في القرية هناك دائمًا فقرٌ حاضر وحزنٌ ينتظر، حيث يخفى الجميع ميراثًا ثقيلًا من المآسى وراء فخر زائف بالمواريث من الأرض والصراعات، وحدها الروايات استطاعت التعبير عن هذا المزيج المؤلم من الزغاريد والجنازات في قوالب أدبية تختلط بها الأساطير مع السير الذاتية، وتمضى بنا كتابات الدكتور أحمد إبراهيم الشريف نحو مناطق مظلمة وقاسية من قصص الحب، والخيانة، والعوز، وفقدان الأحباب، ومرارة استمرار الحياة، رغم الجروح الكبيرة في القلب والندوب الغائرة في الجبين.
هكذا جاءت مجموعته القصصية الأخيرة "زغرودة تليق بجنازة" لتذكرنا بكل ما أردنا نسيانه بدافع التمسك بالأمل والتفاؤل، لكن تبقى الكوابيس تطارد امرأة تلبس السواد على زوج مغدور بالثأر أو ولد جرفته الغربة، أعمق بكثير من النصائح الخاوية عن الصبر كوسيلة لتجاوز الأحزان، لذلك لا ننصح محبى السعادة بقراءة هذه المجموعة القصصية الرائعة قبل النوم مباشرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة