قالت صحيفة واشنطن بوست إن نهج الرئيس الأمريكي جو بايدن فى التجارة يختلف عن النهج الذى اتبعته الولايات المتحدة على مدار السنوات الثلاثين الماضية، مشيرة إلى أن الرئيس الموالى للعمال قد أبقى على التعريفة الجمركية التي فرضها سلفه الرئيس ترامب، فى الوقت الذى تبنى فيه سياسة صناعية نشطة تختلف عما كان عليه الحال فى العقود الثلاثة الماضية.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن بايدن يوضح أن رفض الولايات المتحدة للعولمة خلال فترة سلفه، لم تكن خروجا عن المعتاد. فى الوقت الذى واصل فيه الابتعاد عن عقود من السياسة التجارية التي اتبعتها الإدارات الديمقراطية والجمهورية على حد السواء.
ومزج بايدن بين موقف متشدد إزاء الصين مع دعم فيدرالى سخى للصناعات المفضلة، وبذلك فإنه يعيد تشكيل نهج الولايات المتحدة إزاء التجارة العابرة للحدود مع تركيز على احتياجات الأمريكيين كعمال وليسوا كمستهلكين.
وما أثار عضب العديد من جماعات الأعمال، أن الرئيس استبعد من استراتيجيته الصفقات التجارية التقليدية التي منحت الشركات الأمريكية دخولا أكبر فى الأسواق الأجنبية فى مقابل السماح للمنتجين فى تلك الدول ببيع مزيد من البضائع فى الولايات المتحدة. ويقول البيت الأبيض إن النهج القديم يكلف عمال المصانع الأمريكية وظائفهم.
وكان بايدن، الذى يعتبر نقابات العمال من بين أقوى أنصاره، قد فاجأ البعض فى مجتمع الأعمال بالإبقاء على التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب على الواردات الصينية بعد أن كان قد انتقدها خلال الحملة الانتخابية عام 2020 بأنها هزيمة للذات وتوبها الأخطاء. ومع توتر العلاقات مع الصين، حظر بايدن بيع رقائق الكمبيوتر الأمريكية الأكثر تقدما على بكين، وفى الشهر الماضى أضاف حظرا جزئيا على الاستثمارات الأمريكية فى شركات التكنولوجيا الصينية.
من ناحية أخرى، قالت الصحيفة إن الأشهر القليلة الماضية ستشهد المواعيد النهائية للركائز الأساسية لسياسة بايدن التجارية، بما فى ذلك جهود مع أوروبا لإعادة تشكيل سوق الصلب العالمى، ومفاوضات نحو إطار عمل اقتصادى لدول المحيطين الهادى والهندى وتحديد ما سيتم فعله فى التعريفة المفروضة على الواردات الامريكية من الصين.
