بالرغم من أنه طالب فى المرحلة الثانوية إلا أنه لم يترك مهنة والده التى تركها له ليستمر فى تقديم الدعم لأسرته، حيث يضرب هذا الشاب نموذجا محترما فى الكفاح والالتزام بالعمل والدراسة معا، ليفتخر به ويسانده جميع سكان المدينة والمنطقة التى يقطن بها للعمل.
التقي "اليوم السابع" الشاب محمود مسعد المقيم بمدينة طنطا والبالغ من العمر 22 سنة، حيث ترك التعليم منذ صغر سنة ليساعد والده فى العمل على أقدم عربة فول بالمدينة، وبعد ذلك قرر الالتحاق بالتعليم مرة أخرى وتكملت مسيرته التعليمية بجانب عمله على العربة نهاراً، فلم يستمع إلى الانتقادات بسبب عمره والالتحاق بالمرحلة الثانوية فى هذا السن، حيث إن هدفه الوحيد هو الحصول على مؤهل بجانب عمله.
وقال محمود لـ"اليوم السابع" إنه عندما كان عمره 3 أعوام كان والده يأخذه معه للعمل على عربة الفول، والتى ورثها من جده، فكان يحب الذهاب معه حتى التحق بالمرحلة الابتدائية فكان يترك المدرسة من أجل العمل فى هذا المهنة، حتى أتم المرحلة الابتدائية وكبر سنه وجسدة وبدأ فى تحضير الوجبات للمواطنين على العربة بدلاً من والده.
وأضاف: بدأ حبى وشغفى لهذه المهنة يزيد يوما بعد الآخر وبدأت في ترك التعليم بعد رسوبي عدة أعوام، وكان والدي يشجعني هو وأسرتي على الحصول على شهادة تنفعنى فى المستقبل، فبعد إتمام المرحلة الإعدادية لم ألتفت إلى نصائحهم وقررت التركيز فقط فى العمل على العربة وتطويرها لحبى لهذا العمل، فقمت باستاجار محل صغير بجانبها لتجهيز بعض الأصناف وفتح باب رزق لعدد من الشباب.
وأوضح: بدأ الإقبال على العربة يزيد ولم يعد والدي يعمل عليها وأصبحت المسئول الأول عن الأسرة بأكملها، وفي يوم من الأيام حدثني أحد الزبائن وأقنعني بتكملت تعليمي والالتحاق بالثانوي الفني، وضرورة حصولي على شهادة تعليم متوسط، بالفعل بعد التفكير فى حديثه قمت بالذهاب إلى الإدارة التعليمية والتقديم وبالفعل التحقت بالمرحلة الثانوية الفنية.
وتابع: كنت قلقا لمواجهتي بانتقادات داخل المدرسة نظراً لكبر سني عن الطلاب الملتحقين بها، لكنني واجهت دعما كبيرا من جميع الطلاب والأساتذة بعد معرفة قصتي وحبي للعمل، وقرروا مساندتي ومساعدتي في التنسيق بين الدراسة والعمل، مضيفاً أنه يذهب يومين إلى المدرسة صباحاً وبعد الظهر إلى عمله وباقي أيام الأسبوع يعمل على هذه العربة.
الطالب
عربة الفول.
عربة الفول
كفاح طالب في العمل علي عربة فول
محمود طالب صباحاً وعامل علي عربة فول مساء
