سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 13 يوليو 1882.. الإنجليز ينقلون الخديو توفيق وأنجاله وحاشيته إلى سراى رأس التين بعد احتلال الإسكندرية.. والبدو ينزعون الحلى من النساء

الخميس، 13 يوليو 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 13 يوليو 1882.. الإنجليز ينقلون الخديو توفيق وأنجاله وحاشيته إلى سراى رأس التين بعد احتلال الإسكندرية.. والبدو ينزعون الحلى من النساء الخديو توفيق
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحقق الأميرال سيمور قائد الأسطول الإنجليزى من أنه لم يبق أحد فى مدينة الإسكندرية، فأنزل كتيبة من جنوده البحارة، واحتلوا سراى رأس التين وشبه جزيرة رأس التين صباح يوم 13 يوليو، مثل هذا اليوم، عام 1882، حسبما يؤكد عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزى»، وجاءت هذه الخطوة بعد يومين من قصف الأسطول للمدينة «راجع ذات يوم 12 يوليو 2023».
 
كيف مضى هذا اليوم على الخديو توفيق كأول أيام الاحتلال الإنجليزى لمصر، والذى سيكتمل فيما بعد باحتلال القاهرة فى 14 سبتمبر 1882؟
 
يجيب عبدالرحمن الرافعى، عن هذا السؤال، كما يجيب عليه أحمد شفيق باشا، أحد رجال معية الخديو توفيق، فى الجزء الأول من مذكراته، يذكر الرافعى: «فى صباح ذلك اليوم 13 يوليو 1882 جمع الخديو من بقى إلى جانبه من الأمراء وكبار الموظفين والذوات واستشارهم فى أى موقف يقف إزاء احتلال الإنجليز للمدينة، وهل يقاومهم أو يسالمهم، وكان هو يميل إلى التسليم، وكان رأى درويش بك مندوب السلطان العثمانى، أن ينتقل إلى بنها ثم إلى السويس، وارتأى غيره أن يقصد العاصمة «القاهرة» ويمتنع فيها».
 
أما أحمد شفيق باشا فيكشف عن تفاصيل تصرفات الخديو توفيق، وكان شاهدا عليها بحكم مرافقته له طوال أيام الأزمة، يقول: «فى يوم 13 يوليو علمنا أن كثيرا من العساكر التى كانت فى الإسكندرية تركوا فرقهم وانصرفوا إلى بلادهم، وخشى الخديو أن ينفذ العرابيون ما أضمروه له، فقرر العودة إلى سراى رأس التين، وكان درويش باشا «مندوب السلطان العثمانى» قد أرسل إشارة إلى اليخت العثمانى «عز الدين» الذى حضر عليه من الآستانة، بالدنو من سراى مصطفى باشا، حتى إذا هاجم الثائرون السراى أمكن نزوله فيه مع سمو الخديو، ولكن رؤى أن ذلك ربما يلفت أنظار الثائرين، فيغرقون اليخت ويقطعون خط الرجعة فعدل عن هذه الفكرة، وقام الخديو بإيفاد «زهراب بك» إلى الأميرال سيمور ليخبره بذلك.
 
يضيف شفيق باشا: «فى الساعات الأولى من بعد ظهر يوم 13 يوليو عاد «زهراب بك»، فأخبر الخديو بأن الأميرال أمر بإقامة الحرس الكافى فى سراى رأس التين جهة ديوان البحرية وجهة القبارى، ثم استعدت المركبات والدواب لنقل الخديو وأنجاله ورجال الحاشية من سراى مصطفى باشا إلى سراى رأس التين، فمنهم من استقل العربات ومنهم من امتطى الدواب، ومنهم من سار على قدميه».
 
يذكر «شفيق باشا» أن محمود أفندى مأمور مركز أبوحمص كان أرسل البدو لحراسة الخديو، ويكشف عن الممارسات التى ارتكبوها من نهب وسرقة، قائلا: «وصلوا صباح 11 يوم يوليو، فمدت لهم موائد الطعام حيث أكلوا وشربوا، وشاهدناهم عند عودتنا إلى سراى رأس التين منتشرين فى شارع باب رشيد منصرفين إلى سلب المهاجرين من الإسكندرية، والنساء يصحن ويولولن وهم فى أثرهن، وقد أحاطوا بهن وسدوا عليهن منافذ النجاة، وأخذوا ينزعون الحلى من صدروهن وآذانهن قسرا، حتى جرحروها وأسالوا منها الدماء، وما زلنا نسير بين هذه المناظر المؤلمة حتى دخلنا المدينة، فى وسط لهب الحرائق التى كانت مشتعلة فى الأحياء المهمة، وكانت فظيعة ولا سيما فى شارع شريف باشا، وميدان محمد على «المنشية» الذى بدا لنا كأنه أتون من نار، وما كنا نتصور أننا سنجتاز هذا الميدان دون أن نصبح طعاما للنيران، وكان الجو مزيجا من دخان ولهيب ودرجة الحرارة تلفح وجوهنا وتكاد تشوى جلودنا وكأننا فى جهنم».
 
يضيف «شفيق باشا»: «وصلنا إلى سراى رأس التين فى الساعة الرابعة آمنين على حياتنا، فوجدنا عددا من البحارة الإنجليز واقفين للحراسة على مدخل السراى وفى داخلها، وكأن الأميرال سيمور واقفا على سلم السلاملك يترقب قدوم الخديو، وبعد أن أدى التحية لسموه رافقه إلى الدور الأعلى، وهناك أخبره بما لحق السراى من التخريب فى قسم الحريم، ولحق بنا إلى السراى كثيرون من الوطنيين والأجانب».
 
كان ذلك فى شهر رمضان، وحسب شفيق: «كان الجميع يعانى من الجوع، وفوجئوا بأن السراى لا يوجد فيها ما يؤكل خاصة الخبز، فأرسل الخديو عساكر إلى مخبز القبارى التابع للحربية، فأحضروا منه ما وجدوه من الخبز «الصومالى»، وتمكن وصفى بك من الذهاب إلى المدينة فعاد بعلبة كبيرة من «الغريبة» قام شفيق بتوزيعها على الجميع».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة