وقال السكرتير الأول بوفد الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة فهد حجي - في جلسة مجلس الأمن مفتوحة النقاش حول (الأطفال والنزاع المسلح) ووفقا لوكالة الأنباء الكويتية اليوم الخميس، إننا نجتمع اليوم وأمامنا التقرير السنوي الصادر عن الأمين العام للأمم المتحدة حول الأطفال والنزاع المسلح وما ورد فيه يجب أن يحرك ضمائرنا جميعا إذ تعتبر المعلومات والأرقام المشمولة في التقرير مفزعة ومؤسفة وتعكس الانفصام الذي نعيشه في الأمم المتحدة بشكل عام ومجلس الأمن بشكل خاص.

وأضاف في الوقت الذي نتحدث في قاعات الأمم المتحدة وتحديدا هذه القاعة قاعة مجلس الأمن عن حماية المدنيين في النزاعات المسلحة وأهمية الامتثال للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان يكشف لنا التقرير صورة على أرض الواقع مختلفة تماما عما ننادي به وندعو له .

وأوضح حجي أن التقرير يبين كيف أصبح الأطفال أهدافا في الخطوط الأمامية في النزاعات المسلحة، حيث يفيد بأن الأمم المتحدة تحققت من وقوع أكثر من 27 ألف انتهاك جسيم ضد الأطفال وأن تلك الانتهاكات تتمثل في قتل الأطفال وتشويههم وتجنيدهم أو استغلالهم من جانب القوات والجماعات المسلحة والهجمات على المدارس أو المستشفيات والعنف الجنسي واختطاف الأطفال ومنع وصول المساعدات الإنسانية لهم.

وقال إن النزاعات حول العالم تسلب الأطفال وهم الفئة الأكثر ضعفا في النزاعات المسلحة براءتهم وحقهم الأصيل في الحياة والعيش الكريم والبقاء والنمو، مشيرا إلى أنه أمام تلك المعلومات المروعة في التقرير لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف مكتوف الأيادي ويسمح بوضع يعيش فيه الأطفال الأبرياء برعب وعرضة للعنف والأذى في الوقت الذي كان يجب أن يعيش هؤلاء الأطفال في بيئة توفر لهم الحماية والشعور بالأمان.

وتابع أن الحديث عن الأطفال في النزاع المسلح يجبرنا مرارا وتكرارا على التطرق إلى معاناة الشعب الفلسطيني الأعزل وأطفاله حيث تجدد دولة الكويت إدانتها وبأشد العبارات لانتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وأطفاله.


وبين أن تلك الانتهاكات واضحة أمام المجتمع الدولي على مدى عقود من الزمن وتستمر قوة الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائمها الشنيعة ضد الشعب الفلسطيني وآخرها في مدينة جنين وسقوط عدد من الشهداء والجرحى هناك بمن فيهم أطفال فلسطينيون. وجدد الدعوة لمجلس الأمن لتحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والإنسانية لوقف الاعتداءات المتكررة لقوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وأطفاله والعمل على توفير الحماية الدولية لهم مؤكدا ضرورة مساءلة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين.


وقال حجي نكرر الأسئلة التي دائما نوجهها إلى مجلسكم إلى متى سيتعامل مجلس الأمن بازدواجية المعايير مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وإلى متى سيسمح مجلس الأمن لسلطات الاحتلال الإسرائيلية بمواصلة تصرفاتها وممارساتها وانتهاكاتها وكأنها فوق القانون.


وأضاف أن الإعراب عن غضبنا مرارا وتكرارا في ضوء هذه الفظائع ضد الأطفال في النزاعات المسلحة حول العالم ليس كافيا لقد حان الوقت لوضع حد لهذا العنف ضد الأطفال ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم ضدهم، داعيا إلى العمل على إنهاء النزاعات وإحلال السلام المستدام وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ودعم جهود الأمم المتحدة لحماية الأطفال وتوفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإغاثية والإنسانية لهم دون عوائق أو تمييز.


وبين أن دولة الكويت تؤكد أن تعزيز الجهود الدولية المشتركة أمر مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى لمعالجة الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة بكافة أشكالها وتوفير الحماية الفعالة لهم وضمان حقوقهم المشروعة ومنع ارتكاب مزيد من الجرائم ضدهم ومساءلة الأطراف المسؤولة عن الانتهاكات ضدهم.