أثار مقترح نيكي هايلي المرشحة الرئاسية في الانتخابات الامريكية 2024 باجراء اختبارات للكفاءة العقلية للسياسيين فوق 75 عام جدلا واسعا في البيت الأبيض والكونجرس الغالب عليهما الشعر الأبيض، كما وجد دعم كبير بين الأمريكيين، حيث وجد استطلاع جديد أن الغالبية العظمى يدعمون المقترح.
وفقا للاستطلاع الذى أجرته فوكس نيوز، 77 % من الأمريكيين يؤيدون اختبارات الكفاءة للسياسيين الذين تزيد أعمارهم عن 75 عامًا، مقارنة بـ 20 % فقط الذين يعارضون ذلك 3 % غير متأكدين.
ودعت هايلى البالغة من العمر 51 عام، التى أعلنت ترشحها للبيت الأبيض فى وقت سابق من هذا الشهر، إلى اختبارات الكفاءة العقلية للسياسيين الأكبر سنًا فى ضربة واضحة فى الرئيس بايدن والرئيس السابق ترامب، الذين يبلغون من العمر 80 عامًا و76 عامًا، على التوالي، وأشارت هايلي الى انه يجب افساح الطريق للوجوه الجديدة في الحزبين.
كان الاقتراح بمثابة ضربة الرئيس بايدن ، الذي سيكون في الثامنة والعشرين من عمره بحلول وقت الافتتاح الرئاسي المقبل - على الرغم من أن الرئيس السابق ترامب سيكون 78 - ولكن سيكون له آثار على بقية واشنطن، حيث يوجد ما يقرب من 10 فى المائة من الكونجرس فى على الأقل 75 سنة ويشمل ذلك بعض كبار القادة وصانعي القرار في كلا الطرفين.
قوبل اقتراح هايلي ببعض الانتقادات الحادة من أولئك الذين سيخضعون لها حيث قام السناتور بيرني ساندرز ، البالغ من العمر 81 عامًا ، برفض الفكرة في مقابلة لـ CBS الأسبوع الماضي، واصفاها بأنها "سخيفة".
على الجانب الاخر أعرب ترامب، عن دعمه للفكرة من خلال الكتابة على موقعه على الإنترنت Truth Social أن "أي شخص يترشح لمكتب رئيس الولايات المتحدة يجب أن يوافق على إجراء اختبار الكفاءة العقلية الكاملة."
وكان رد فعل الرئيس الأمريكى جو بايدن اكثر دبلوماسية حيث قال فى مقابلة جديدة مع شبكة ايه بى سى أن المخاوف بشأن عمره "شرعية تمامًا" حينما سئل بايدن البالغ من العمر 80 عامًا، عما إذا كان يعيد التفكير فى هذا السن فى قرار ما إذا كان يجب الترشح مرة أخرى لولاية ثانية فى البيت الابيض، وأجاب لا ومع ذلك، قال أنه من "الشرعي" أن يثير الناس مخاوف بشأن ذلك.
وقال: "من المشروع أن يثير الناس قضايا حول عمرى من المشروع تمامًا القيام بذلك. والشيء الوحيد الذى يمكننى قوله هو، "شاهدني" ثم احكم على".
وفقا للتقرير سيكون بايدن، اكبر رئيس فى تاريخ الولايات المتحدة حيث سيبلغ من العمر 82 عامًا اذا ما تم إعادة انتخابه فى عام 2024.
وأشار الرئيس الأمريكى جو بايدن خلال المقابلة إلى تصريحات زوجته جيل بايدن فى وقت سابق التى كشفت فيها عن ترشحه المؤكد للانتخابات القادمة وقال بايدن نافيا: "لم اقرر نهائيا بعد"، وتابع: "مثل ما كانت والدتى تقول عن جيل "الله يحبها".. لكن انا لازلت لدى أشياء أخرى يجب انهائها قبل الدخول فى حملة انتخابية كاملة".
أعمار الكونجرس
وجد تحليل NBC للبيانات أن متوسط عمر أعضاء الكونجرس قد ارتفع بشكل مطرد منذ الثمانينات ففي المجلس 118 الذي بدأ في يناير ، يبلغ متوسط العمر في مجلس الشيوخ 63.9 سنة و 57.5 سنة في مجلس النواب وفي الوقت الحالي ، فإن 16 من أعضاء مجلس الشيوخ و36 عضوًا في مجلس النواب يبلغون من العمر 75 عامًا أو أكبر.
بعض هؤلاء الأفراد لديهم مواقع قوية. يبلغ زعيم أقلية مجلس النواب ميتش ماكونيل 81 عام وشكك العديد من المقالات الإخبارية في اللياقة العقلية للسيناتور ديان فينشتاين البالغ من العمر 89 عامًا بسبب هفوات الذاكرة.
بعد فترة وجيزة من الإعلان عن تقاعدها ، ظهرت في حيرة من أمرها عندما سألها مراسل عن القرار دافعت فينشتاين للياقتها العقلية وقالت "ألتقي بانتظام مع القادة. أنا لست معزولًا. أرى الناس. حضوري جيد".
قياس الكفاءة العقلية
وقال الدكتور تريسي جيندرون، رئيس قسم علم الشيخوخة بجامعة فرجينيا الكومنولث والمدير التنفيذي لمركز فرجينيا للشيخوخة ، إن العمر وحده ليس مؤشرا جيدا للصحة أو القدرة مشيرا الى ان الذكاء الذي يمثل المهارات والذكريات التراكمية ، لا يزال يتحسن بشكل جيد في وقت لاحق من الحياة.
وقال انه لو طُلب من كل سياسي إجراء اختبار إدراكي بغض النظر عن العمر ، فسيكون من الصعب التوصل إلى مقياس لتقييم تلك القدرات.
ويحذر الخبراء النفسيون والشيخوخة من أنه سيكون من الصعب إنشاء وتنفيذ اختبار عادل وفعال لقياس الكفاءة العقلية للسياسيين
قال الدكتور بينيت بلوم ، الخبير في القدرة العقلية والقضايا القانونية التي تؤثر على كبار السن: "لقد واجهت أفراد في الثمانينيات أو التسعينيات أو المئات ، والذين أكثر مرونة عقلياً وإدراكًا للأحداث العالمية الحالية وتفاعل مثل هذه الأشياء أكثر من بعض الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 و 40 عامًا والذين بين العمر 20 و 40 عامًا".
