الجبال تعيد للبشر الإحساس.. تجربة فتاة اعتزلت القاهرة لتعيش بين صخور سانت كاترين.. فيديو

الأحد، 23 أبريل 2023 09:44 م

الفتاة القاهرية تقى طاهر بين جبال سانت كاترين

سانت كاترين ـ محمد حسين

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اختارت الفتاة القاهرية "تقى طاهر"، جبال سانت كاترين موطنا لها فى رحلة بقاء كما تطلق عليها خلالها تمارس هواية تسلق الجبال واكتشاف مجاهل الوديان.

ستهلت متسلقة الجبال"تقى" سرد تجربتها الجديدة لـ "اليوم السابع"، بقولها " الجبال لا تصنع مننا أبطالا لكنها تجعلنا بشرا عندنا إحساس"، وإنها وجدت فى العيش وسط الجبال حياة أخرى، تقربها وتعيدها للطبيعة كما هى دون تدخل، كما أن طيبة ساكنى هذه الأماكن تبعث على الطمأنينة والأمان.

واشارت انها خريجة "جيوفيزياء ـ جامعة القاهرة"، واكتشفت سحر كاترين وهى فى الثامنة عشر من عمرها، عندما حضرت مع رحلة وصعدت جبل "البنات"، فأسرها جمال الطبيعة، وأصبحت تداوم الحضور فى رحلات لاحقة لسانت كاترين، وبعد تخرجها قررت الاستقرار فى المكان، وتوفير فرصة عمل تساعدها على الإقامة وهى تعمل الآن فى إدارة منتجع بيئى بكاترين.

وأضافت أن وجودها فى كاترين جعلها تكتشفها الجديد من أسرارها الدفينة، ساعدها فى هذا طبيعة دراستها وشغفها الدائم البحث فى الطبيعة الجيولوجية.

وقالت إن طبيعة سيناء ذاخرة بتنوعها على امتداد مناطقها فى الجنوب والوسط والشمال، وتمكنت من صعود غالبية جبال سانت كاترين وعلى رأسها جبل كاترين أعلى قمة جبلية فى مصر، ولكل جبل طبيعة وطرق تختلف فيما بينها، ومن الجبال التى تسلقتها " سربال، وأم شومر، والريحان، والطربوش، وعباس واللوزه، النعجه وغيرها"، ولكل جبل طبيعته وتضاريسه التى عايشتها، بينها جبال تشعرك بالأمان وانها تنادى على الزائرين، وجبال تحتاج لفن وذكاء فى الوصول لقممها.

وعن تجربة تسلق الجبال أكدت "تقى"، أنها تحتاج مهارات خاصة فى مقدمتها انضباط نفسى، تدريبات بدنية وذهنية، بينما عند السير فى رحلة الصعود تبدأ رياضة صراع العقل ما بين تفكير سلبى يحبط من يخوض التجربة، ويحدثه انه لماذا يجهد نفسه وكتب عليها المشقة، وبين تفكير ايجابى يحفز ويبحث عن لحظة الانتصار على التعب والقلق والخوف للوصول للقمة، وهى مكتسبات تضيفها رياضة تسلق الجبال لمن يمارسها.

وقالت "انها استفادت من تسلق الجبال استحضار نعمة الصبر، والزهد فى المتطلبات الحياتية اليومية التى نشغل أنفسنا بها وتتحمل ضغوطات من أجلها"، واستطردت بقولها من يذهب للجبال يكتشف انها لا قيمة لها، وأن كثير من الأولويات فى حياتنا يمكننا الاستغناء عنها وثمة أولويات اسمى، منها استغلال كل لحظة فى التمتع بالطبيعة، واكتشاف ترابطها وسلاستها بكل اشكالها من جبال تتناسق صخورها، وكائنات حية تعيش فيها ونباتات، وهذا ينعكس على حياة الشخص فيصبح ذهنه يمتلك مساحة من الصفاء القادر على اتخاذ قراراته بشكل متزن.

وقالت انها استوقفها بشدة وجذبها للمكان طيبة أهل كاترين، فمن يتعايش معهم لايشعر بالغربة ويأتيه احساس الأمان ويتعلم الكرم ويندمج بسرعة فائقة فى كل تفاصيل حياتهم المفتوحة، لأنها بسيطة وغير مكلفة ولا تحمل تصنع تتسم بالجدية.

وتابعت انها لا تعتبر نفسها مشروع بطلة تسلق جبال، لأن هذه الهواية تمارسها لذاتها كأسلوب حياة اختارته، وانها لايوجد لها مثل أعلى فى رياضة صعود الجبال وتحب أن تعيش تجاربها كمكتشفه جديدة لكل موقع تصل إليه بنفسها، وأنها لا تنوى المشاركة فى أى مسابقات ولا تبحث عن لقب ويكفيها انها تشحن طاقة إيجابية فى حياتها، مشيرة أن أول من شجعها والدتها ولاتزال هى وشقيقها تدعمها، كما كان لأساتذتها فى الجامعة دور مهم فى تشجيعها، وتوجيهها للاستفادة من اكتشاف عالم الجبال وإرشادها، وأنها فى المستقبل تخطط لخوض رحلات سير المسافات الطويلة.