أحمد التايب

الأهداف الخفية وراء تقويض الأونروا.. وخديعة "الأنسنة" الأمريكية

السبت، 23 مارس 2024 12:40 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يفشل مجلس الأمن للمرة التاسعة فى وقف إطلاق النار بشكل مُستدام في غزة، والولايات المتحدة تستمر في محاولاتها لتحويل حرب غزة إلى قضية إنسانية لا أكثر بالتركيز على إدخال المساعدات وحماية المدنيين دون ضغط حقيقى على إسرائيل لوقف إطلاق النار أو إدانتها.

وهو ما يعنى أن الولايات المتحدة تعتمد على سياسة المراوغة والمسكنات لإطلاق يد إسرائيل تفعل ما تشاء بشأن مخططها في غزة، والدليل على ذلك موقفها المرواغ منذ بدء الحرب فهى تخرج في العلن وتدعو إلى الإنسانية وفى الميدان ترسل الذخائر والجنرلات والمعلومات الاستخباراتية والأموال لدعم إسرائيل.

خلاف موقفها في مجلس الأمن الرافض لأى لوقف فورى لإطلاق النار، حتى عندما قررت الولايات المتحدة استخدام وقف إطلاق النار جاء مؤقتا واشتراطه بالإفراج عن الرهائن مما اعتبرته روسيا والصين قرارا خبيثا، و مسيّس وغامض و"يطلق يد إسرائيل"، لذلك قررا استخدام حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار الأمريكي الجمعة.

ما يؤكد أن الولايات المتحدة تنافق المجتمع الدولى عامة والمجموعة العربية خاصة وأنها في الأساس تدعم إسرائيل في مخطط تصفية القضية.


والموقف الخفى الآخر هو قرار الولايات المتحدة ومعها دول غربية بتقويض الأونروا وتعليق تمويلها لمدة عام، تلك الوكالة التي جاءت وفقا لقرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 302 الصادر عام 1949، بهدف تنفيذ برامج إغاثة وتشغيل للاجئين الفلسطينيين، لا سيما خدمات التعليم والصحة، والاغاثة والخدمات العامة، والبنية التحتية وتطوير المخيمات، وتمويل المشاريع الصغيرة والمساعدات في اوقات الطوارئ.


متجاهلة أن اعتراف الأمم المتحدة بإسرائيل كان مشروطا بقيام دولة فلسطينية مستقلة لم تنفذه دولة الاحتلال حتى الآن، وكذلك عودة اللاجئين التي أنشئت الأونروا من أجل هذا الملف لحين عودتهم.

لذلك، موقف إسرائيل ومن ورائها إسرائيل بتقويض الأونروا يعنى غلق ملف اللاجئين في إطار مخطط تصفية القضية إضافة إلى أن تقويض الوكالة يهدف أيضا إلى  تجفيف مصادر الحياة على أرض فلسطين، بالتزمن مع سياسيات إسرائيل من استخدام سلاح الحصار وسلاح التجويع وسلاح التوسع في الاستيطان وسلاح تسميم الأراضى الزراعية بالفسفور الأبيص وسلاح قصف المستشفيات وتدمير كل البنية التحتية وتقطيع أواصل الضفة والقطاع وكذلك الاستمرار في عملية التهويد في المدينة المقدسة، والهجوم المستمر على المنصات الأهلية الفلسطينية وقرصنة أموال الضرائب الفلسطينية، لضرب القدرة الاقتصادية على الحياة في فلسطين، لذا، علينا أن نعى تماما خطط نتنياهو الخفية التي تعتمد على المماطلة والمراوغة.

فما يتم على أرض الواقع كله يؤكد أن ما يجرى ما هو إلا من أجل تصفية للقضية الفلسطينية، وأن إسرائيل مطمئنة في خططها لتأكدها من دعم الولايات المتحدة والغياب العربى، وبالتالي ليس هناك من يوقف مخططها فمجتمع دولى متواطئ معها، والولايات المتحدة تدعمها على طول الخط سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا واقتصاديا.

كل هذا الأهداف الخفية والظاهرة تتطلب أولا من الفصائل الفلسطينية الاتحاد والتوحد وقيام العالم العربى والإسلامى  بالدور الحقيقى تجاه القضية، وعدم الوقوع في فخ المراوغة الأمريكية والسياسات المتناقضة التي لا تهدف إلا لإطالة أمد الصراع ومنح الوقت الكافى لإسرائيل لتنفيذ مخططاتها بالتصفية ..
 
نهاية القول.. يجب على الجميع أن يراجع مواقفه، فكل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة حريصان على تنفيذ مخطط التصفية، وفى ذات الوقت يجب علينا أن نعلم أن غزة ستبقى ملحمة للصمود مهما كانت جرائم الاحتلال..










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة