هل يمكن لـ الذكاء الاصطناعى إلغاء وظيفة المحرر الأدبى؟.. سؤال ربما يشغل البعض من العاملين فى مجال صناعة النشر والإبداع الأدبى فظ تطور الذكاء الاصطناعى، وتدخله فى عالم النشر.
الكاتب والسيناريست أحمد مراد، أجاب على هذا السؤال خلال تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، وأشار إلى أن هناك شخص يدعى جون تروي، قام بصنع برنامج لقراءة السيناريوهات أو النصوص بشكل عام، يخبرك بنقاط القوة والضعف فى هذا النص.
ورأى أحمد مراد أن مثل هذه البرامج مع التطور التكنولوجي قد تنتشر بشكل أكبر ويلجأ لها الراغبون، كنوع من الاعتماد عليها فى إعادة صياغة الحبكة الدرامية سواء فى الرواية أو السيناريوهات.
وقال أحمد مراد من وجهة نظري أن الإنسان قام باختراع الكثير من الأشياء المهمة، فحينما صنع آلة الخياطة، عبر الملك فى أوروبا حينذاك عن مخاوفه من هذا الاختراع، لأنه رأى أن الآلة ستكون سببا في إنهاء عمل الحياكة اليدوية، وهو ما حدث بالفعل، ولكن فى المقابل، وجدت مهن جديدة اعتمدت على هذه الآلة.
وأضاف أحمد مراد: ولهذا فإن أي اختراع هو أشبه بالعملة ذات الوجهين، وجه إيجابى وآخر سلبي، تماما كما حدث حينما ظهر الكومبيوتر، ففتح مجالات عديدة للعمل، وعلى مدار التاريخ رأينا كيف أن الإنسان عليه إما أن يلحق بالتطور، أو يتخلف عنه، ولدينا الهاتف بمراحل تطوره.
أما عن الذكاء الاصطناعى وتطوره السريع، فقال أحمد مراد: فى رأيي أننا لأول مرة نقوم بتسليم إمكانيات بشرية كبيرة تعد من صميم مميزاته كإنسان، ولكن من الواضح أن النمط سيظل موجودا كما هو، ففى البداية سنشعر بالخوف من الذكاء الاصطناعى، مثلما حدث وشعرنا بنفس الخوف من التليفزيون على سبيل المثال.
كما رأى أحمد مراد أن خطورة الذكاء الاصطناعى يمكننا التقليل منها، لأنه فى النهاية اختراع بشري، وسيظل دائما تحت أمر الإنسان، وسيظل دائما مهما اخترع وقدم لنا، خاضعا للإنسان الذى يقدم له البيانات ويطلب منه الابتكار.
وقال أحمد مراد: لا شك أن الذكاء الاصطناعى بإمكانه مساعدتنا فى البحث، أو على التفكير، أو يمكننا التفكير معه سويا، فيخرج لنا بمجموعة من الأفكار، ولكن فى النهاية سيظل يعتمد على ما يعطى له، فالذكاء الاصطناعى لن يكون قادرا على التعامل مع شيء يجهله ولا يعرف عنه شيئا.
