علا رضوان

الدراما والأدب بين «عتبات البهجة» و«إمبراطورية ميم»

الثلاثاء، 27 فبراير 2024 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مفاجأة سارة فى الموسم الرمضانى الوشيك ألا وهى وجود عملين مأخوذين عن أصل أدبى أحدهما مسلسل «إمبراطورية ميم» عن قصة قصيرة للكاتب العظيم إحسان عبدالقدوس، والآخر «عتبات البهجة» عن رواية الكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد، والعملان للمنتجين الكبيرين جمال العدل وتامر مرتضى، تحت المظلة الأم «الشركة المتحدة».
 
علاقة الأدب بالدراما التليفزيونية طويلة وممتدة بعمر الصنعة الدرامية، التى انطلقت مع بدايات ماسبيرو بمسلسل «هارب من الأيام» الأول مصريا وعربيا سنة 1962، وكان مأخوذا عن رواية للكاتب الكبير ثروت أباظة بالعنوان نفسه، وسيناريو وحوار فيصل ندا وإخراج نور الدمرداش.
 
تبقى الإشكالية التاريخية.. هل لزاما على السيناريست أن يلتزم بالنص الأدبى أم أن له مطلق الحرية فى التحرك داخل فضاء القصة كما يحلو له؟ تقول الروائية الإيطالية إيلينا فيرانتى: إن العمل الأدبى بمجرد انتهائه والصدور فى كتاب لا يصبح ملك كاتبه، إنما يصبح ملك قارئه، وعلى نهج فيرانتى أقول: إن العمل الأدبى بمجرد أن يتحول لدراما يصبح ملك مشاهده لا صناعه.
 
من حسن الحظ أن لدينا تجربة سابقة مع عمل من إحدى التجربتين الجديدتين، حيث تم تناول قصة إحسان عبدالقدوس «إمبراطورية ميم» التى لا تتجاوز 15 صفحة، ونشرت عام 1964 ضمن المجموعة القصصية «بنت السلطان»، فى عمل سينمائى عظيم كتب له السيناريو والحوار العظيم نجيب محفوظ، وأخرجه العظيم حسين كمال، وقامت ببطولته العظيمة فاتن حمامة. لم يلتزم محفوظ بما جاء فى قصة إحسان، بل جعل بطلها امرأة لديها ربع دستة من البنات ومثلها من البنين، بينما فى القصة الأصلية البطل رجل لديه نصف دستة من الذكور، فيعود بنا السيناريست محمد سليمان عبدالمالك للقصة الأصلية، فالبطل رجل لديه 6 أولاد، ويلعب دوره النجم خالد النبوى بمشاركة كثيرين منهم النجم الصاعد نور النبوى.
 
تدور القصة عن أب يتمرد أولاده عليه، ويرغبون فى تنظيم انتخابات لاختيار حاكم الأسرة، وتحت الضغط يوافق الأب ويفاجأ بأنهم اختاروه، دليلا على حبهم له. تحد كبير يواجهه صاحب المعالجة التليفزيونية، محمد سليمان عبدالمالك، يقابله نجيب محفوظ، وكذلك بالنسبة للمخرج محمد سلامة مقابل حسين كمال. أما مسلسل «عتبات البهجة» المأخوذ عن رواية إبراهيم عبدالمجيد بالاسم نفسه، والصادرة عام 2005، فيكشف برومو العمل عن اختلافات كبيرة بين الرواية والمسلسل، فالأخير يدور حول شخصية رئيسية واحدة، بهجت الأنصارى، يجسده الفنان يحيى الفخرانى، بينما تدور الرواية حول شخصيتين أساسيتين الصديقين أحمد وحسن، ويعملان بالقطاع العام الحكومى وهما فى الخمسين من العمر، فيما تقدم الدراما بهجت باعتباره جدا فى السبعين.
 
زمن الرواية يدور قبل سنوات، حيث يستخدم البطلان الكمبيوتر القديم بشكله التقليدى الكبير، بينما بطل المسلسل يعمل صانع محتوى ويستخدم لابتوب حديث فى تقديم برنامج باسم «عتبات البهجة» على يوتيوب. من الواضح أن هناك استلهاما لروح النص فقط، بينما قطار التغيير فى الأحداث يجرى على سكة درامية معاصرة، وضع قضبانها السيناريست الكبير مدحت العدل، والمخرج الكبير مجدى أبوعميرة، ويقود قاطرتها نجم من الدرجة الأولى.
تظل العلاقة بين الأدب والدراما وطيدة وراسخة، يمنح فيها الأدب بكل سخاء روحه للدراما، بينما تهبه الدراما حياة تسير على قدمين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة