شيريهان المنيرى

"غزة" تنسف حصون إسرائيل الرقمية

الخميس، 11 يناير 2024 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ضحايا ومصابون يسقطون يومًا تلو الآخر، على مدار ما يقرب من 97 يوما، على مرأى ومسمع من العالم أجمع، جراء الجرائم الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني، ذلك الشعب الصامد لعقود في وجه الاحتلال دون خوف كشفت عن وجه الاحتلال الحقيقي الذي حاولت لسنوات تجميله.
 
لقد ظل الإعلام الإسرائيلي بكل روافده هو خط دفاع تل أبيب الأول، فهي عملت جاهدة على استغلاله لتحسين صورتها الذهنية أمام الرأي العام العالمي، مُدعية مظلومية وحقوقا ضائعة لها، في محاولة دائمة لترويج صورة أن شعبها وجنودها هم ضحية القضية الفلسطينية وليس العكس.
 
ولا يُنكر باحث أو متابع في المجال الإعلامي والسياسي النجاح الإسرائيلي في هذا المجال، فقد اعتمدت الدعاية والتضليل الإعلامي كأدوات بارزة في تحقيق أهدافها وسياساتها الخارجية، وهو ما اعترف به أول رئيس وزراء لها، دافيد بن جوريون، بحسب كتب مُتخصصة، عندما قال "لقد أقام الإعلام دولتنا.. واستطاع أن يتحرك للحصول على مشروعيتها الدولية".
 
ومع تطور التكنولوجيا الحديثة وانتقالنا إلى العصر الرقمي وما ترتب عليه من أدوات إعلامية واتصالية رقمية؛ طورت إسرائيل من أدواتها الإعلامية سريعًا لتتناسب مع طبيعة العصر الجديد، وتحقيق أقصى استفادة من تلك الأدوات الحديثة التي تساعدها على الترويج لرسائلها السياسية بشكل أيسر وأسرع يُمكنه الانتقال الجغرافي العابر للحدود، واعتمدت بذلك مُبكرًا أدوات الدبلوماسية العامة الرقمية لتنشُر رؤية سياساتها الخارجية في أنحاء العالم. 
 
كما ظهرت عدة صفحات وشخصيات إسرائيلية رسمية أو غير رسمية عبر منصات السوشيال ميديا، مُكتسبة شهرة واسعة في فترة قصيرة، وبلغات مُتعددة، منها العربية والإنجليزية إلى جانب العبرية، وربما هذا ما ساعد على شهرة هذه الحسابات وتحقيقها لأهداف الحكومة الإسرائيلية.
 
ولعل "أفيخاي آدرعي: والذي يُعرف نفسه بالمتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، هو الأبرز في الاشتباك مع العرب عبر موقعي فيسبوك و"X" تويتر سابقًا، فهو بالفعل نشط جدًا سواء في نشر المنشورات أو التفاعل بشكل عام مع الأحداث والقضايا المختلفة التي تقع في دائرة اهتمام الاحتلال. والأمر ذاته بالنسبة للإعلامي الإسرائيلي، إيدي كوهين، والذي اشتهر ببثّ الشائعات وإثارة الجدل. بالإضافة إلى صفحات رسمية مثل صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية"، فهي تابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، وقد عملت جاهدة منذ نشأتها على تحسين صورة إسرائيل الذهنية أمام العرب، مع محاولات مستمرة على الاقناع بأحقية الوجود الإسرائيلي.
 
ولكن على الرغم من كل هذه الخطوات وغيرها وقيام إسرائيل على الإعلام بشهادة واحد من أبرز مسؤوليها، جاءت أزمة غزة الجارية لتنسف إسرائيل المُتمثلة في اعلامها، بعد أن رُدتّ الأدوات الإعلامية ذاتها في صدرها، فقد كشفت وسائل الإعلام الحديثة وبالأخص السوشيال ميديا حقيقة الوجه الإسرائيلي القبيح، من خلال آلاف من الصور ومقاطع الفيديو التي جابت العالم كله، كاشفة عن حقيقة الجاني والضحية، ما دفع شعوب العالم للالتفاف حول القضية الفلسطينية ودعمها ومطالبة القادة والحُكام لصون حق الشعب الفلسطيني وإيقاف ما يتعرض لها من إبادة جماعية بغزة. وبذلك نجحت أزمة غزة في نسف جهود سنوات من دبلوماسية إسرائيل الرقمية التي حاولت بها كسب تأييد عالمي من خلال تضليل إعلامي مستمر.
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة