225 عاما على إنشاء المجمع العلمى.. القصة الكاملة لأعرق مؤسسة علمية فى مصر

الثلاثاء، 22 أغسطس 2023 01:00 م
225 عاما على إنشاء المجمع العلمى.. القصة الكاملة لأعرق مؤسسة علمية فى مصر المجمع العلمى
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

225 عاما على إنشاء أعرق المؤسسات العلمية في مصر وهو المجمع العلمي المصري، والذى أنشئ في مثل هذا اليوم  22 أغسطس من عام 1798، بقرار من نابليون بونابرت، وكان مقره في دار أحد بكوات المماليك في القاهرة، ثم نقل إلى الإسكندرية عام 1859، وأطلق عليه اسم المجمع العلمي المصري، ثم عاد إلى القاهرة عام 1880.

 

وكانت أهداف المجمع العمل على التقدم العلمي، ونشر العلم والمعرفة، ويضم المجمع أربع شعب، هي: الرياضيات، والفيزياء، والاقتصاد السياسي، والأدب والفنون الجميلة، وفي عام 1918 أجريت تعديلات على الشُعب لتشمل الآداب والفنون الجميلة وعلم الآثار، والعلوم الفلسفية والسياسة، والرياضيات، والفيزياء، والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي، ويحتوي المجمع على مكتبة تضم 200 ألف كتاب، ومجلة سنوية.

 

 تبنى الدكتور سليمان حزين،، رئيس المجمع خطة لتطويره تعتمد على تسجيل مبناه الحالي ومقتنياته النادرة، في عداد الآثار، وترميم المبنى، وتحديث مكتبته، وشارك برنار موريه، الخبير الفرنسي المختص بترميم الآثار، في ترميم مقر المعهد القديم، ومنزل السناري الأثري، وانتهى من المشروعين مؤخرًا، كما ذكر الموقع الرسمي الهيئة العامة للاستعلامات.

 

أهداف المجمع

كان الباعث على إقامته سببين، السبب الظاهر للعيان العمل على تقدم العلوم في مصر، وبحث ودراسة الأحداث التاريخية ومرافقها الصناعية، وعواملها الطبيعية، فضلا عن إبداء الرأي حول استشارات قادة الحملة الفرنسية، ولكن الهدف الحقيقي هو دراسة تفصيلية لمصر وبحث كيفية استغلالها لصالح المحتل الفرنسي، ونتج عن هذه الدراسة كتاب "وصف مصر".

 

 وصف المجمع

بمغادرة الفرنسيين مصر عام 1801، توقف نشاط المعهد لانتهاء سبب إنشائه، وتبقى جانب من مقر المعهد القديم، وهو منزل إبراهيم كتخدا الملقب بالسناري، نسبة إلى مدينة سنار التي قدم منها قبل أن ينتقل إلى القاهرة، ليصبح واحدًا من أعيانها بفضل قربه من الأمير مراد بك، وفرغ من بناء المنزل قبل وصول الفرنسيين بسنوات قليلة.

وقد مر المجمع بعدة مراحل بدأت بمشروع لخفض منسوب المياه الجوفية، وارتبط بالشبكة الرئيسة للصرف الصحي، وتبعه اختيار حرفيين ممن لديهم خبرة للعمل في ترميمه المعماري، حيث تم خفض مستوى الشارع المجاور للمنزل، وإعادته إلى نفس المستوى الذى كان عليه فى القرن الماضي، وهو ما أتاح ظهور المدخل الرئيسي كاملا لأول مرة، وتم ترميم قاعات المنزل والمشربيات والدواليب الحائطية، وتمت هذه الأعمال بواسطة فريق عمل مصري فرنسي، وتم إعادة المنزل إلى حالته الأصلية وفقًا لوثيقة وقفه، التي تصفه وقت إنشائه، وكذلك رسومات الحملة الفرنسية له.

 

 المقر الجديد للمجمع

تسجل هذه البناية قصة عودة الحياة إلى المجمع العلمي مرة أخرى؛ حيث ظل منذ خروج الفرنسيين مهملا، إلى أن نجح دكتور والن، قنصل بريطانيا في مصر، في تأسيس الجمعية المصرية العلمية لتقوم بدوره، وأنشأ الدكتور هنري إليوت، وهو إنجليزي، وبريس دافين، العالم الفرنسي، في عام 1842 الجمعية الأدبية المصرية؛ لتقوم بنفس الهدف. وفي 6 مايو 1856 أعلن محمد سعيد باشا والي مصر، إعادة تأسيس المجمع مرة أخرى بالإسكندرية وأدمجت الجمعيتان السابقتان فيه، وضم المجمع العديد من أعضاء المجمع القديم، أبرزهم جومار الذي كان عضوًا في لجنة الفنون وماربيت وكوليج وغيرهم، وبرز عدد كبير آخر من أعضاء المجمع على مدى تاريخه في مختلف المجالات، ومنهم جورج شواينفورت، الرحالة المشهور المتخصص في العلوم الطبيعية، ومحمود الفلكي، الاختصاصي في علم الفلك، وجاستون ماسبيرو المتخصص في التاريخ الفرعوني، وعلى مشرفة عالم الرياضيات، والدكتور على باشا إبراهيم وأحمد زكي باشا.

 

 أنشطة المجمع

انتقل المجمع عام 1880 إلى القاهرة، وبدأت أنشطته تنتظم، فهو يعقد جلسة شهرية بدءًا من نوفمبر إلى مايو، ويلقي فيه علماء مصريون وأجانب، محاضرات من شأنها توطيد العلوم ونشر ألويتها، وأدخل تعديل على أقسام المجمع، فأصبحت كالآتي: قسم الآداب والفنون الجميلة، وعلم الآثار، وقسم العلوم الفلسفية والسياسية، وقسم العلوم الطبيعية والرياضيات، وقسم الطب والزراعة والتاريخ الطبيعي. وينتظم في هذه الأقسام مائة وخمسون عضوًا، منهم خمسون عضوا عاملا وخمسون مراسلا بعضهم من مصر وخمسون منتسبًا في الخارج.

 

 

أبرز الأعضاء

أبرز أعضاء المجمع، الشيخ سلطان القاسمي، حاكم الشارقة، والأمير خالد الفيصل، وأصبح عدد أعضائه من الأوروبيين محدودًا وخاصة الفرنسيين، ومنهم الدكتور فيليب لاوير، وهو خبير فرنسي في الآثار يعيش في مصر منذ أربعين عامًا، ودكتور جورج سكانلون، وهو أستاذ أمريكي متخصص في العمارة الإسلامية، والدكتور وارنر كايزر، وهو أستاذ ألماني. ويتبادل المجمع مجلته السنوية ومطبوعاته مع مائة وأربعين مؤسسة علمية دولية.

 

حريق المجمع

اشتعلت النيران في المجمع صباح السبت 17 ديسمبر 2011، خلال أحداث مجلس الوزراء، وتجددت الحرائق في مبنى المجمع صباح الأحد 18 ديسمبر 2011، بعد انهيار السقف العلوي للمبنى من الداخل، فقُضي على أغلب محتويات المجمع، لم ينجُ من محتويات المجمع، البالغ عددها 200 ألف وثيقة؛ تضم مخطوطات وكتبًا أثرية وخرائط نادرة، سوى قرابة 25000 فقط من الكتب والوثائق، كانت تمثل ذاكرة مصر منذ عام 1798، وكانت تشتمل على إحدى النسخ الأصلية لكتاب وصف مصر، التي احترقت فيما احترق من كنوز هذا الصرح العتيد، إضافة إلى أغلب مخطوطاته التي يزيد عمرها على مائتي عام، وتضم نوادر المطبوعات الأوروبية التي لا توجد منها سوى بضع نسخ نادرة على مستوى العالم، كما يضم كتب الرحالة الأجانب، ونسخًا للدوريات العلمية النادرة منذ عام 1920، كما احترقت أيضًا خرائط استندت عليها مصر في التحكيم الدولي لحسم الخلافات الحدودية لكل من حلايب وشلاتين وطابا.

يبلغ عدد الكتب التي ضمتها مكتبة المجمع أربعين ألف كتاب، أبرزها أطلس عن فنون الهند القديمة، وأطلس باسم مصر الدنيا والعليا مكتوب عام 1752، وأطلس ألماني عن مصر وأثيوبيا يعود للعام 1842، وأطلس ليسوس النادر الذي كان يمتلكه الأمير محمد على توفيق، ولي عهد مصر الأسبق، وهو ما يبرر تقييم بعض المتخصصين الدوليين في الشأن المتحفي والوثائقي لمكتبة المجمع العلمي المصري، ووصفهم إياها بأنها الأعظم والأكثر قيمة من مكتبة الكونجرس الأمريكي. وكان مركز معلومات مجلس الوزراء قد أدخل هذه المكتبة النادرة على الحاسب الآلي.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة