زينب عبد اللاه تكتب: روائح الزمن الجميل.. اعرف كيف كافأ الله الشيخ محمد رفعت بعد إصابته بسرطان الحنجرة.. وكلمة السر زكريا باشا مهران

الإثنين، 03 أبريل 2023 02:13 ص
زينب عبد اللاه تكتب: روائح الزمن الجميل.. اعرف كيف كافأ الله الشيخ محمد رفعت بعد إصابته بسرطان الحنجرة.. وكلمة السر زكريا باشا مهران الشيخ محمد رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تخيلت شهر رمضان الكريم بدون تلاوة الشيخ محمد رفعت أو صوته وهو يرفع الآذان؟ هذا الصوت الذى أصبح على مر الزمن ورغم رحيل الشيخ الجليل منذ أكثر من 70 عاما رمزا من رموز الشهر الكريم وأجمل الأصوات التى رتلت القرآن فى العالم، والتى ستبقى على مر الزمن تتلو كلام الله على الملايين من كل الأجيال.
 
بالفعل كان يمكن ألا يصل لنا صوت قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت لولا إرادة الله التى كافأت هذا الشيخ الزاهد العابد الصابر على البلاء، بأن يبقى صوته صداحا بكلام الله إلى الأبد، ولولا أحد محبى الشيخ الذى سخره الله ليكون سببا فى الحفاظ عل هذا الصوت الفريد وتراثه من الضياع، وهذا المحب الذى ندين له بهذا الفضل هو زكريا باشا مهران عضو مجلش الشيوخ المصرى وأحد كبار أعيان القوصية بأسيوط خلال النصف الأول من القرن الماضى.
ولد الشيخ محمد رفعت عام 1882، وافتتح بصوته الإذاعة المصرية عام 1934، بعد أن تردد فى البداية خوفا من جهاز الراديو الجديد وخشية على جلال كلام الله من أن يذاع فى مكان لا يليق بعظمة القرآن، ولم يوافق عل افتتاح الإذاعة صوته إلا بعد فتوى من شيخ الأزهر، الذى قال له إن الله قد يهدى بصوته وهو يتلو القرآن من ضل عن سبيله، وبالفعل وافق الشيخ الورع وافتتح الإذاعة بصوته بعقد قيمته 3 جنيهات، وظل يتلو القرآن فى الإذاعة حتى عام 1939، ورفض خلال هذه الفترة كل الإغراءات للسفر والتلاوة فى دول أخرى عرضت عليه مبالغ خيالية.
 
ولكن فى عام 1940 أصيب الشيخ الجليل بورم فى الحنجرة، وكانت أعراض المرض تأتيه فى صورة نوبات من «الزغطة»، حتى احتجب صوته تماما واعتزل الشيخ فى بيته وتبدل فيها حاله لمدة تقترب من 10 سنوات حتى رحيله عام 1950، فكيف وصل لنا صوت الشيخ محمد رفعت وكيف كافأه الله على هذا الابتلاء والصبر؟
 
فى حوار للحاجة هناء حسين حفيدة الشيخ محمد رفعت مع «اليوم السابع» كشفت السر وراء خلود صوت جدها الشيخ الجليل وبقائه رمزاً من رموز شهر رمضان رغم عدم وجود تسجيلات له وقت عمله بالإذاعة، وكشفت عن دور زكريا باشا مهران فى حفظ صوت الشيخ محمد رفعت على مر الزمن.
وقالت حفيدة الشيخ رفعت إن جدها كان يقرأ مباشرة بالإذاعة منذ افتتاحها، وكان دائما ما يحيى ليالى رمضان، فكان المقتدرون الذين يملكون الراديوهات يلتفون حول أجهزتهم، ومعهم جيرانهم وأهلهم وأصدقائهم لسماع الشيخ، ومن هنا ارتبط صوت الشيخ رفعت بالشهر الكريم.
 
وأوضحت الحفيدة أن زكريا باشا مهران يعود له الفضل فى حفظ تراث الشيخ رفعت الذى نسمعه حاليا، قائلة: «كان الباشا أحد أعيان القوصية، وكان يحب الشيخ رفعت دون أن يلتقى به، وحرص على تسجيل حفلاته التى كانت تذاع على الهواء واشترى لذلك اثنين من أجهزة الجرامافون من ألمانيا، وعندما علم بمرض الشيخ رفعت أسرع إلى الإذاعة حاملا إحدى هذه الأسطوانات، وطلب من مسؤولى الإذاعة عمل معاش للشيخ رفعت مدى الحياة، وبالفعل خصصت الإذاعة مبلغ 10 جنيهات معاش شهرى للشيخ رفعت، ولكن جدى توفى قبل أن يتسلمه».
 
وأشارت الحاجة هناء إلى أن أبناء الشيخ رفعت أسرعوا لعزبة زكريا باشا ليصلوا إلى تراث والدهم، وكان الباشا توفى فمنحتهم زوجته زينب هانم مبارك كل التسجيلات هدية.
 
وأضافت أن أبناء الشيخ طوال حياتهم عاكفين على إعادة إصلاح ومعالجة هذه الأسطوانات، وأن والدها أهدى الإذاعة 30 ساعة بصوت الشيخ رفعت دون مقابل، وهى كل التراث الذى نسمعه حاليا للشيخ رفعت، مؤكدة أن الأحفاد يستكملون المسيرة ويحاولون إنقاذ 30 ساعة أخرى بصوت الشيخ رفعت لم تر النور بعد، ويجرى العمل حالياً على تجهيزها لترى النور ويستمتع محبو الشيخ رفعت بتلاوات جديدة لقيثارة السماء بعد رحيله بأكثر من 70 عاما، وهكذا سخر الله جنوده ليحفظ صوت الشيخ رفعت الزاهد العابد الصابر على مر الأجيال.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة