سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 فبراير 1974.. «على أمين» خلفا لهيكل فى رئاسة التحرير ويعلن: «سأجعل الأهرام يلبس ملابس داخلية».. وصحفيو المؤسسة يطالبونه بأن يفعلها أولا

الخميس، 08 فبراير 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 فبراير 1974.. «على أمين» خلفا لهيكل فى رئاسة التحرير ويعلن: «سأجعل الأهرام يلبس ملابس داخلية».. وصحفيو المؤسسة يطالبونه بأن يفعلها أولا على أمين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قرر الرئيس السادات إقالة الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل من جريدة الأهرام يوم 1 فبراير 1974، بعد 17 عاما من رئاستها، وتعيين الدكتور عبدالقادر حاتم رئيسا لمجلس إدارتها، وعلى أمين مديرا للتحرير، وفقا للخبر المنشور بالصفحة الأولى، 3 فبراير 1974، وفى 8 فبراير- مثل هذا اليوم - قرر السادات تعيين على أمين رئيسا للتحرير، وبعد أقل من أربعة شهور وتحديدا فى 24 مايو 1974 ترك الأهرام إلى الأخبار فى أحد فصول الصحافة المصرية المثيرة.
 
عكست شهور على أمين فى الأهرام طبيعة علاقة الصحافة بالسلطة وقتئذ، والاختلاف بين «الأهرام» و«الأخبار» كمدرستين صحفيتين، كما كشفت عن كيف لعب السادات على التناقضات الشخصية بين كبار الصحفيين، وخاصة هيكل ومصطفى أمين وعلى أمين العائد من لندن بعد سنوات من العيش فيها، بدأت عام 1965 قبل القبض على شقيقه مصطفى بتهمة التجسس لصالح أمريكا، وكانت العودة قبل أيام من قرار السادات بالإفراج الصحى عن مصطفى يوم 27 يناير 1974.  
 
كان الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين شاهدا وطرفا فى هذا الفصل المثير لقربه من السادات، وصداقته لهيكل وعلى ومصطفى أمين، ونفوذه ككاتب بالأهرام، وفى كتابه «محاوراتى مع السادات» يكشف عما جرى، متذكرا أنه ذهب إلى الأهرام الساعة السادسة مساء اليوم الأول الذى تسلم فيه «حاتم» وعلى أمين مهامهما، ووجد كلا منهما يستدعيه تليفونيا.
 
يذكر بهاء، أنه استنتج من قرار السادات بالجمع بين «حاتم» و«على أمين» أنه لا يريد أن يسلم الأهرام كاملا إلى على أمين بعد هيكل، وشعر من لقائه بعلى أمين عدم استيائه من وضعه كمدير تحرير، بل كان فى قمة الجذل والنشوة، وشرح لبهاء أن وضعه مؤقت، وتوقع أن يترك الدكتور حاتم مكانه بعد الاطمئنان إلى سير الأمور بهدوء، وسيكون هو المسؤول الأول والأخير فى مرحلة تالية، يؤكد بهاء: «أدهشنى أننى لمحت فى حديث على أمين بداية حملة فاجأتنى ضد هيكل، ولم أرحب بالحديث، ولم أحاول أن أسأل وأن أعرف، وكنت أتصور أن علاقة الاثنين من أوثق وأقدم العلاقات».
 
يؤكد بهاء: «قوبل على أمين بعداء شديد من كل من فى الأهرام أصحاب الولاء الطبيعى لهيكل ومدرسة الأهرام، كما أن على أمين كان يرى فى كل محرر أو عامل أو فراش مندوبا لهيكل وخصما له، كذلك تبين لى بسرعة أن على أمين يريد تغيير شخصية جريدة الأهرام التقليدية لتكون أشبه بشخصية الجريدة التى أسسها مع مصطفى أمين وهى «أخبار اليوم»، ويتذكر «بهاء» أنه بالرغم من اعتزاله للحياة الداخلية فى الأهرام تماما، واكتفائه بمقاله الأسبوعى كل أحد، ووجوده فى مكتبه بالقدر الضرورى لاستقبال الزيارات المهمة، إلا أن دوامة الصراع بين على أمين وأسرة تحرير الأهرام تجاذبته، فالمحررون يجيئون إليه إما للشكوى من خناقاتهم مع على أمين، وإما هو يأتى ليشكو منهم. 
 
يذكر الكاتب الصحفى رجب البنا، أحد تلاميذ هيكل فى الأهرام، فى كتابه «هيكل بين الصحافة والسياسة»: «كان أسلوب إدارة على أمين للتحرير مختلفا عما تعودنا عليه فى الأهرام، وظهر فى أحد برامج التليفزيون وسئل: ماذا ستفعل للأهرام؟ فأجاب: سأجعله يلبس ملابس داخلية، وكانت هذه العبارة عود الكبريت الذى أشعل الغضب بين جميع المحررين الكبار والصغار، وسادت صالة التحرير والمكاتب حالة من الانفعال لم يسبق لها مثيل، ودعا الدكتور حاتم الجميع لاجتماع فى صالة التحرير، ولأول مرة يحتشد مئات من المحررين والإداريين والعمال، وحاول حاتم تهدئة المشاعر لكن كلماته تبددت وسط صياح وصراخ.
 
يضيف «البنا»: «وقف لطفى الخولى يقول بصوته الجهورى قائلا: هذا الكلام مرفوض، وإذا كان على أمين يريد منا أن نلبس ملابس داخلية فعليه أن يفعل ذلك أولا، ثم وقف محمد سيد أحمد هو الآخر ولأول مرة أرى وجهه محتقنا وصوته عاليا يرن فى الصالة، وتحدث آخرون بانفعال»، يؤكد البنا: «لولا حكمة الدكتور حاتم لحدث ما لا يحمد عقباه، وانتهى الاجتماع باعتذار من الأستاذ على أمين، وكانت بداية غير موفقة، ونتائجها غير سارة».
 
وعن محاولة تغيير شخصية الأهرام كجريدة وجعلها أشبه بشخصية «أخبار اليوم»، يذكر بهاء: «الحق أن على أمين أخطأ التصرف فى شىء أساسى، فقد حاول فعلا أن يغير ترتيب وتبويب الأهرام، وصياغة صفحته الأولى ومانشيتاته إلى ما يجعل الأهرام نسخة من أخبار اليوم، وكان هذا أكبر موضوع يجذبنى بالتدخل بينه وبين أسرة تحرير الأهرام، واستغاثات المرحوم على حمدى الجمال مدير التحرير، وكثيرا ما كنت أقول للجمال بعد انصراف على أمين وتركه تعليمات معينة فى هذا الاتجاه: «لا تنفذ هذه التوجيهات، وقل لعلى أمين غدا، أننى الذى نصحتك بذلك وسأواجهه فى الصباح بأننى المسؤول».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة