سفرية إلى لندن كانت كلمة السر.. لماذا سمى حزب الوفد بهذا الاسم؟

حزب الوفد من أعرق الأحزاب السياسية الشاهدة على تاريخ مصر، فعمر هذا الحزب يتجاوز قرابة 105 أعوام، ظل موقفه الوطني ثابت ولم يتغير بمرور التغيرات التي طرأت على المشهد السياسي، ليشكل منذ نشأته في عام 1919 علامة فارقة في مواجهة الاحتلال الإنجليزي على مصر، فكان عاملًا هامًا في جلاء الإنجليز عن مصر بعد تاريخ عظيم من الفداء والكفاح الثوري.

ويأتي السؤال لماذا سمي حزب الوفد بهذا الاسم، فهو من الأحزاب التي تأسست فى أعقاب نضال المصريين ضد الإنجليز، وجاءت فكرته وسبب تسميته بذلك جاء عندما  قرر سعد زغلول عام 1918 تشكيل وفد مصري للسفر إلى لندن للتفاوض مع الحكومة البريطانية حول جلاء القوات الإنجليزية، وبالفعل نجح "زغلول" في تشكيل الحزب الذى كان مكون من كل من عبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وأحمد لطفي السيد وآخرين، وأطلقوا على أنفسهم «الوفد المصري».

ونجح هذا الوفد في جمع توقيعات ليتثبتوا تمثيلهم نيابة عن الشعب المصري من أجل رفض مطالب المصريين وقتها الرافضة لمطامع الاحتلال وبقائه على أرض الوطن، من خلال استخدام الطرق السلمية المشروعة، تطبيقاً لمبادئ الحرية والعدل التي تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى حينها، ومن هنا جاءت فكرة تسمية حزب الوفد نسبة لهذا الوفد الذى قرر أن يرفع مطالب أمة بأكملها أمام العالم أجمع، وكان نواة للحراك الثوري في أصعب وأدق اللحظات في عمر هذا الوطن.

وبعد اعتقال سعد زغلول ونفيه إلى مالطا هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس 1919 م انفجرت ثورة 1919 في مصر، والتي كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول والتمكين لحزب الوفد، وبقي الوفد الذي هو حزب الأغلبية، يتولى الوزارة معظم الوقت في مصر منذ عام 1924 وحتى عام 1952.

وظل الوفد محرك قوي للأحداث السياسية في مصر، حتى اندلعت ثورة 1923، وقد تولى العديد من الشخصيات السياسية البارزة رئاسة الحزب وكان من بينهم مصطفي النحاس، وفؤاد سراج الدين، ومن أهم الوفديين الذين تولى رئاسة الوزراء كان عبد الخالق ثروت، ومصطفى النحاس الذي تولى مرات عديدة رئاسة الوزارة قبل قيام ثورة يوليو 1952.