فيلا ديليسبس.. تاريخ أهم ممر ملاحى حول العالم.. متحف قناة السويس بالإسماعيلية يستعد لاستقبال الزوار.. يضم 99 قاعة و114 بابا و175 نافذة و303 أعمدة.. ويضم مقتنيات وتمثال ومكتب ديليسبس وعربات قطارات أثرية.. صور

الإثنين، 19 فبراير 2024 06:00 م

أقدم المباني التاريخية القديمة

الإسماعيلية – السيد فلاح

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من "فيلا ديليسبس" إلى واحد من أعرق المتاحف البحرية في العالم، يستعد متحف قناة السويس لاستقبال الزوار، لتعريفهم على تاريخ القناة، وتفقُّد المقتنيات التاريخية العالمية التي يحتويها من مقتنيات ديليسبس إلى "الإمبراطورة أوجيني" وأقدم عربات قطار في العالم، والنسخة الأصلية لكتاب وصف مصر، بالإضافة إلي تمثال ديليسبس بعد نقله من محافظة بورسعيد.

الشركة القائمة على أعمال التطوير انتهت من وضع اللمسات النهائية على المبنى، تمهيدًا لافتتاحه رسميا كأحد أبرز المعالم الأثرية المصرية التي يستهدف جذب الزوار من أنحاء العالم لمطالعة تاريخ أحد أهم الممرات الملاحية في العالم.

المتحف الذي يقام على مساحة 10 آلاف متر مسطح، يحكي تاريخ قناة السويس منذ نشأتها حتى افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي قناة السويس الجديدة عام 2015، حيث يحتوي على قطع تاريخية مثيرة لاهتمام الزوار، من بينها النسخة الأصلية لكتاب وصف مصر، ومقتنيات المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس وتمثاله، بالإضافة إلى نسخة من فستان الإمبراطورة أوجيني.

عندما يتفقد الجمهور المتحف سيجد مركبًا أثريًا خشبيًا وعربات ملكية جرى استخدامها في أول افتتاح لقناة السويس، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات المستخدمة في حفر القناة، على غرار المطارق والمقصات وأسنان أول حفارات وأدوات الحفر القديمة، وتم وضع تمثال ديليسبس في بهو المتحف.

سيكون الزوار على موعد مع معايشة الواقع الذي حصل خلاله حفر الممر الملاحي المهم عالميًا، بالإضافة إلى وثائق خاصة بالقناة والمجري الملاحي، فضلاً عن عربيتي قطار من أقدم عربات القطارات في العالم، الأولى مصنوعة من الخشب ويرجع عمرها لعام 1892م، والثانية ترجع لعام 1912م.

بالعودة إلى البداية، ترجع فكرة إنشاء متحف قناة السويس إلى جان بول كالون، رئيس الجمعية الفرنسية لأصدقاء قناة السويس، عندما جرى التفكير في محاولة إحياء مبنى قناة السويس القديم، وهو من أقدم المباني التاريخية القديمة، ويتبع هيئة الآثار منذ العام 2004، وتم إنشائه على طراز معمارى إسلامى أوروبى عام 1862م.

في ذلك العام أقام المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس مقر إقامة له في مدينة الإسماعيلية، وهو المبنى المعروف حاليًا باسم "فيلا ديليسبس"، بجوار المبنى الإداري الخاص بشركة قناة السويس العالمية.

وخلال السنوات الأخيرة من عهد الرئيس الأسبق، حسني مبارك، جرى تحويل المبنى إلى مقر لأمانة "الحزب الوطني الديمقراطي" بمحافظة الإسماعيلية، وبعد عام 2011 وحل الحزب، أُغلق المبنى، إلى أن قررت هيئة قناة السويس، بالتعاون مع جمعية "أصدقاء ديليسبس"، إعادة تأهيله مرة أخرى، ليكون متحفًا عالميًا، على مساحة عشرة آلاف متر مسطح تمثل مساحة المباني المشغولة منها 5500 متر مسطح وبدروم بمساحة 1200 متر مسطح، ويضم 99 قاعة و114 بابا و175 نافذة و303 أعمدة خشبية بتكلفة تقارب 200 مليون جنيه، حيث وُضع حجر الأساس للمتحف العالمي الجديد عام 2013، وجمع كافة المقتنيات منذ افتتاح قناة السويس حتى افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي القناة الجديدة.

وقامت الشركة المنفذة لأعمال الترميم بإنشاءات وصيانة لأول مبنى إداري لقناة السويس وإعادته إلى عهده عقب الافتتاح التاريخي لقناة السويس عام 1869، حتى يكون متحفًا عالميًا يحكى تاريخ قناة السويس، بالإضافة إلى إدراج استراحة فرديناند ديليسبس داخل المتحف، وإنشاء جدارية تذكارية لتاريخ القناة.

المشروع اشتمل أيضًا على شبكة أنفاق داخلية ممتدة خارج نطاق المتحف، بالتوازي مع ترميم الأعمال الخشبية، من خلال إعادتها إلى لونها الأصلي للأخشاب ودهانات الحوائط الذي أنشئ بها المبنى، وإزالة قواطيع الأخشاب المستحدثة.

يثبت المتحف أن قناة السويس فكرة مصرية خالصة منذ آلاف السنين مرورًا بالقنوات التي جرى إنشاؤها وصولاً إلى إنشاء قناة السويس الجديدة عام 2015 في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو ما يضيف قيمة سياحية للممر الملاحي والاقتصاد الوطني.

تنفيذ المتحف خضع لتقسيمات إنشائية، من خلال 7 محاور رئيسية تحكي تاريخ القناة، بدءًا من الموقع الجغرافي والممر الملاحي الدولي والحفر البدائي والسخرة وعصر الميكنة والتكنولوجيا والافتتاح الأول لقناة السويس والتنمية العمرانية التي سببتها القناة وإنشاء محافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس، وازدواج القناة ومشروعات التطوير الحالية، بالإضافة إلي قاعة خاصة بقرار التأميم، تحتوي على بعض الوثائق والمقتنيات الخاصة بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وعدة تحف نادرة.

كما يحتوي المتحف على مقتنيات تاريخية مهمة، من بينها تمثال ديليسبس ومركب أثري خشبي وعربات ملكية استخدمت في أول افتتاح لقناة السويس بحضور الملكة أوجيني، والصالون الذي جلست عليه، وهو طقم "أنتريه" يتكون من عدد من الكراسي والكنب، كان الخديوي إسماعيل أعده ليستقبل فيه الإمبراطورة أوجيني أثناء حضورها حفل افتتاح قناة السويس، ثم آلت ملكية هذا الطقم لاحقا لأبناء الخديوي، بالإضافة إلى المقتنيات التي استخدمت في الحفر.

ليس هذا فحسب، بل يضم المتحف، عربات قطارات أثرية يعود تاريخها إلى حقبة حفر قناة السويس، من أجل تأريخ فترة مهمة من عمر مصر تتعلق بكونها ثاني دولة في تاريخ العالم شهدت دخول خدمة القطارات بعد بريطانيا، بالإضافة إلى تمثال فرديناند ديليسبس الضخم، الذي قامت بنقله الشركة المنفذة للمشروع في عملية نقل تعد الأضخم من نوعها، من محافظة بورسعيد إلى محافظة الإسماعيلية.

وشملت أعمال التطوير ضم شاليه ديلسبس للمتحف بعد ترميمه، حيث يضم مقتنيات ديليسبس كاملة ومقتنيات زوجته من مكتبه الخاص إلى سريره وأدواته الشخصية وأدوات زوجته وبعض الملابس، بالإضافة إلي كتاب "وصف مصر"، الذي يحمل بين طياته تاريخ الحضارة والثقافة بتحليل وعمق، واشترك في تصنيفه نحو 150 عالمًا فرنسيًا، وأكثر من ألفى فنان وتقني.