عادل السنهورى يكتب: أم كلثوم سيدة الدعابة والنكتة.. قال عنها على أمين: لو توقفت عن قفشاتها فستكون اعتزلت الغناء.. حاول محمد التابعى مصالحتها واصطحابها فى سيارتها فقالت له «أنا رايحة حدايق القبة مش حدايق نفسى»

السبت، 03 فبراير 2024 04:32 م
عادل السنهورى يكتب: أم كلثوم سيدة الدعابة والنكتة.. قال عنها على أمين: لو توقفت عن قفشاتها فستكون اعتزلت الغناء.. حاول محمد التابعى مصالحتها واصطحابها فى سيارتها فقالت له «أنا رايحة حدايق القبة مش حدايق نفسى» أم كلثوم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل كانت أم كلثوم تضحك.. تفرح وتبكى.. تسعد وتتألم؟.. هل كانت خفيفة الدم «بنت نكتة يعنى» مثل طبيعة المصريين العاديين.. هل كانت صاحبة «قفشة» وظريفة فى التعامل مع الآخرين، أم هى تلك الفنانة التى تقف دائما شامخة جادة بوجه حاد خال من الزوايا يبدو ألقه وتوهجه على المسرح وعند الغناء فقط ويستمع إليه ويتمايل معه ملايين المستمعين من جمهورها العاشق المتيم بصوتها وبأغانيها وقصائدها؟.
 
هل هى الفنانة التى اعتادت على الإعجاب والحب والتقدير والثناء والتصفيق من نوعية «يا سلام يا ست، عظمة على عظمة يا ست، أنا جايلك من طنطا يا ست» ولاشىء آخر أو -تحديدا- لا وجه آخر.
 
هناك من يرى أن عشق جمهورها لها بلغ حدا صنع لها فيه «معبدا» و«محرابا» و«هالة مقدسة» فى مكان بعيد عنها وفى مسافة لا يجوز الاقتراب منها، فهى «الست» التى تغنى وتطرب وتسلطن ويهيم بها عشاقها من الملايين فى مصر والوطن العربى، وليس لها أن تكون إنسانة عادية قبل أن تكون فنانة كبيرة، فهى الاستثناء وجمهورها هو القاعدة الذى له حق الضحك والترفيه والتنكيت.
 
الرأى الآخر -قاله الكاتب الراحل محمود عوض فى كتابه عن أم كلثوم – فقد اعتادت أو أرادت أن تبقى كوكبا يحلق فى سماء الفن ينتظر التقدير والحب والشهرة والإعجاب والتصفيق ويشاهده أو يستمع إليه الملايين ليلة كل خميس، أما باقى الأيام فلا أحد يعرف عنها الكثير، وربما تكون هى السبب فقد أقامت سورا صينيا حول شخصيتها، سورا عاليا يحجب ما فى داخله، تحتفظ فيه بحياتها الخاصة، بأفكارها.. فهل قررت أنت عيش حياتها بين قوسين لتجعل من فنها هو حياتها وحياتها هى شخصيتها؟
واقع الأمر أن هذا كله كان معظمه صحيحا لكنه ليس كل شىء، فأم كلثوم فى النهاية هى إنسانة تحب وتكره.. تحزن وتفرح.. تضحك وتسعد وأيضا، سيدة ظريفة للغاية.. خفيفة الدم بصورة لم يتوقعها إلا كل من اقترب منها وتعامل معها، عُرفت كوكب الشرق، أم كلثوم، بخفّة ظلها رغم مزاجها الحاد أيضا، وكانت كثيرا ما تداعب زملاءها من الفنانين والموسيقيين.
 
كانت أم كلثوم، إحدى ظرفاء عصرها، وأطلق عليها سيدة الدعابات والقفشات، وقال عنها الكاتب الراحل على أمين: «لو توقفت أم كلثوم عن قفشاتها، فإنها تكون قد توقفت عن الغناء».
 
مواقف وصدف كثيرة أظهرت وجها خفيف الظل ضحوكا... «بنت نكتة» حقيقية... وهذا هو ما قد يدهش الكثيرين من عشاقها ويفتح أمامهم بابا فى سور شخصيتها.
 
الواحد يقعد لك أحسن.! ذات مرة استقبلت فى فيلتها فى الزمالك أحد الصحفيين القريبين منها لإجراء حوار صحفى معها.. كان الصحفى قصير القامة إلى حد ما.
 
صافحته أم كلثوم وهى واقفة وهى تقول له: «أظن انت الواحد يقعد لك أحسن...!!»
وفى إحدى المرات قرأت مقالا منشورا عنها فى إحدى المجلات الأسبوعية.. كتبه صاحبه بلغة صعبة للغاية.. قالت لمحمود عوض إن المقال لم يعجبها، فسألها عن السبب.. فقالت له: «لأن كل كلمة فيه لابسة عمة..!»
معرفة «طيارى..».. عندما عادت من رحلتها الخارجية لإقامة حفلات وجمع تبرعات للمجهود الحربى، كان بالطائرة التى أقلتها، مضيفة خفيفة الدم، دخلت قلبها منذ بداية الرحلة وعندما وصلت المطار، وأثناء نزولها صافحت المضيفة بحرارة، وكان أحد أصدقائها فى انتظارها بالمطار، فعلق قائلاً: «إنتى لازم تعرفى المضيفة دى من زمان»، أجابت بمرح «أبدا والله ولا عمرى شوفتها قبل كدا ، دى معرفة طيارى».
 
«ايه ده.. يا سيد يا سالم..».. عازف الناى الشهير سيد سالم فى فرقة الست وفى لحظة إبداعية خرج عن النوتة الموسيقية فى أغنية «بعيد عنك» فتفاعل الجمهور معه بالصياح والتصفيق فالتفت إليه أم كلثوم تداعبه قائلة له: «ايه ده..!» فاشتعلت الصالة بالتصفيق وأعاد سيد سليمان اللحظة الابداعية مرة أخرى ونسى أنه يعزف خلف أم كلثوم، التى لم يجرؤ أحد على أن يخرج عن النوتة الموسيقية خلال العزف، أو حتى يؤدى بشكلٍ غير مُرضٍ لها، إلا أنه خرج عن النوتة، و«جوَّد» فى الصولو الخاص به، وأبدع، وسرق آهات الجمهور، وأدهش أم كلثوم.
 
فى حفلة أخرى، كانت تغنى «الست» أعظم أغنياتها وهى «أنت عمرى»، وبينما تركز مع اللحن، يبدو أن الكلمات تاهت منها بعد غناء مطلع كوبليه «خدنى فى حنانك خدنى»، ونسيت الجملة التى تلى مطلع الكوبلية، وهى «عن الوجود وابعدنى»، وحينها، انتفض سيد سالم وغار على فن أم كلثوم، وذكّرها بكلمات الأغنية.
 
والفنان سيد سالم ولد عام 1920 بأسوان بقرية المنصورية، عندما استمعت أم كلثوم إلى عزفه فى الإذاعة عرضت عليه الانضمام إلى فرقتها وكان ذلك فى عام 1949 وأول اغنية قام بعزفها كانت قصيدة النيل من شعر أحمد شوقى وألحان رياض السنياطى وبدأ تألقه ومهارته فى العزف من خلال هذه الأغنية حيث انفرد بالعزف فى آخر دقائق الأغنية وأبدع فى الأداء مما جعل الجمهور يصفق له ويحييه، واستمر سيد سالم يعمل مع كوكب الشرق من عام 1950 إلى 1973 وتوفى فى فبراير 1995.
 
مرة تانية قام أحد أعضاء فرقتها بشراء بدلة جديدة، فراح للست ياخُد رأيها فى البدلة قالتله بعدم اهتمام «مش بطالة».. الراجل ماقتنعش باللى قالته وحس إنها بتجامله وخلاص، فحب يجيب رجلها فى الكلام أكتر قالها: 
طيب يا ست إنتى مش شايفة إنها واسعة شويتين؟!
قالتله: معلش يا حبيبى خلاص «روح ربنا يضيّقها عليك».. وكانت أم كلثوم أثناء زيارتها، لأحد أعضاء فرقتها الموسيقية بعد أن اشتد به المرض… فقال لها: أنا تعبان أوى يا ست… فردت عليه قائلة: وهى تضع يدها فوق رأسه. أنت بخير.. شد حيلك يا راجل.. بكرة تخف.. وتروح الجنة.
 
وكان لأحد الموسيقيين فى فرقتها عدد من الزوجات المطلقات، يدفع لهنّ نفقات شهرية، وذات يوم زارها وأخذ يشكو لها من فداحة تقدير مصلحة الضرائب لأرباحه، فقالت لهُ: «ما تتظلّم يا أخى، وتقول لهم إنك بتدفع للضراير».
قصة أغنية شوقى التى كتبها لأم كلثوم ولم يسمعها.. روت أم كلثوم فى لقاء إذاعى قديم مع الإعلامى وجدى الحكيم، أن أمير الشعراء أحمد شوقى كتب لها قصيدة لم تنشر فى دواوينه و لم يسمعها حتى وفاته وهى قصيدة «سَلوا كؤوسَ الطِلا:، بعد أن أحيت حفلًا فى منزله، كرمة ابن هانىء على النيل، ليعرض عليها شوقى المال مقابل غنائها، مما جعلها تشعر بالغضب الشديد.
 
ذهب شوقى لبيتها لمصالحتها فى اليوم التالى.. «تانى يوم الحفلة، قالوا لى شوقى بيه تحت، قولتلهم الله إزاى كده؟»، موضحة أنها نزلت إليه لمقابلته، فوجدت أنه يحمل ظرفًا بيده، وشعرت بالغضب مرة أخرى، مشيرة إلى أنها ظنت أنه سيعطيها المال للمرة الثانية، فقال لها شوقى دى حاجة من وحيك»، بعدما هددته بقطع الظرف وهى تظن أن بداخله المال، حيث أخبرها أن ما بداخل الظرف هو قصيدة كتبها لها من وحى ما سمعه منها وهى تغنى، وكانت أغنية سَلوا كؤوسَ الطِلا، التى قدمها لها فى ورقة بخط يده.
 
القدر لم يمهل شوقى -رحل 14 أكتوبر 32 -حتى يسمع الأغنية، لأنها لحنت وغنتها بعد وفاته.
 
علاقتها أيضا امتدت إلى حافظ إبراهيم شاعر النيل وشاعر الشعب رحل 1932 وغنت له قصيدة «مصر تتحدث عن نفسها» عام 1954 على مسرح نادى الجلاء فى حضور الرئيس الأسبق اللواء محمد نجيب ورئيس الوزراء الأسبق جمال عبدالناصر، وفى إحدى السهرات كانت أم كلثوم حاضرة السهرة وأثناء تناول وجبة العشاء كان على يمينها أحمد شوقى وعلى شمالها حافظ إبراهيم وكان الشاعران الكبيران فى لك الوقت قد بدا عليهما الكبر فنظرت إليهما أمكلثوم ولاحظت إن الاتنين ضهرهما يميل إلى الانحناء من تأثير تقدم العمر ، وكعادتها لم تفوت الفرصة فقالت لهما«أنا مش حاسة إنى ماشية بين أكبر شاعرين فى الوطن العربى.. أنا حاسة إنى ماشية بين قوسين».
 
فى إحدى المرات كانت تجلس فى مكتبها تمارس عملها كرئيس لنقابة الموسيقيين – هى أول من وضع لبنة نقابة للموسيقيين فى 11 نوفمبر عام 1942 -ومعاها الموسيقار الكبير محمد القصبجى... وكان مشهورا بأنه بيصبغ شعره دائما، وهما قاعدين دخل عليهم موظف من موظفى النقابة وقالها:
«يا ست فيه ورق مش عارفين نبعته عشان مش لاقيين الختّامة».. التفت الست للقصبجى وقالتله: «وحياتك تقلعله الطربوش يختم بيه الورق».
 
أم كلثوم لمحمد التابعى «حدايق القبة..مش حدايق نفسى».. جمعت أم كلثوم وأمير الصحافة محمد التابعى الذى يعد صاحب مدرسة تحديث الصحافة المصرية، علاقة صداقة قوية، بل كانت هى وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب يذهبان إلى رأس البر ويجتمعون فى غرفة التابعى ويتحدثون فى الكثير من القضايا المطروحة آنذاك على الساحة،
- فى فترة من الفترات كانت الست زعلانة من محمد التابعى، الراجل كان بيحاول يصالحها بكل الطرق وهى مش طايقة تشوف وشه، فى مرة منهم قرر إنه يستناها تخرج من البيت ويفاجئها ويطلب منها تصالحه ، الراجل فضل قاعد قدام الڤيلا بتاعتها وأول ما شافها خارجة جرى عليها عشان يصالحها.. فالست حبّت تخلع منه قالتله نتكلم وقت تانى عشان أنا مش فاضية دلوقتى وعندى مشوار مهم قالها: طيب هو مشوارك فين يا ست؟
قالتله: فى حدايق القبة
قالها: كويس.. خُدينى معاكى فى السكة عشان عايز أتكلم معاكى شوية
فقالتله: يا تابعى بقولك رايحة «مشوار حدايق القبة مش حدايق نفسى»
لينتهى الحوار بينهما والزعل بنوبة من الضحك.
 
مقلب مصطفى أمين.. من المواقف الطريفة التى جمعت كوكب الشرق مع الكاتب الكبير مصطفى أمين، فقد وقع الصحفى الكبير ضحية مقلب أم كلثوم بعد ما سافر بصحبتها إلى أمريكا عام 1953 ودعاها لأحد المطاعم الفاخرة لتناول العشاء، فقررت أم كلثوم اختيار الأطباق الباهظة من القائمة ليجاملها مصطفى أمين ويختار نفس الأطباق. 
أحضر الجرسون الفاتورة التى صدمت مصطفى أمين لكنه لم يكن يريد أن تشمت به كوكب الشرق فقال إن المبلغ بسيط ويمكنه دفعه، وبالفعل أخرج محفظته لكنه تظاهر بأنه لم يجدها
وبين مراقبة أم كلثوم له بسعادة طلب منها الانتظار حتى يذهب للفندق ليحضر النقود لكنها خشيت أن لا يعود، فطلب منها تسديد قيمة الفاتورة لتبلغه أنها لا تملك النقود أيضاً فمازحها قائلا، إن مدير المطعم سيصطحبهما للشرطة ويضعهما بالسجن، فضحكت أم كلثوم بعد أن تخيلت عناوين المانشيتات التى ستتحدث عن القبض عليها ومصطفى أمين بتهمة النصب وعدم سداد فاتورة مطعم. 
 
لكن صاحب أكبر دار أزياء فى واشنطن كان يراقب الموقف وتدخل لإنقاذه خاصة بعدما شاهد أم كلثوم، ومن وقتها ظلت أم كلثوم تردد دائماً نكتة المفلس الذى دعا ضيوفه للعشاء!
مع هيكل.. «لما أشوفك يروح منى الكلام وأنساه».. يتذكر هيكل: عندما سافرت أم كلثوم لأداء العمرة، سألتها عندما عادت: ماذا قلت وأنت واقفة أمام الروضة الشريفة، «قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم»؟ هل همست فى نجواك بإحدى أغنياتك، العابدة الخاشعة، التى تغنينها له وأنت هنا فى القاهرة؟
قالت أم كلثوم: أسكت.. لم أستطع أن أفتح فمى بكلمة واحدة.
 
قلت: أنت! أنت التى تغنين فى مدحه وفى سيرته أروع ما قيل فى مدحه وفى سيرته من قصائد، كالهمزية النبوية، ونهج البردة، وإلى عرفات الله.
 
 
قالت أم كلثوم: نعم.. نعم.. أنا التى أجد نفسى فى مدحه وسيرته، هنا من على البعد، مثل «اللبلب» وجدت نفسى فى رحاب قبره وليس على لسانى كلمة واحدة، وقلت لأم كلثوم ضاحكاً: لم تستطيعى أن تذكرى ولا قصيدة واحدة من أغانيك، قالت أم كلثوم ضاحكة: تذكرت أغنية واحدة.. ولكن بعد أن خرجت، الأغنية التى أقول فيها: «ولما أشوفك يروح منى الكلام وأنساه».
«يا جاموس الفن يا ست...».. - فى إحدى الحفلات وهى بتغنى وملعلة قام راجل من الجمهور وقال بصوت عالى: يا جاموس الفن يا ست
الست غضبت جدًا وتوقفت عن الغناء وقالت بعصبية: إنتَّ بتقول إيه يا راجل إنتَّ؟! وكانت هتنهى الحفلة فعلًا لكن واحد من أعضاء فرقتها الموسيقية قالها وهو بيضحك إن الراجل مش قصده خالص الإساءة وإنه صعيدى ودى لغتهم بينطقوا القاف جيم وإن قصده يقول يا قاموس الفن يا ست.. الست ضحكت وبصت للراجل وقالتله: عندك حق بس فين «العجول».. اللى تفهم !
بق اسماعيل ياسين.. فى مرة اتقابلت مع إسماعيل ياسين صدفة فى صيدلية فى محطة الرمل بالإسكندرية وأول ما شافت إسماعيل خدت بالها إنه كان لسه بيوزن نفسه قالت له: ها يا سمعة وزنك طلع كام كيلو؟
قالها: طلع ٧٨ كيلو
قالتله: مش معقول.. أكيد وزنت نفسك من غير بؤقك
قفشات أم كلثوم مع بليغ حمدى.. أصابت إفيهات أم كلثوم الملحن الكبير بليغ حمدى كثيرا، لكن أكثر طرائفه ما يرويه الشاعر، عبد الوهاب محمد، ففى إحدى المرات، وقت تلحين أغنية «ظلمنا الحُب»، من كلماته وألحان بليغ حمدى، اشترى بليغ وقتها سيارة صغيرة وأخذ صديقه الشاعر، وذهبا إلى الست لتسمع آخر ما توصل لهُ بليغ.
 
وأضاف عبدالوهاب محمد أن أم كلثوم لاحظت بليغ يلعب بميدالية المفاتيح بشكل لافت، وعلى وجهه علامات الابتهاج، فبادرته قائلة: «مالك يا بليغ؟»، قال: «مش أنا اشتريت عربية»، فردّت قائلة: «ألف مبروك، هى فين؟»، فأشار لها قائلاً: «تحت»، قامت أم كلثوم ونظرت على سيارة بليغ من النافذة، لتجد سيارة صغيرة إلى درجة لافتة، فمالت إلى بليغ وقالت: «حلوة يا ابنى، مطلعتهاش معاك ليه...!!»
وعقب نجاح أغنية الحب كله سألت أم كلثوم بليغ: واد يا بليغ أومال إيه الإيقاع الغريب اللى انت عملته فى أغنية الحب كله؟
قال لها: دا إيقاع اسمه الظرافات يا ست و بيبقى ١٣/٨، استخدمه الشيخ سيد درويش زمان مع مقام البياتى بس انا قررت انى استخدمه مع الراست.
 
الست قالت له: «لما تروح البيت قول لوالدتك بتقولك أم كلثوم بخرينى».
 
موقف آخر وبعد غناء الست أغنية «بعيد عنك» وكانت أكثر أغنية معبرة عن قصة حب وفراق الموسيقار الراحل بليغ حمدى والفنانة الراحلة وردة الجزائرية. 
 
وأدركت أم كلثوم بذكائها سر جمال اللحن وإبداع بليغ وسمعت ما تردد عن قصة حبه لوردة.. فقالت له «انت عاملنى كوبرى ياواد عشان توصل الرسالة لحبيبتك».
 
مع سيد مكاوى.. اشتهر سيد مكاوى وكوكب الشرق أم كلثوم بخفة دم غير عادية وإلقاء نكات تلقائية تصيب من حولهما بهستيريا ضحك، وأشهر ما رواه عنها الفنان سيد مكاوى، عن خفة دمها، حيث قال: أثناء قيامه بتلحين أغنية «يا مسهرنى»، طلبت منه تعديل إحدى الجمل الموسيقية، فرد عليها.. أما نشوف يا ست.. ولاحقته.. وهى تهز رأسها.. يبقى عمرك ما هتعدلها يا سيد.. وضحك سيد مكاوى، وكاد أن يغشى عليه من كثرة الضحك.
 
كانت أم كلثوم تربطها علاقة صداقة مع الشيخ سيد قبل أن يتعاونا فنيا، حيث يعتبر أول تعاون بينهم أغنية «يامسهرنى» ، وذات مرة أثناء البروفات تأخر الشيخ سيد فاعتذر للست مبررا سبب تأخيره: «كنت جاى سايق فى الإشارات». 
 
وذكرت السفيرة إيناس مكاوى، كريمة الموسيقار الراحل سيد مكاوى، إن أغنية «يا مسهرنى» التى قدمتها كوكب الشرق أم كلثوم فى 1972 لم تكن اللقاء الأول بينها ووالدها، وقالت خلال لقاء تليفزيونى أن أم كلثوم هاتفت والدها حتى يلحن لها أغنية «أنساك» التى قدمتها فى 1962، فقام بتلحين المقدمة ثم سألها هاخد كام على اللحن ده، قالت له: «يكفيك فخرًا أنك هتلحن لأم كلثوم»، قال لها لا مش هيكفينى لأن البقال اللى تحت بيتنا مش هيكفيه فخرًا أنى أشترى منه».
 
 
وذات مرة كانت أم كلثوم تهبط السلالم مع الشيخ سيد وفجأة أحس أن خطوتها اختلت فقالها «فيه إيه «قالت له» النور قطع» قال لها «طيب سيبينى أنا أسندك بقى».
 
سر غضب حليم وقفشة أم كلثوم.. فى أحد الأيام دعاها الكاتب الساخر، جليل البندارى، كى تشدو بإحدى أغنياتها بمناسبة عيد ميلاده، وكان يقيم فى عمارة تواجه حديقة الحيوان بالجيزة، حيث كان مدخل الوصول إلى شقته طويلا، وجعل من هذا المدخل متحفا خاصا به، ولنجوم الفن، والأدب، والغناء، فقد ملأ الأرفف الرخامية بأنواع من الحيوانات المصنوعة من الخزف، والفرو، والخشب، ووضع فوق كل منها لوحة خطية تشير إلى أحد نجوم المجتمع، والمشاهير.
 
بداية بعبدالحليم حافظ (الحمار الوحشى المخطط)، ومحمد عبدالوهاب (الأسد)، وحسام الدين مصطفى (القرد)، ومحمد الكحلاوى (الديك)، وفريد الأطرش (الضفدع)، وكمال الطويل (الجمل)، وأم كلثوم (الكروان)، وصلاح جاهين (الحوت)، وهند رستم (سمكة القرش).
 
وأثناء حضور حشد كبير من أهل الفن، والأدب، والذين علت وجوههم الدهشة، من تصرف الكاتب جليل البندارى، إلا أن عبدالحليم حافظ وما إن وقعت عيناه على اسمه موضوعا فوق الحمار الوحشى، أخذ يسأله فى غضب، وضجر، ما معنى هذا يا أستاذ جليل؟ وقبل أن ينطق البندارى بكلمة واحدة، لاحقته أم كلثوم قائلة: وهى تبتسم.. معناه.. إن سيماهم فى وجوههم يا سى عبدالحليم، وانفجر الجميع فى الضحك حتى دمعت عيون البعض، وعلت حمرة الخجل وجه حليم، وهم بالانصراف، معلنا غضبه، فما كان من أم كلثوم إلا أن أمسكت به من ذراعه وقالت: خلاص متزعلش كده.. تعالى بقى نهق لنا شوية، لم يتمالك حليم نفسه، وسقط على الأرض من كثرة الضحك، وسط تصفيق، وقهقهات الجميع.
 
جار ثومة.. كان لأم كلثوم جار ثقيل الظل، بارع فى فرض نفسه عليها، لدرجة أنه طلب منها فى إحدى المرات أن يرتشف معها قهوة الصباح، وأخرى ليحتسى شاى الخامسة مساءً، وذات يوم وبينما كان يؤانسها بطلعته البهية، إذا بمجموعة من الضيوف تصل إلى المنزل، وتبدأ ثومة فى تعريف جميع الأطراف بعضهم ببعض، أستاذ فُلان، أستاذ علان، وحين جاء الدور عليه، قالت أم كلثوم على هذا الجار مازحة: «ده بقى جَرثومة «-أى جار ثومة-
 
ام كلثوم
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة