حكايات زينب.. أول مشوار الكبار بالمستعمل والإيجار.. سامية جمال بدأت نجوميتها ببدلة رقص قديمة.. وحكاية كاريوكا مع "بدلة المقتولة".. أنور وجدى زبون تأجير ملابس.. وإسماعيل ياسين فتح أبواب المجد ببدلة بـ50 قرشا

السبت، 02 ديسمبر 2023 08:30 م
حكايات زينب.. أول مشوار الكبار بالمستعمل والإيجار.. سامية جمال بدأت نجوميتها ببدلة رقص قديمة.. وحكاية كاريوكا مع "بدلة المقتولة".. أنور وجدى زبون تأجير ملابس.. وإسماعيل ياسين فتح أبواب المجد ببدلة بـ50 قرشا أنور وجدى وسامية جمال وتحية كاريوكا
ترويها زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

الملابس التاريخية للفرق المسرحية فى حراسة الشرطة.. وعمامة هاورن الرشيد بـ20 قرشا
 

عانى نجوم الزمن الجميل ورواد الفن الأوائل من معوقات عديدة وضحوا كثيرا فى سبيل الفن، واستطاعوا أن يتجاوزوا كل هذه العقبات والتضحيات ليصنعوا فنا وأعمالا خالدة عابرة للأجيال تشهد على عبقريتهم وإبداعهم وصدقهم، كانت الإمكانيات ضعيفة والموارد قليلة، وكثيرا ما كانت جيوبهم خاوية لا يجدون حتى ما يسد رمقهم أو يكفل لهم شراء ملابس مناسبة، ورغم ذلك استطاعوا أن يعبروا هذه الظروف والأزمات. 
 
1-(17)
 
 
وكثيرا ما كان توفير الملابس، التى يرتديها الفنان لأداء أعماله الفنية مشكة كبيرة، يتكبد فى سبيل توفيرها عناء كبيرا، خاصة مع معاناة الفقر وصعوبة الظروف التى عاشها الكثيرون من نجوم الزمن الجميل فى بداياتهم، وكثيرا ما لجأوا لارتداء ملابس مستعملة حصلوا عليها بالكاد بسبب ظروف الفقر الطاحنة التى عاشوها، حيث لم يكن الحصول على أبسط الأشياء سهلا، ورغم ذلك تغلبوا على كل الصعاب، وصنعوا فنا جميلا عاش بعد رحيلهم وأمتع أجيالا لم تعاصرهم.
 
ظل نجوم الزمن الجميل يتذكرون هذه البدايات الصعبة وأيام الفقر، ويفتخرون بها بعدما حققوا الشهرة والمجد، وتحدثوا عن هذه المواقف التى صنعت تاريخهم وتجربتهم بفخر واعتزاز. 
 

ملابس للإيجار فى حراسة الشرطة

 

 
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدرعام 1956، نشرت المجلة موضوعا عن معاناة الفنانين ورواد الفن الأوائل فى توفير الملابس اللازمة للأعمال الفنية، وهو ما دفع بعض التجار إلى فتح محلات ومخازن لتأجيرالملابس اللازمة للأعمال الفنية والفنانين، وكان أغلب هذه المخازن يقع فى شارع عماد الدين، حيث كان هذا الشارع مركزا للفرق المسرحية والمسارح والسينمات والحركة الفنية بوجه عام.
وفى أوائل الثلاثينيات، كان المسرح المصرى والفرق المسرحية فى بداياتها، وكانت من أكبر العقبات التى تواجهها توفير الملابس التاريخية، لأنها تتكلف أموالا طائلة لم تقو عليها ميزانية هذه الفرق، لذلك كان أصحاب الفرق يلجأون لأحد المحلات الخاصة فى شارع الأنتكخانة، يملكها رجل أجنبى، لاستئجار هذه الملابس، وكان الرجل يضع شروطا قاسية للتأجير، منها أن تتولى الفرقة مسؤولية غسل وكى هذه الملابس وإعادتها نظيفة، وكان يمكن أن تستأجر ملابس وعمامة هارون الرشيد بمبلغ 20 قرشا.
 
كانت لائحة دار الأوبرا تحرم تأجير ملابسها للفرق الخاصة، وعندما قدم يوسف وهبى مسرحية غادة الكاميليا، رفض مدير الأوبرا أن يؤجر له الملابس التاريخية، فلجأ يوسف وهبى إلى وزير المعارف وقتها، فوافق الوزير، وحينها أرسل مدير الأوبرا اثنين من الموظفين لحراسة هذه الملابس حين يرتديها فنانو الفرقة، وكان هذان الموظفان يقفان فى الكواليس لمراقبة الملابس، ويشددن على الممثلين بضرورة الحفاظ على نظافتها، وهو ما كان يتسبب فى ضيق الفنانين.
 
فى حين أن منيرة المهدية، حين قدمت رواية كارمن، استأجرت الملابس من محل الرجل الأجنبى فى شارع الأنتكخانة، وفوجئ الممثلون ذات ليلة بضابط بوليس وبعض الجنود يجلسون على مقاعد المسرح، وبعد انتهاء العرض طلب الضابط من منيرة المهدية إعادة الملابس إلى صاحبها، لأن بعض الممثلين أساءوا استعمالها وكانوا يمسحون أيديهم فيها، وبعد معاناة ووعود بالمحافظة على نظافة الملابس، اضطرت منيرة أن تدفع مبلغ من المال كتأمين على نظافة الملابس من أيدى الممثلين.
 
انور-وجدى
انور-وجدى
 
بدلة أنور وجدى
 
وكما كانت هذه المخازن تتنافس فيما بينها على توريد وتأجير الملابس للفرق المسرحية، كانت أيضا ملجأ للفنانين المفلسين فى بداية مشوارهم الفنى.
 
كان أحد أصحاب هذه المحلات يتفاخر دائما بأن أول زبون دخل محله كان الفنان الكبير أنور وجدى، حين كان فنانا صغيرا يعمل بفرقة رمسيس، وكان صاحب المحل يقول دائما إن البدلة التى استأجرها منه أنور وجدى كانت فاتحة خير عليه، وفتحت له أبواب المجد والشهرة والنجومية.
 
قال صاحب المحل: إن أنور وجدى كان يحلم بأن يقع عليه اختيار الفنان الكبير يوسف وهبى، ليعطيه دور الشاب الذى تقع الفتيات فى غرامه، ولكنه لم يكن يمتلك وقتها الملابس التى تؤهله للفوز بهذا الدور، فاتفق مع صاحب المحل على أن يستأجر منه بدلة ليظهر بها أمام يوسف بك، الذى وافق على منحه الدور بعد أن رآه أنيقا ووجيها ومناسبا لهذا الدور. 
 
وفى حوار نادر للفنان الكبير أنور وجدى، تحدث عن الصعوبات التى واجهها فى بداية طريقه الفنى، مؤكدا أنه بدأ العمل بفرقة رمسيس بعد عدة محاولات، وكان يعمل «لبيس» فى الفرقة حتى اقتنع يوسف وهبى بموهبته.
 
وأشار «وجدى» إلى أنه كان شديد الطاعة والخوف من يوسف بك، حتى إنه كان إذا تعرض للانتقاد منه أثناء البروفات الفنية، لا يتمالك دموعه، فيبكى خوفا من أن يقرر وهبى الاستغناء عنه.
 
 أصبح أنور وجدى من شدة خوفه من يوسف وهبى لا يجرؤ على التدخين أمامه، وحكى أنه ذات ليلة كان يسهر مع بعض أصدقائه على أحد المقاهى فى حى الحسين، وبدأ يدخن سيجارة أخذها من علبة سجائر صديقه، وأراد أحد هؤلاء الأصدقاء مداعبته، فصاح قائلا: «إلحق يا أنور يوسف بك جاى»، فارتبك أنور وجدى ولم يعرف كيف يتصرف، وبسرعة دون أن يشعر أخفى السيجارة فى جيبه وهى مشتعلة حتى لا يراه أستاذه وهو يدخن، وشاءت الأقدار أن تكون فى جيبه علبه كبريت، مما أدى إلى اشتعال النيران فى ثيابه، لولا أنه أدرك الموقف بسرعة وخلع الجاكت وألقاه بعيدا، وخسر أنور وجدى يومها جاكته الوحيد المستعمل الذى حصل عليه بصعوبة، وكان يمكن أن يخسر حياته بسبب خوفه واحترامه لأستاذه.
 
اسماعيل-ياسين
اسماعيل-ياسين

بدلة سمعة الاسموكنج

 

 
كان الفنان الكوميدى الكبير إسماعيل ياسين من أكثر النجوم الذين عانوا فى حياتهم، وكانت طفولته وبداياته شاقة ومعذبة، حيث رحلت والدته وهو فى سن صغيرة وأفلس والده، فأصبح مسؤولا عن نفسه وهو فى سن الطفولة، وتنقل بين عدة أعمال بسيطة حتى يوفر قوت يومه، ولكنه منذ صغره عشق الفن وكان يحلم فى بداياته أن يكون مطربا، وانتقل من مسقط رأسه بالسويس إلى القاهرة سعيا وراء تحقيق أحلامه الفنية، وعانى معاناة شديدة بسبب الفقر حتى إنه كان فى أيام كثيرة لا يجد ما يسد جوعه.
 
وبعد معاناة، عرف إسماعيل ياسين أنه لن يحقق نجاحا كمطرب، وبالكاد استطاع أن يجمع قروشا قليلة واتجه إلى محل ملابس مستعملة، واشترى بدلة اسموكنج بمبلغ 50 قرشا حتى يستطيع أن يقدم نفسه للعمل بإحدى الصالات كمونولوجست، وكانت هذه البدل فاتحة خير فى حياته، وذهب لأحد المؤلفين، واشترى منه مونولوج:  «يا حلة العدس الدافى.. تسلم إيدين اللى غلاكى»، على وزن أغنية عبدالوهاب «يا وردة الحب الصافى»، وتوجه لإحدى صالات الغناء  فى شارع عماد الدين، وغنى المونولوج أمام صاحب الصالة، فأعجب به، وقرر تعيينه مقابل 4 جنيهات فى الشهر، وحقق سمعة نجاحا كبيرا وبدأ الحظ يبتسم له وتنقل بين المسارح والصالات، حتى عمل بصالة بديعة مصابنى، وبدأ مشوار شهرته ونجوميته فى الإذاعة والسينما، وسميت العديد من أفلامه باسمه  «إسماعيل ياسين فى الأسطول، إسماعيل ياسين فى الجيش، إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة، وغيرها». 
 
سامية-جمال-(4)
سامية-جمال
 


الفراشة بدأت مشوارها ببدلة مستعملة

 

وفى عام 1958، أجرت فراشة السينما سامية جمال، التى عرفت بصراحتها الشديدة حوارا مع مجلة الكواكب، تحدثت خلاله عن ظروف الفقر والحياة الصعبة التى عانت منها فى بداية حياتها ومشوارها الفنى حتى عرفت طريق الشهرة والنجومية، الذى لم يكن مفروشا بالورود.
وخلال اعترافاتها لمجلة الكواكب، أشارت الفراشة إلى أن أول بدلة رقص ارتدتها كانت مستعملة.
 
قالت سامية جمال: «عندما التحقت فى بداياتى بفرقة بديعة مصابنى، كنت أرقص مع المجموعة، وما أن وقفت على خشبة المسرح للمرة الأولى حتى أصبح همى أن أقدم رقصة منفردة، أسوة بالراقصات الشهيرات، وسعيت عند بديعة حتى قبلت أن تتركنى أقدم رقصة منفردة، ولم تبق أمامى عقبة غير الحصول على بدلة رقص خاصة ».
 
وأشارت الفراشة إلى أن ثمن البدلة الجديدة فى ذلك الوقت كان 20 جنيها، ولم تكن تملك هذا المبلغ الذى اعتبرته وقتها ضخما، حيث كان راتبها لا يتجاوز 3 جنيهات تكفى احتياجاتها الأساسية بصعوبة.
 
كشفت الفراشة كيف تعاملت مع هذه الأزمة قائلة: «اقترحت صديقة لى أن أشترى بدلة رقص قديمة من إحدى الراقصات الشهيرات، وذهبت أنا وهى إلى الراقصة، فوافقت أن تبيع لى إحدى بدلها القديمةـ وأدفع لها جزءا من الثمن الذى اتفقنا عليه، والباقى أدفعه فى نهاية الشهر ».
وأضافت: «كانت سعادتى لا يعادلها شىء فى الوجود وأنا أتسلم البدلة، لقد كانت البداية لتحقيق الحلم الكبير الذى حققته، وأصبحت راقصة معروفة ومازلت أحتفظ بهذه البدلة ».
 
تحية-كاريوكا-(3)
تحية-كاريوكا
 

كاريوكا وبدلة راقصة مقتولة

 

 
أما الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا، فوصل بها الفقر فى بداية مشوارها ليس فقط لقبول ارتداء ملابس مستعملة، بل وارتداء بدلة رقص تخص راقصة قتيلة، فمن بين النوادر التى تناولتها الصحف والمجلات فى الخمسينيات، قصة «بدلة امتثال » التى حكاها صاحب مخزن للملابس بشارع عماد الدين، مؤكدا أنها كانت سببا فى شهرة عدد من الراقصات اللاتى استأجرن هذه البدلة.
 
وكانت صاحبة البدلة هى الراقصة امتثال فوزى، إحدى أشهر الراقصات فى العشرينيات والثلاثينيات، التى ماتت مقتولة على يد أحد الفتوات عام 1936 بعد أن ضربها برقبة زجاجة بسبب رفضها دفع الإتاوة، وبعد مقتلها تم بيع ملابسها ومنها بدلة رقص اشتراها صاحب أحد المخازن، وقام بتأجيرها لعدد من الراقصات.
 
 قال صاحب المخزن: من بين الراقصات اللاتى استأجرن هذه البدلة راقصة قديمة اسمها بهيجة المهدى، ولم يمض يومين حتى وقعت عقد فيلمين مع المنتج توجو مزراحى.
 
وأكد صاحب المخزن أن تحية كاريوكا استأجرت بدلة امتثال فى بداياتها، وأثناء عملها بفرقة بديعة مصابنى، وفى نفس اليوم ضاعفت بديعة راتبها، ثم بدأت مشوارها السينمائى وفتحت لها أبواب الشهرة والمجد الفنى، كما ارتدتها راقصة قديمة اسمها جمالات حسن، وبعد أيام عرض عليها أحد الأثرياء الزواج ووضع تحت أمرها آلاف الجنيهات.
 
p
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة