معارك المازني الأدبية.. اتهمه عبدالرحمن شكري بالانتحال ونعت موسى صبري بالدجل

السبت، 19 أغسطس 2023 02:00 م
معارك المازني الأدبية.. اتهمه عبدالرحمن شكري بالانتحال ونعت موسى صبري بالدجل المازني
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ 134 على ميلاد الأديب الكبير إبراهيم المازني، إذ ولد في 19 أغسطس 1889، شاعر وناقد وصحفي وكاتب روائي مصري من شعراء العصر الحديث، عرف بأسلوبه الساخر سواء في الكتابة الأدبية أو الشعر واستطاع أن يلمع على الرغم من وجود العديد من الكتاب والشعراء الفطاحل حيث تمكن من أن يوجد لنفسه مكانًا بجوارهم.
 
على الرغم من أنه كان على علاقة صداقة بكثير من أدباء ورموز عصره، إلا أنه دخل في معارك وخلافات وتعرض للهجوم الكبير من بعض رموز عصره، وفى السطور التالية، نرصد بعضا من المعارك الأدبية التي خاضها المازنى في حياته، وبعض الهجوم الذى تعرض له:

طه حسين

بحسب كتاب "المعارك الأدبية" لأنور الجندى، فانه عندما أصدر عزيز أباظة ديوانه "أنات حائرة" كتب الدكتور طه حسين مقدمة الديوان فنشر المازني مقالا في البلاغ هاجم فيه هذه المقدمة وقال: إن الدكتور طه حسين قد خسره الأدب ولم تربحه الحكومة وقد أثارت هذه "المقدمة" ثائرة الدكتور طه. الذي وجه خطابا إلى رئيس تحرير البلاغ ضمنه نوعا جديدا من الهجاء اصطنع فيه أسلوب الرمز والإيماء واعتذر عن ذلك بأنه لا يتحدث إلى القارئ بقدر ما يتحدث إلى المازني نفسه.
 
غير أن الدكتور زكي مبارك لم يدع هذا الكلام ينشر في الصحف دون أن ينقله إلى مجلة الرسالة ويفسره، ويكشف رموز الهجاء التي ضمنها طه حسين مقاله.
 
والمعتقد أن هذه المعركة ليست شيئا قائما بذاته وإنما هي متصلة بمعارك سابقة أغضى الدكتور عنها في حينها ثم انتهز هذه الفرصة فانتقم من المازني. من هذا ما تجده في معركة لقمة العيش بين الدكتور مبارك وبين الدكتور طه. ومنها ما أورده الدكتور طه من نقود متعددة لكتابيه حديث الأربعاء والشعر الجاهلي مما أوردنا نموذجا منه في معركة "كتابة التاريخ" وفي هذه المعركة.

عبد الرحمن شكرى

دما كتب شكري عام 1917، في مقدمة ديوانه الشعري الخامس منتقداً مسلك المازني في الأخذ من الشعراء الغربيين، يقول: "لقد لفتني أديب إلى قصيدة المازني التي عنوانها "الشاعر المحتضر" البائية التي نشرت في عكاظ واتضح لنا أنها مأخوذة من قصيدة "أودني" للشاعر شيلي، كما لفتني أديب آخر إلى قصيدة المازني التي عنوانها "قبر الشعر" وهي منقولة عن هيني الشاعر الألماني، ولفتني آخر إلى قصيدة المازني "فتى في سباق الموت" وهي للشاعر هود الإنجليزي.  فقد انقلب المازني على عبد الرحمن شكري يتفّه شعره، ويسفّه أفكاره ويصفه بالجنون، وتوالت مقالاته التي حمل فيها بلا هوادة وبلسان سليط على صديقه، ودون أن يرد عن نفسه تهم السطو على الأدباء الغربيين.
 
اصطف العقاد مع المازني وناصره في هجومه عليه، فانقطعت الصلة بينهما وبينه، وعندما صدر كتاب الديوان في الأدب والنقد عام 1921 تضمن ذلك النقد اللاذع الذي وجهه المازني إلى صديقه شكري الذي سماه فيه "صنم الألاعيب"، رغم أن مذهب شكري في الأدب والنقد هو نفسه مذهب صاحبيْه. كانت تلك المعركة بداية التحول في حياة شكري الذي أصيب بالحزن بسبب انقلاب صديقه عليه، وإنكاره لريادته الأدبية وفضله عليه، وأحس عندما صدر الكتاب بأن المازني والعقاد طعناه في ظهره، فاستقال من الحياة الأدبية وانصرف لعمله وحياته الخاصة حتى توفي بعد ذلك بأعوام مريضاً.

موسى صبرى

بحسب كتاب "أعلام وأقزام في ميزان الإسلام" لـ سيد حسين العفانى، فأن المازنى هاجم موسى صبرى، سلامة موسى ليس بشيء إن لم يكن دجالاً!! بضاعته بضاعة الحواة المشعوذين وله حركاتهم وإشاراتهم وأساليبهم.
 
يزعم نفسه أديبًا، وتعالى الأدب عن هذا الدجل، ويدعي العلم، وجل العلم أن يكون هذا دعاؤه، ويحاكي الملاحدة ليقول عنه المغفلون أنه واسع الذهن، وليتسنى له أن يغمز الإسلام ويبسط لسانه في العرب، والحقيقة أنه لا أديب ولا عالم، وإنما هو مشعوذ يقف في السوق، ويصفر ويصفق ويصخب، ويجمع الفارغين حوله بما يحدث من الصياح الفارغ والضجة الكاذبة.

زكى مبارك

وقع خلافا كبيرا بين الأدبين، حين بدأ زكى مبارك بالهجوم على إبراهيم المازنى، فبحسب كتاب "المعارك الأدبية" لأنور الجندى، قال زكي مبارك: إن عيب العقاد وعيب المازني في الغرام بالسجع والاذدواج عيب مغفور، لأن هذين الكاتبين لم يكونا إلا شاعرين ضاق عنهما نظام القريض، وإن غرام المازني بالشرح والتفصيل فيما يعرضان له من دقائق الشئون يرجع إلى أنهما ابتدءا حياتهما الأولى باحتراف التدريس، والتدريس يوجب التفكير في تفهيم الأغبياء قبل التفكير في مسامرة الأذكياء ولعل هذا هو السبب في اهتمام طه حسين وأحمد أمين بالطواف حول هوامش الكلمات.
 
وأضاف: عرفت أن المازني بروحين، وأرواح، وعرفت أن الذي كان يراسل "الأفكار" وهو في "الأخبار" هو نفسه الذي يراسل "الأهرام" وهو في "البلاغ" ثم تعقبته فعرفت أن بينه وبين أنطوان الجميل صلات وأنه ينشر من الأهرام أشياء بدون إمضاء لمكانه في البلاغ.
 
"الكاتب" هو الذي أضاع "المدرس" في المازني، فما كاد يرى بوارق النضال السياسي حتى اندفع إليه بقسوة وعنف ومضى ينشر مقالات سياسية في تأييد الخطة الوفدية.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة