منذ سنوات طويلة، اعتاد أهالي قرية دنفيق جنوب قنا، على المشاركة في تجهيز الطعام، وتقديمه على مائدة الإفطار للصائمين المترددين عبر الطريق الزراعي والمسافرين أيضًا، فهنا داخل المكان خلية من النحل تعمل على مدار الشهر، لا فرق بين كبير وصغير، الجميع في تعاون وتقسيم للمهام والأدوار لخدمة الضيوف، فبداية الفكرة جاءت في السبعينيات، عندما قرر عائلات القرية أن يخرج في كل يوم عدد من الصواني التي تحمل الطعام، ويذهب الشخص من منزله حتى كوبري القرية على الطريق الزراعي لتقديم الطعام للمترددين على الطريق في ذلك التوقيت.
وبحب وشغف، يشارك العشرات من مختلف عائلات القرية في تجهيز الطعام وشراء المستلزمات من قبل، كما يشارك البعض بمساهمات مادية للإنفاق على مائدة الطعام والمطبخ الخاص بالمائدة، وفي مكان قريب يبدأ الشباب وكبار السن في التجمع منذ الساعة 3 عصرًا ليتبادل كل منهم الأدوار ويتولى أحدهم مهمة الطبخ نظرًا لخبرته في مجال الطبخ من قبل، ثم يبدأ الشباب في رص الوجبات على المائدة والعصائر والتمر والخبز.
قال رمضان محمد، إن تجهيز الطعام على مدار شهر رمضان الكريم يتولى مهمته عدد من الشباب وكبار السن أيضًا ولا فرق بين أحد، فالهدف هو ظهور القرية بمظهر مشرف وخدمة الصائمين على الطريق الزراعي، فهنا يتم تقسيم الأدوار فيما بيننا فمنهم من يقوم بتجهيز السلطة ومنهم من يجهز التمر والخبز، وأيضًا كبار السن يشاركون في المائدة وتجهيزها قبل آذان المغرب، كما يتواجد عدد آخر على الطريق لخدمة المارة من الصائمين وتقديم الطعام لهم.
وأوضح رمضان، أن عدد كبير من أهالي القرية يجهز الطعام يوميا ومن قبل ذلك تجهز المستلزمات التي يحتاجها المطبخ لشهر رمضان، من لحوم وبقوليات وخضراوات وعصائر وتمر، لافتًا أن روح التعاون والمحبة تملأ جنبات المكان والمطبخ والمائدة هي عادة سنوية حافظ عليها أهالي القرية وما زال الشباب متمسك بها ومستمرون في تقديمها كل عام.
وأشار جلال فولي، القائم بأعمال الطبخ، إلى أنه يكرث وقته في شهر رمضان للطبخ وخدمة الصائمين، فعلى مدار 30 يوما يتواجد لتقديم الوجبات المختلفة والتنوع يوما بعد يوم، لافتًا أنه اعتاد على ذلك واكتسب خبرة الطهي من خلال عمله في مجال السياحة لسنوات طويلة ويحافظ على نظافة المكان ونظافة الأكل الذي يقدمه، بمشاركة الشباب من أبناء القرية.
