أحمد التايب

تجملّوا بالكلم الطيب.. فلا يكتمل جمال الورود دون عطرها

الأحد، 07 مايو 2023 12:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مؤكد أن الكلمة هي ثمرة اللسان وأداة البيان، وقد ميز اللَّه الإنسان بها عن سائر المخلوقات، وأمره بحسن انتقائها، لذا أتوجه بدعوة في مقالنا هذا إلى ضرورة انتقاء الكلمات في حياتنا، فهى سلاح ذو حدين؛ فبها يرفع اللَّه بها أقوامًا، ويحط بها آخرين، وهي فرقان بين الحق والباطل، وبين الطيب والخبيث؛ فالإنسان يدخل الإسلام بكلمة، ويخرج منه بكلمة، ويبني أسرة بكلمة، ويُفرق جمع أسرة بكلمة، ويدخل الجنة بكلمة، ويسقط في النار بكلمة، وتشتعل الحروب بكلمة.

وها هو نبينا الكريم – صل الله عليه وسلم - يقول "إنَّ العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان اللَّه، لا يُلقي لها بالًا، يرفعه اللَّه بها درجاتٍ، وإنَّ العبد ليتكلم بالكلمة من سخط اللَّه، لا يُلقي لها بالًا، يهوي بها في جهنم"، فالكلمة – عزيزى - لها أثر عظيم في توجيه حياة الإنسان، فلا أنسى يوما استقبلت رسالة من باحث دكتوراه يؤكد الاستفادة من مقالاتنا واعتبارها مرجعا في بحثه، فكم كنت سعيدا بهذه الكلمات وتلك الإشادة، وحتى وإن كانت ضمن جبر الخواطر فما أعظمها وقعا على العقل والقلب.

ولا ننسى أيضا قوله سبحانه "وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ"، لذا فتأثير الكلمة الطيبة لا يقل عن تأثير السحر على النفس والروح، لذا فهي مفتاح القلوب تنمي العاطفة وتضخ في القلب الحب ، وبها تذوب حواجز وتعمر بيوت بالتآلف الأسري في حب وأمان ومودة، فهى تؤلف القلوب، وتفتح أبواب الخير، وتغلق أبواب الشر، وتعمق أواصر الوحدة والمحبة بين الناس.

وأعتقد أن أهمية الكلم الطيب زادت بعدما انتشرت – للأسف - مظاهر القبح في تعاملتنا اليومية، وعلى رأس هذه المظاهر، التلفظ بما لا يليق، لدرجة أننا أصبحنا في زمن السوشيال ميديا نرى ونسمع مالم نتخيله يوما في أحاديثنا من قبح في الكلمات والألفاظ حتى في تعامل الأقربين، وفى مستويات اجتماعية نحسبها نخبوية، فالتمسك بالكلمة الطيبة قيمة ونعمة في المجتمع، فبها تبنى المجتمعات وتسود المحبة والألفة، وتحل الأخلاق محل الانحطاط والابتزال..

وأخيرا لا نملك إلا أن نقول "تجملوا بالكلم الطيب، فلا يكتمل جمال الورود دون عطرها..










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة