سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 13فبراير 1968.. جائزة الدولة التقديرية لأم كلثوم بتدخل من عبدالناصر شخصيا بعد رفض ترشيحها تسع سنوات بحجة أنها «مؤدية وليست مؤلفة»

الثلاثاء، 13 فبراير 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 13فبراير 1968.. جائزة الدولة التقديرية لأم كلثوم بتدخل من عبدالناصر شخصيا بعد رفض ترشيحها تسع سنوات بحجة أنها «مؤدية وليست مؤلفة» أم كلثوم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تسع سنوات كاملة احتاجتها سيدة الغناء العربى أم كلثوم لتحصل على جائزة الدولة التقديرية، بموافقة المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم فى اجتماعه يوم 13 فبراير، مثل هذا اليوم، 1968، وفقا للخبر المنشور فى الصفحة الأولى بالأهرام يوم 14 فبراير.
 
يذكر الخبر، أن المجلس الأعلى للفنون وافق على منح السيدة أم كلثوم إبراهيم جائزة الدولة التقديرية فى الفنون الجميلة، وتضمن القرار أن من أسباب منح الجائزة لأم كلثوم أنها أدت إلى الدولة فى جميع المناسبات القومية صورة عن تفاعل الفن وتجاربه مع الأحداث الكبيرة، وأنها أشاعت التذوق الجمالى عن طريق اللحن والنغم بصوتها الفريد.
 
بدأت قصة ترشيح أم كلثوم لهذه الجائزة من عام 1959، حسبما يذكر الكاتب سعد الدين وهبة فى كتابه «أم كلثوم»، وبالرغم من مكانتها وتربعها على عرش الغناء، فإن ترشيحها شهد معارضة أدت إلى عرقلة حصولها على الجائزة، واستمر الأمر تسع سنوات كاملة، حتى تدخل الرئيس جمال عبدالناصر.
 
يكشف سعد الدين وهبة القصة كاملة، قائلا: «فى عام 1959 رشحتها اللجنة الموسيقية العليا لجائزة الدولة، وقالت فى مبررات الترشيح: إنها تقوم بأعمال فنية ممتازة من حيث التوجيه الفنى والأداء الذى انفردت به، بما يضفى عليه قوة فى التعبير والابتكار ويجعل من تصرفها فيه لونا من التأليف بالغ الأثر فى استكمال التأليف الأصلى، وقد رفعت أم كلثوم المستوى الفنى وساهمت بأكبر نصيب فى نهضة الموسيقى العربية وتطويرها مع المحافظة على طابعها، مؤدية بذلك الخدمة الكبرى للقومية العربية عامة، وبلادها خاصة، وهى إذ تقوم بأداء هذه الرسالة الكريمة منذ حقبة طويلة من الزمن، جاهدة فى نشرها وعرضها وتنفيذها، فإنها قد نجحت النجاح الأوفى الذى يجعلها جديرة بأن تتوج جهودها بهذا التقدير السامى».
 
رغم المبررات التى طرحتها «اللجنة الموسيقية العليا» لترشيح أم كلثوم، فإنها لم تكن مقبولة من اللجنة الخاصة التى تراجع الترشيحات داخل المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية برئاسة الدكتور حسين فوزى، وفقا لتأكيد «وهبة»، مضيفا: «رفضت منح أم كلثوم الجائزة لأنها مؤدية وليست مؤلفة»، ويعلق «وهبة»: «يبدو أن هذا الرأى كان معروفا ومتداولا مقدما، ولذلك كانت اللجنة الموسيقية العليا حريصة فى تقريرها على أن تثبت أن أداء أم كلثوم يجعل من تصرفها لونا من التأليف بالغ الأثر فى استكمال التأليف الأصلى».
 
يرد الكاتب والناقد الفنى كمال النجمى فى مقال بمجلة الكواكب، عدد 864، يوم 20 فبراير 1968، على الرأى الذى يعتبر أم كلثوم «مؤدية»، وظل يعطل منحها الجائزة طوال تسع سنوات، قائلا: «إذا كان هذا الرأى صحيحا عند تقييم مطرب أو مطربة، فإنه لا يكون صحيحا عند التعرف العادل على الأبعاد الفنية لأم كلثوم صوتا وفنا، أم كلثوم من فلتات الغناء العربى فى عصرنا، وفى كل العصور، فلا يجوز أن يقام لها من الموازين الفنية ما يقام لمطربات ومطربين تتكرر نسخ منهم جيلا بعد جيل، وقد أسهم صوت أم كلثوم إسهاما جوهريا فى خلق أسلوب التلحين العربى الحديث المتطور وتحديد مساره، وأتاح للملحنين أن يجوبوا آفاقا باهرة ما كانت تخطر لهم على بال لولا وجود هذا الصوت، الذى حملهم وما زال يحملهم إلى تلك الآفاق». 
 
يكشف «وهبة»، أنه تم تعديل الموقف بعد تدخل من الرئيس جمال عبدالناصر شخصيا، الذى اندهش بشدة مما سمعه عن رأى المسؤولين عن الموسيقى فى المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، ويذكر أن اللجنة اجتمعت فى عام 1968 برئاسة توفيق الحكيم، وقالت فى تقريرها: «قدمت أم كلثوم إلى الدولة فى جميع المناسبات القومية صورة من تفاعل الفن وتجاوبه مع الأحداث الكبيرة، وأشاعت التذوق الجمالى عن طريق اللحن والنغم بصوتها الفريد، الأمر الذى فرض نفسه فنيا على جميع المستويات المحلية والعربية، فاستطاعت أن تضيف إلى التاريخ الفنى مدرسة تعتمد على صفات لها قيمة استمرار التراث الفنى، وفى الوقت نفسه بعيدة عن التجمد، مما أعطاها التطوير الحى المستمر».
 
يعلق وهبة على التقرير الجديد، قائلا: «واضح من تقرير لجنة توفيق الحكيم أنها تحاول أن تعتمد فى قرارها لاستحقاق أم كلثوم جائزة الدولة التقديرية، على أسباب سياسية وثقافية وليست فنية، فهى تتجاوب مع «الأحداث القومية»، وهى «تشيع التذوق الجمالى»، وهى «تضيف إلى التاريخ الفنى مدرسة تعتمد على صفات لها قيمة استمرار التراث الفنى، بعيدة عن التجمد».
ويعلق كمال النجمى: «تدل الجائزة على أننا فهمنا أخيرا الفن الغنائى الكلثومى، وقدرناه حق قدره، وأدركنا أصالته التى تنشئ وتبدع ولا تعيش على إبداع يأتى إليها من خارجها».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة