عيش جولة زى سياح العالم.. استمتع بمتعة الفن اليدوى لصناعة التماثيل والتحف الفرعونية غرب الأقصر.. أبرزها لوحات بالحفر الغائر والبارز للمحكمة الفرعونية وانتصارات الملوك وتماثيل إيزيس وأخناتون وتوت عنخ آمون.. صور

الجمعة، 26 يناير 2024 04:00 م

الفن اليدوى لصناعة التماثيل والتحف الفرعونية غرب الأقصر

الأقصر – أحمد مرعى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حرفة لم ولن تندثر لانتشار المعلمين والتلاميذ فى كافة أرجاء غرب الأقصر، وهى حرفة صناعة التحف الفرعونية المقلدة لتقدم هدايا للسائحين من حول العالم، حيث رصد "اليوم السابع" جولة مميزة بين التحف الفرعونية المصنوعة يدويًا داخل مصانع الألباستر المنتشرة فى البر الغربى بمحافظة الأقصر، والتى يتوافد على شراؤها سياح العالم بصورة يومية عقب زيارتهم للمعالم الأثرية، وذلك للاستمتاع بها فى منازلهم وتقديمها هدايا لأصدقائهم لدى عودتهم لبلادهم بعد الأجازة الشتوية السعيدة فى مصر.

ورافق "اليوم السابع" خلال الجولة الحاج أحمد أبو عيش أحد رجال صناعة التحف المقلدة بمدينة القرنة، أن المنحوتات اليدوية يتم العمل فيها منذ آلاف السنين وورثها الجيل الحالى عن أجدادهم ومن قبلهم الفراعنة الأمهر فى تلك الصناعة، موضحًا أن المنحوتات واللوحات التى تصنع عبارة عن نوعين، الأول بارز والثانى غائر والتى يتفنن فيها الصنايعية، وتوجد لوحات صلوات أخناتون ولوحات العازفات، ولوحة المحكمة التى يقدم فيها المذنب للآلهة ويطبق عليه الحكم عند المصريين القدماء، موضحًا أنه بجانب اللوحات المميزة يتم عمل تماثيل صغيرة مميزة من الأوشابتى التى يتم وضعها داخل المقابر الفرعونية بأعداد أيام السنة الميلادية من 365 لـ366 تمثال حسب السنة، فهم أول من حددوا أيام السنة، وكذلك الجعران بأحجامه المختلفة ويمثل الحظ السعيد بالنسبة لهم وكانت تتواجد بصورة كبيرة فى حياتهم اليومية ومقابرهم.

وأضاف الحاج أحمد أبو عيش، أنه توجد تماثيل يتم تصنيعها يدويًا يطلق عليها "اللابس" و"الملكاى" وهى تصنع يدويًا وكان يتم استخدامه من المصريين القدماء لعمل تاج الفرعون وتستخدم كأسوار وعقود لسيدات الفراعنة، بجانب تصنيع أوان كانوبية كالتى يتم حفظ الأحشاء بها وقت التحنيط للموتى فى عصور القدماء، وبالنسبة للألباستر فهو عبارة عن مصنوعات وتحف يدوية من 3 ألوان وهى البنى وهو اللون الطبيعى فى الحجر والتى تضيئ فى الأنوار بصورة بديعة، وكذلك اللون الأبيض واللون الأخضر وجميعها تصنع يدويًا، كما يوجد ألباستر يتم تصنيعه بالماكينات الحديثة ويكون أثقل فى اليد خلال حملة وتوجد منه فازات أونيكس تستورد من باكستان ويصنع فى مصر.

أما بالنسبة للتماثيل المصنوعة من أحجار البازلت، فتضم مصانع التحف غرب الأقصر تماثيل القط الفرعونى المميز وأنوبيس ورأس توت عنخ آمون ورأس نفرتيتى والمومياوات المختلفة التى يتم العثور عليها فى وادى الملوك، تمساح لإله النيل، وحورس الذى يرمز للحرية، والبابون القرود التى كان يعشقها القدماء، وإيزيس إلهة الحب والحماية، والأهرامات بأشكال وأحجام مختلفة، وتماثيل متنوعة لكافة الملوك والملكات على مدار الأسرات المصرية القديمة، بجانب عمل توابيت بأحجام مختلفة لتكون عبارة عن مكان للحفظ والتخزين للأدوات الشخصية بشكل وطراز فرعونى بديع للسائحين.

ومما يؤكد على عدم اندثار تلك الحرفة والمهنة بين شباب الأقصر، فيقوم من جانبه الدكتور سيد المطعنى شيخ النحاتين بالبر الغربى، والذى يعد أحد أقدم وأمهر نجوم فن النحت للتحف الفرعونية المقلدة على مدار السنوات الماضية بمدينة القرنة، بتعليم صناعة التحف الفرعونية المقلدة لعدد من تلاميذه من أقاربه وأبناء بلدته ليرثوا من خلفه ذلك الفن النادر فى الجنوب، وبدأ مجموعة من الشباب تعلم تلك الحرفة المميزة على يد أحد كبار ورثة الفن الذى لا يزال يعمل ليل نهار لإنتاج السحر الخاص به وهى التحف الفرعونية المقلدة والمصنوعة من الألباستر.

وعن تلك الحرفة يؤكد شيخ النحاتين سيد المطعنى، أنه يعتبر فن صناعة التحف المقلدة والتماثيل من حجارة جبل القرنة من الفنون الجميلة التى يشتهر ويتميز بها أهل غربى الأقصر، فقديمًا فى عصور ملوك الفراعنة تم استخدام الألباستر فى صناعة الأوانى التى تقدم فيها المشروبات قربانًا للألهة فى المعابد القديمة، وفى الحياة اليومية بالمنازل كانت تصنع منه أوانى العطور والزيوت، فهو فن حقيقى لا يقل قيمة عن فن الخزف أو النحت، ويحتاج إلى مجهود أكبر من باقى الفنون المشابهة له، حيث أنه يكون عبارة عن حجارة يتم العمل على تشكيلها بصورة مرهقة للغاية، فحجر الألباستر يختلف بألوانه من "الأبيض والوردى والبيج والبنى والرمادى والأسود والأخضر"، ولكل حجر استخدامه للفنان الذى يصنعه.