجتماعى، نحن جميعا نعد الحقيبة الرمضانية، نضع فيها كل الأطعمة التى يمكن أن يحتاجها أى منزل من زيت، وسكر، وأرز، وأمثال ذلك، ونقوم بتوزيعها على البسطاء.

«الحلو مر» العصير الأهم فى رمضان

تابعت «فاطمة»: قبل المغرب تعد الصوانى للإفطار مع عصير الحلو مر، والتمر، والشوربة الساخنة وتكون مصنوعة من المنقوع دقيق الذرة والنشا، السمبوسك، والعصيدة التى نحرص عليها فى الشهر الكريم، والملاح ويطهى من اللحم المجفف واللبن الرائب، والنعومة المصنوعة من اللبن.
فى رمضان نفترش الشوارع بالحصائر ويخرج كل رب أسرة بصينية الفطور، فى انتظار سماع الأذان ليكون الإفطار جماعيا، وهنا يتسابق أصحاب الصوانى على إفطار المارة.

الرحمانية على أرواح الأموات

وأردفت «فاطمة»: أجمل عاداتنا السودانية هى الرحمانية، فحين يأتى الخميس الأخير من الشهر الكريم نعد الطعام ونتصدق به على الفقراء والبسطاء والمحتاجين، رحمة على أرواح أمواتنا، هذا بخلاف أيام الشهر الكريم من بداياته، فإننا نتهادى فيه بأشهى الأطعمة ونوزعها بيننا وبين البسطاء.

سوريا

حدثنا عن عادات السوريين فى رمضان عبدالبارى إبراهيم برداش من سوريا، ويعيش فى مصر، فقال: طقوسنا لا تختلف عن أى بلد عربى مسلم، جميعنا نتشابه فى الاحتفالات بالشهر الكريم تقريبا، من بداية سماع رؤية هلال رمضان مرورا بالزينة وسماع أغانى رمضان الجميلة والأكلات والعزومات وغيرها.

وتابع: أفضل ما يمكن قوله عن رمضان فى سوريا هو لمة العيلة، لها رونق وحلاوة لا تنسى فى رمضان، خاصة قبل المغرب ونحن فى انتظار سماع الأذان من المسجد الأموى وبعده نسمع صوت المنشد توفيق المنجد، هذا هو رمضان فى سوريا، والمسحراتى الذى أبهرنا ونحن أطفال يؤثر فينا حتى الآن ونحن كبار بقوله: «إصحى يا نايم وحد الدايم.. اجاكم رمضان يزوركم».

وأجمل العادات فى رمضان هى الكبسة، حيث يتبادل الجيران والأقارب الطعام، ما يزيد التكافل الاجتماعى والمحبة والعلاقات الإنسانية بين الناس.

وأردف «برداش»: أما عن الأطعمة والأكلات السورية فهى أولا المقبلات وهذه لا تخلو منها مائدة رمضانية فى سوريا، التبولة، الفتوش، الشوربة، السلطة، التسقى، أما عن الأطباق الرئيسية فهى كبة مشوية، وكبة مقلية، كبسة، ويبرق «ورق عنب»، ومقلوبة، وعن الحلويات، حلويات الشرقية ومنها القطايف، والنابلسية.

صلاة التراويح

أجمل ما فى رمضان صلاة تجمع كل المسلمين والعرب، خاصة فى مصر تجد المصرى يقف بجواره أخ سودانى، وبجواره سورى أو يمنى أو لبنانى، وغيره من الجنسيات، تلك الصلاة التى يتسابق على أدائها الجميع كل فى بلده، نساء ورجال، فتريح القلب وتنشر الحب والمودة بين الجميع.

2-رمضان-فى-اليمن-(1)
رمضان فى اليمن (1)

 

السودان-(5)-copy
السودان

 

السودان-(9)-copy
السودان

 

الكبة-المقلية
الكبة المقلية

 

تبولة
تبولة

 

حلو-مر-(2)
عصير حلو مر 

 

رمضان-في-القدس
رمضان في القدس

 

شوارع-فلسطين-مزينة-في-رمضان
شوارع فلسطين مزينة في رمضان
p.8
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة