شبح الجفاف يهدد أوروبا.. قنوات البندقية الإيطالية بلا مياه وتحذيرات من موجة شديدة.. "كتالونيا" تلجأ للصرف الصحى لتعويض النقص.. وفرنسا تدرس فرض مراحيض جافة بالتخمير الهوائى.. وقلق أوروبى من انخفاض إنتاج الحبوب

الخميس، 23 فبراير 2023 02:00 ص
شبح الجفاف يهدد أوروبا.. قنوات البندقية الإيطالية بلا مياه وتحذيرات من موجة شديدة.. "كتالونيا" تلجأ للصرف الصحى لتعويض النقص.. وفرنسا تدرس فرض مراحيض جافة بالتخمير الهوائى.. وقلق أوروبى من انخفاض إنتاج الحبوب الجفاف يضرب أوروبا
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عانت أوروبا فى الصيف الماضى من موجة جفاف شديدة هددت المياه والمحاصيل الزراعية والعديد من الصناعات أيضا ، وتستمر هذه الموجة فى تهديدها حيث أن الشتاء الأوروبى هذا العام شهد أمطار أقل من المعتاد بشكل كبير، ولذلك فإن الحكومات الأوروبية أصبح لديها مخاوف من موجة أشد الصيف المقبل.

وقالت خدمة مراقبة المحاصيل بالاتحاد الأوروبي، إن قلة الأمطار في أجزاء من جنوب أوروبا تشكل مصدر قلق لمحاصيل الحبوب التي تتجه إلى موسم الربيع ، مشيرة إلى أن أوروبا عانت من جفاف شديد الصيف الماضي ، وأثار الطقس الجاف في يناير مخاوف في دول مثل إيطاليا من أن إمدادات المياه قد لا تتعافى هذا العام.

إيطاليا

أطلقت إيطاليا تحذيرا جديدا من موجة جفاف شديدة بعد انتهاء فصل الشتاء، وذلك بعد أن شهدت جبال الألب أقل من نصف تساقط الثلوج المعتاد، كما تشهد مدينة البندقية الإيطالية، المشهورة بقنواتها المائية وقواربها التي تستقطب ملايين السياح سنويا، انخفاضا كبيرا في مستويات المياه.

وقالت صحيفة "المساجيرو" الإيطالية، إن جفاف قنوات مدينة البندقية الإيطالية منعت سيارات الأجرة المائية وسيارات الاسعاف والقوارب التى كانت تسير فى المياه، من العبور.

وفقًا للعلماء والجماعات البيئية، قد تواجه إيطاليا موجة جفاف أخرى بعد حالة الطوارئ في الصيف الماضي، حيث في يوليو ، أعلنت إيطاليا حالة الطوارئ خاصة فى منطقة نهر بو، وهو ما اثر على حوالي ثلث الإنتاج الزراعي للبلاد وعانت من أسوأ جفاف منذ 70 عامًا.

وأعلنت منظمة "ليجامبينتى" البيئية، أن الأنهار والبحيرات الإيطالية تعانى من نقص حاد فى المياه، مع تركيز الاهتمام على شمال البلاد، حيث أن نهر بو ، أطول نهر في إيطاليا يمتد من جبال الألب في الشمال الغربي إلى البحر الأدرياتيكي ، يحتوي على مياه أقل بنسبة 61٪ عن المعتاد في هذا الوقت من العام.

ونقلت صحيفة كورييري ديلا سيرا عن خبير المناخ ماسيميليانو باسكوي من المعهد الإيطالي للبحث العلمي سي إن آر قوله "نحن في حالة عجز مائي تراكم منذ شتاء 2020-2021". وأضاف "نحتاج لاستعادة 500 ملم في المناطق الشمالية الغربية: نحتاج 50 يوما من الأمطار".

وعلى الرغم من أن البندقية معتادة على الفيضانات من ارتفاع المد أكثر من نقص المياه، إلا أنها ليست المرة الأولى التي تشهد انخفاضًا كبيرًا في مستويات المياه: فقد وصلت في عام 2018 إلى حوالي 60 سم دون المستوى الطبيعي، ولكن قبل ذلك، في عام 2016، انخفض منسوب المياه بمقدار 66 سم، بينما في عامي 1989 و2008 كانت المستويات. انخفض بمقدار 90 سم.

 

كتالونيا

كما لجأت السلطات الكتالونية إلى مياه الصرف لتعويض نقص المياه، وتدرس الآن مشروع استخدام المياه من معالجة الصرف الصحى، والتى سيتم استخدامها فى الإقليم للصناعة والترفيه، ويتك اطلاق القرار النهائى فى مارس 2024 بميزانية قدرها 261360 يورو.

وتتوقع الخطة الإستراتيجية لدورة المياه الشاملة (PECIA) لإقليم العاصمة أنه في عام 2050 سيكون هناك عجز في مياه الشرب في المدينة إذا لم يتم إعادة استخدام المياه.

ويتمثل أحد مشاريع معالجة المياه من محطة معالجة مياه الصرف الصحي في نهر ساباديل  والتي تنتج حاليًا كمية من المياه المستصلحة أكثر مما هو مطلوب للحفاظ على التدفق البيئي للنهر، تشير التقديرات إلى أن حجم المياه المعاد استخدامها يبلغ حوالي مليون متر مكعب في السنة ، وهو ما يعادل 10 % من إجمالي استهلاك مياه الشرب.

فرنسا

وفى فرنسا ، يدفع نقص هطول الأمطار الحكومة الفرنسية إلى تنفيذ مجموعة من التدابير لتعزيز استهلام المياه ، فقد عانت فرنسا الصيف الماضى من اسوأ فترات الجفاف فى تاريخها ، - كان متوسط ​​درجة الحرارة على مدار العام هو الأعلى منذ عام 1900 - وكان عام 2022 عامًا جافًا بشكل استثنائي ، مع عجز في هطول الأمطار بنسبة 25٪.

ووفقا لصحيفة "لابانجورديا" الإسبانية فإنه على الرغم من هطول الأمطار في الأسابيع الأخيرة ، لا تزال مناسيب المياه الجوفية تظهر بمستويات أقل بكثير من المعتاد، قررت الحكومة الفرنسية تقديم مجموعة من التدابير لتجنب، أو على الأقل تقليل ، إهدار المياه غير المجدى، و اهمها تقليل استخراج المياه الجوفية التى أصبحت تعانى من انخفاض أيضا.

قال وزير الانتقال البيئى ، كريستوف بيتشو ، "سيتعين على جميع الفرنسيين التكيف مع نهاية الوفرة ، بما في ذلك المياه"، ويتوقع فريق الخبراء الحكوميين الدوليين المعني بتطور المناخ (GIEC) أن مستوى التيارات المائية سينخفض​​، من الآن وحتى عام 2050 ، تقريبًا ، بين 10٪ و 40٪.

وتتوقع السلطات أن يتم تطبيق الإجراء بالكامل قبل عام 2027 ، مما يعني خفض 4000 مليون متر مكعب من 33000 مليون تم جمعها كل عام.

وأشار وزير التحول البيئي إلى أنه في فرنسا "يستهلك 150 لترًا من الماء للفرد يوميًا"، لكنه يفترض أن الفرنسيين ليسوا مستعدين بعد لاتخاذ تدابير معينة ، مثل فرض مراحيض جافة في المناطق الحضرية ، والتي تعمل بدون الماء بفضل التخمير الهوائى.

وتعتبر تجديد مياه الصرف الصحي ، احد الإجراءات التى يتم دراستها ولكن هذا الاجراء يعتبر الاصعب فى الوقت الحالى لفرنسا حيث يتم إعادة استخدام 1٪ فقط ، ومن بين 33000 محطة معالجة المياه ، 77 فقط مجهزة بنظام معالجة إعادة التدوير الكامل.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة